خبراء: ممكنات دعم الريادة في تحسن ونطالب بالمزيد
القبة نيوز- أكد خبراء أن قطاع الريادة لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكافي رغم ما يشهده من تحسن، مطالبين بعقد مؤتمر وطني يبحث تحديات القطاع ويضع الحلول المناسبة لتلك التحديات لخلق بيئة أعمال جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي.
وقالوا إن ريادة الأعمال بحاجة إلى المزيد من الجهود لتعزيز الثقة بين الحكومة والقطاع الخاص وتحديدا فيما يتعلق بتطبيق القوانين لفئة الشركات الناشئة وغيرها، لخلق بيئات أعمال ريادية وأكثر استقرارًا.
وأضافوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية الخاصة بريادة العمال والتي أقرها مجلس الوزراء في نهاية العام الماضي يمكن أن تكون هي المنطلق لتعزيز الثقة بين الجانبين وتحديد أدوار القطاعين العام والخاص بوضوح أكثر.
ورأى الخبراء أن الاستمرار في بحث تحديات ريادة الأعمال من قبل جميع الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص يعزز قدرات المملكة التنافسية إقليميا ودوليا.
وأكدوا أن الخلل يكمن في تطبيق القانون على نحو غير موجّه وفق سياسات وأهداف اقتصادية واضحة، حيث يتم تطبيق القانون بين فترة وفترة وبين دائرة ودائرة وهذا لا يبني ثقة لا عند الريادي ولا المستثمر.
وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، احمد الهنانده، قال إن من أهم ممكنات قطاع الريادة هي السياسة العامة لريادة الأعمال والخطة الاستراتيجية الوطنية التي أقرها مجلس الوزراء في نهاية العام الماضي، والتي تهدف إلى تهيئة بيئة صديقة ومحفزة لريادة الأعمال في المملكة، وإزالة العوائق أمامها.
وأشار إلى أهمية تعزيز ريادة الأعمال وتوفير المساعدة للشركات الريادية الأردنية للوصول للأسواق المحلية والإقليمية والدولية وفتح أسواق جديدة لها، وتمكين الرياديين من ابتكار الحلول والمنتجات الإبداعية.
وبين الهنانده أن السياسة العامة لريادة الأعمال تركز بشكل أساسي على الوصول إلى بيئة تشريعية وتنظيمية مواتية لريادة الأعمال تتسم بالوضوح والشفافية، وتوفير موارد بشرية كفؤة من خلال إيجاد برامج تدريبية متخصصة لريادي الأعمال في مختلف المجالات، وتسهيل النفاذ إلى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية وتسهيل الوصول إلى مصادر التمويل.
كما تتضمن المحاور بحسب الهنانده توفير مجالات الدعم لمنظومة ريادة الأعمال وتعزيز النظرة الثقافية لريادة الأعمال والتي من شأنها تحسين الانطباع عن ريادة الأعمال.
من جانبه، رأى الرئيس التنفيذي للصندوق الأردني للريادة المهندس محمد المحتسب، أن بيئة ريادة الأعمال في الأردن في تحسن مستمرّ.
وقال يمكن تحسين بيئة الأعمال من خلال البنية الريادية عبر توفّر التدريبات اللازمة للرياديين والرياديات، وهنا يأتي دور المسرعات والحاضنات، لافتا إلى أن الصندوق وفر الدعم لبرنامج تمكين الريادة وتطوير المهارات الريادية لـ 600 رائد ورائدة أعمال وأصحاب شركات ناشئة قائمة أو جديدة على تنمية قدراتهم وتمكين مسارهم وتجهيزهم لجعل شركاتهم قادرة على استقطاب الاستثمار من الجهات الاستثمارية المختلفة.
وأشار المحتسب إلى أن البرنامج يوفر 75 منحة بقيمة 20 ألف دولار أميركي لكل منحة بحدّ أقصى، بهدف دعم خطط كفاءة ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة القائمة، لتعزيز قدرتها التنافسية وزيادة قيمة عملها, ويخدم البرنامج الشركات الناشئة في مرحلة التأسيس والشركات الناشئة في مرحلة النمو.
وبحسب المحتسب تم ضمن برنامج تطوير الحاضنات والمسرعات، دعم مسرّعتي أعمال، هما أويسس500 و "ذا كور اتش.تي.يو"، حيث يتوقّع منهما المساهمة في تسريع عمل 30 شركة ناشئة خلال 3 سنوات، كذلك دعم 5 حاضنات تتركز خدماتها في مجالات عمل جديدة يمكن أن تفتح آفاقًا استثمارية في المجالات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتقنية التعليم والتقنية الخضراء وغيرها.
كما أطلق الصندوق منصة إلكترونية "ستارت ابس" مع جمعية "إنتاج" لتكون بوابة تفاعلية للشركات الناشئة نحو حصولها على فرص استثمارية، حيث تحتوي على قاعدة بيانات متكاملة تضم الرياديين والممولين والمستثمرين في ريادة الأعمال في مكان واحد.
