الشرفات يكتب: ضيف الله الكعيبر ورحل "راعي البويضا "الكبير!
د. طلال طلب الشرفات
المشهد المهيب الذي رأيناه بالأمس والذي يعبر عن مدى التقدير الذي يحظى به الراحل الكبير المرحوم بإذن الله الشيخ ضيف الله الكعيبر أحد القامات الوطنية الباسقة الرفيعة؛ فقد شيّع أبناء الوطن النائب السابق وشيخ مشايخ عشائر السرحان الذي ترجّل مبكراً في حادثٍ أليم، ولكنه ترك برحيله فراغاً كبيراً ليس عند قبيلته والبادية الشمالية وحسب؛ وإنّما على مستوى الوطن كلّه.
الفارس الحكيم، ورجل الدولة الشجاع الذي تجاوز في الأداء الوطني أساليب القيادة التقليدية، وفي إدارة الشأن العشائري والاجتماعي الفردية التي لم تكن نهجًا له على الإطلاق ، وجسد أخلاق شيخ العشيرة الديمقراطي الذي يحترم قواعد الشورى ورأي الأغلبية في القرار العام.
أن تكون شيخاّ في البادية الأردنية فتلك مهمة لم تعد سهلة وخاصة بعد عودة الحياة الديمقراطية، والربيع العربي وتراجع دور المحافظين إلى مستويات باتت أكثر من مقلقة في الفترة الأخيرة، وأن تكون شيخاً لقبيلة السرحان بتنوعها وعناد نخبها وتميز مفكريها فتلك مهمة صعبة جداّ أضحت تحتاج إلى مواصفات وأساليب استثناىًية في التعامل، وحلم وحكمة ودهاء إيجابي ومقتضيات الجود العربي الأصيل وكفاءة خاصة في اسلوب التعاطي مع ثقافة الاعتداد بالنفس والعناد النخبوي ، وكل هذه المواصفات توافرت وتجسدت بشكل أصيل وملفت في شخص الراحل الكبير فقيد الوطن وأحد أعمدة البادية الشمالية القلائل الذين تميزوا بقيادة عشائرية محترفة وإيجابية في ذات الوقت، وأفضت غير ذي مرة إلى توحيد القرار العشائري الإيجابي ورفعه الى منصة الإنجاز بمسؤولية عالية وتقدير كبير.
عرفت الفقيد الجليل في مطلع التسعينات، عندما كان شباب البادية - آنذاك - يتلمسون طريقهم في ضرورة الإسهام في المشاركة السياسية، ولأن شباب قبيلة السرحان كانوا سنان الرمح وذروة الوعي في الإصرار على إعطاء الشباب دوراً حيوياً وفاعلاً في قيادة المشهد العام في البادية الاردنية؛ كان مؤمنا بالشراكة الحقيقية بين القيادات التقليدية والنخب الواعية؛ في ذلك الوقت عرفت حقيقة الرجل الذي كان في باكورة قيادته لقبيلته، أذهلتني- حينئذ - إيجابيته وتفهمه لدور الشباب الفاعل والنخب الواعية في مجتمع صعب كان ينحصر فيه القرار العشائري الخاص والعام وقتذاك في يد شخص واحد هو شيخ العشيرة.
كان الفقيد قاضياً عشائرياً فذَّاً وحكيماً وشجاعاً، ويمتاز بحرفية عالية في صياغة الأحكام، ويطبق بشكل مذهل قواعد أصول المحاكمات الراقية، وقواعد العدالة الناجزة، وحوكمة الإجراءات العفوية الدقيقة، ويمتلك قدرة فائقة على التحليل وربط البينات ورصد الشهادات المنتجة في الدعوى العشائرية، ويمتلك رصيداً لافتاً من السوابق القضائية التي تراكمت لديه من خبرته ومرافقته لوالده الشيخ الجليل المرحوم فرحان الكعيبر، وثمّة سمة تعبر عن سمو ونزاهة وترفع وتقدير لظروف الناس فقد كان يتعفف عن "الرزقة" والرزقة: مفهوم يوازي معنى أتعاب التحكيم الواردة في قانون التحكيم ويأبى أخذها بعد أن يقررها احتراماً لأصول المقاضاة وجدية التقاضي.
كان الفقيد ذي حجة كبيرة في الحوار السياسي، وله رأياً يحترم في القضايا الوطنية ويتجاوز الأسايب التقليدية في الطرح والتوصيف والجرأة في التحذير من المخاطر على الهوية والتراب والكينونة، وله رصيد كبير من محبة الناس وتقديرهم، واحترام النخب والنظراء من قيادات البادية والوطن ككل، إضافة لكونه من القيادات العفيفة والمخلصة للوطن والقيادة، ورجلٍ كبير كان محجّاً لأهل الرأي والعقد، ونصيراً للمظلومين والملهوفين، ورجل كريم للقريب والبعيد على حدٍ سواء.
رحم الله الشيخ الجليل - فقيد الوطن- أبا منور وأسكنه فسيج جنانه. وحفظ الله الأردن الحبيب من كل سوء..!!
الفارس الحكيم، ورجل الدولة الشجاع الذي تجاوز في الأداء الوطني أساليب القيادة التقليدية، وفي إدارة الشأن العشائري والاجتماعي الفردية التي لم تكن نهجًا له على الإطلاق ، وجسد أخلاق شيخ العشيرة الديمقراطي الذي يحترم قواعد الشورى ورأي الأغلبية في القرار العام.
أن تكون شيخاّ في البادية الأردنية فتلك مهمة لم تعد سهلة وخاصة بعد عودة الحياة الديمقراطية، والربيع العربي وتراجع دور المحافظين إلى مستويات باتت أكثر من مقلقة في الفترة الأخيرة، وأن تكون شيخاً لقبيلة السرحان بتنوعها وعناد نخبها وتميز مفكريها فتلك مهمة صعبة جداّ أضحت تحتاج إلى مواصفات وأساليب استثناىًية في التعامل، وحلم وحكمة ودهاء إيجابي ومقتضيات الجود العربي الأصيل وكفاءة خاصة في اسلوب التعاطي مع ثقافة الاعتداد بالنفس والعناد النخبوي ، وكل هذه المواصفات توافرت وتجسدت بشكل أصيل وملفت في شخص الراحل الكبير فقيد الوطن وأحد أعمدة البادية الشمالية القلائل الذين تميزوا بقيادة عشائرية محترفة وإيجابية في ذات الوقت، وأفضت غير ذي مرة إلى توحيد القرار العشائري الإيجابي ورفعه الى منصة الإنجاز بمسؤولية عالية وتقدير كبير.
عرفت الفقيد الجليل في مطلع التسعينات، عندما كان شباب البادية - آنذاك - يتلمسون طريقهم في ضرورة الإسهام في المشاركة السياسية، ولأن شباب قبيلة السرحان كانوا سنان الرمح وذروة الوعي في الإصرار على إعطاء الشباب دوراً حيوياً وفاعلاً في قيادة المشهد العام في البادية الاردنية؛ كان مؤمنا بالشراكة الحقيقية بين القيادات التقليدية والنخب الواعية؛ في ذلك الوقت عرفت حقيقة الرجل الذي كان في باكورة قيادته لقبيلته، أذهلتني- حينئذ - إيجابيته وتفهمه لدور الشباب الفاعل والنخب الواعية في مجتمع صعب كان ينحصر فيه القرار العشائري الخاص والعام وقتذاك في يد شخص واحد هو شيخ العشيرة.
كان الفقيد قاضياً عشائرياً فذَّاً وحكيماً وشجاعاً، ويمتاز بحرفية عالية في صياغة الأحكام، ويطبق بشكل مذهل قواعد أصول المحاكمات الراقية، وقواعد العدالة الناجزة، وحوكمة الإجراءات العفوية الدقيقة، ويمتلك قدرة فائقة على التحليل وربط البينات ورصد الشهادات المنتجة في الدعوى العشائرية، ويمتلك رصيداً لافتاً من السوابق القضائية التي تراكمت لديه من خبرته ومرافقته لوالده الشيخ الجليل المرحوم فرحان الكعيبر، وثمّة سمة تعبر عن سمو ونزاهة وترفع وتقدير لظروف الناس فقد كان يتعفف عن "الرزقة" والرزقة: مفهوم يوازي معنى أتعاب التحكيم الواردة في قانون التحكيم ويأبى أخذها بعد أن يقررها احتراماً لأصول المقاضاة وجدية التقاضي.
كان الفقيد ذي حجة كبيرة في الحوار السياسي، وله رأياً يحترم في القضايا الوطنية ويتجاوز الأسايب التقليدية في الطرح والتوصيف والجرأة في التحذير من المخاطر على الهوية والتراب والكينونة، وله رصيد كبير من محبة الناس وتقديرهم، واحترام النخب والنظراء من قيادات البادية والوطن ككل، إضافة لكونه من القيادات العفيفة والمخلصة للوطن والقيادة، ورجلٍ كبير كان محجّاً لأهل الرأي والعقد، ونصيراً للمظلومين والملهوفين، ورجل كريم للقريب والبعيد على حدٍ سواء.
رحم الله الشيخ الجليل - فقيد الوطن- أبا منور وأسكنه فسيج جنانه. وحفظ الله الأردن الحبيب من كل سوء..!!