وبخصوص محور الاستثمار، أشار المحتسب إلى أن الصندوق ملتزم باستثمار غير مباشر مقداره 35.5 مليون دولار أميركي في الصناديق الاستثمارية، وتم الاستثمار في صندوق استثماري، وهو استثمار "غير مباشر" موضحا أن ذلك يتم من خلال الاستثمار في صناديق استثمارية تقوم هي بدورها بالاستثمار بالشركات الأردنية، للمساهمة في جلب صناديق استثمارية خارجية إلى المملكة، ويستمر عملها إلى ما بعد انتهاء مدة عمل الصندوق بحيث تغطي المراحل المختلفة للشركات الريادية، من مرحلة النمو المبكر إلى النمو الناضج.
أما بالنسبة للاستثمار المباشر، فقد استثمر الصندوق حتى الآن 4.83 مليون دولار أميركي في 25 شركة يشمل الاستثمار المشترك واستثمار مبادرة مستقبل مبتكر.
كما أطلق الصندوق الأردني مبادرة مستقبل مبتكر كأداة استثمارية جديدة لإسناد الشركات الأردنية الابتكارية بعد جائحة كورونا؛ حيث قام الصندوق بالاستثمار في 11 شركة بقيمة 1.62 مليون دولار أميركي.
وفيما يتعلق بمحور النهوض بالوطن بشكل عام، أكد المحتسب أن فئة الشباب تدرك أهمية الريادة كوسيلة لبناء مستقبلهم الاقتصادي في الأردن، والاهتمام بالالتحاق بالبرامج الريادية أو الحاضنات أو المسرعات، ومن هنا يظهر اهتمام الصندوق بالبرامج التي تقدم لهم لإنشاء شركات جديدة وتدريبهم على المهارات الريادية.
وعن علاقة الحكومة بالقطاع الخاص، قال المحتسب إنها علاقة جيدة وفي تحسن مستمر لكن ما زال هناك قدر غير كافٍ من الثقة على المدى البعيد بشأن تطبيق القوانين الأردنية لفئة الشركات الناشئة وغيرها.
وأكد أن الناجحين يفضلون نقل شركاتهم لبيئات أعمال ريادية أكثر استقرارًا وذات تطبيق قابل للتنبؤ بالنسبة للقوانين.
وأوضح أن التفسيرات الحكومية المُتغيّرة للقوانين ما زالت مرتبطة بحل مشكلة حجم العجز المالي للحكومة، وهذا يؤثر سلبًا على الشركات جميعها وليس فقط الناشئة منها، مما يصعب المقدرة على تنظيم العمل وتخطيطه وتنفيذه، حيث يبحث رواد الأعمال عن بيئات عمل قابلة للتنبؤ لوجود سياسات تنمية اقتصادية تطبّق القوانين من أجل تحقيقها، وهذا ما لم نصل إليه بعد أو على الأقل لم نصل إلى مرحلة النضوج الكافي في العلاقة ما بين استخدام القوانين لتحقيق أهداف اقتصادية بدلًا من تحقيق أهداف حكومية، وهذا مرتبط بشكل أساسي بعدم وضوح الأدوار ما بين القطاعين العام والخاص.
وعن المقترحات لتحسين هذه البيئة، شدد المحتسب على ضرورة أن يتم تنظيم مؤتمر وطني لتحديد التحديات الوطنية للقطاع العام على حِدة، والأولويات الوطنية من القطاع العام، وتحقيق الأهداف للتغلب على التحديات، والتوجّه إلى القطاع الخاص بالأسئلة نفسها لنقارن الإجابات ونرى ما إذا كان هناك تطابق في الرؤية، ومن ثمّ يُصار إلى تحديد أدوار القطاعين العام والخاص لتحديد الأهداف والأولويات.
وتابع: لا بد من الوصول إلى اتفاق ما بين القطاعين حتى نتمكّن من بناء الاقتصاد، ومن ثمّ تحديد السياسات التي من خلالها تُفسّر وتُطبّق القوانين الموضوعة، منوها إلى أن القوانين الأردنية ليست سيئة بحدّ ذاتها، بل إنّ الخلل يكمن في تطبيق القانون على نحو غير موجّه وفق سياسات وأهداف اقتصادية واضحة، حيث يتم تطبيق القانون بين فترة وفترة وبين دائرة ودائرة وهذا لا يبني ثقة لا عند الريادي ولا المستثمر.
وعن التحديات في الاستثمار في شركات في مرحلة التأسيس وما بعد التأسيس، نوه إلى وجود تحدٍّ في الاستثمار ناشئ عن فرق التوقعات ما بين الريادي وصندوق الاستثمار أو المستثمر، فالريادي كلما أحرز تقدمًا أو نضجت شركته الناشئة زادت أهمية وجود الكفاءات والمهارات الإدارية في عين صندوق الاستثمار أو المستثمر، وخاصة في الصناديق التي تستثمر في شركات في مرحلة النمو الناضج، فهم يبحثون عن النضوج الإداري لأنهم يستثمرون في مؤسسة أو شركة لا في الأفراد، بعكس الاستثمارات المبكرة حيث يكون الاستثمار في الفرد والفكرة.
وقال ينبغي للريادي أن يبلغ النضج في الفهم الإداري وأن يدرك ويبني احتياجات الشركة بما يتطابق مع توقعات المستثمر.
بدورها، أوضحت مؤسس مشارك في منصة "أنوان" الإلكترونية ميساء الخضير، أن المنصة احد المشاريع المحتضنة في حاضنة أمنية لريادة الأعمال "ذا تانك"، وهي مشروع طموح يسعى لمنح مساحة تجريبية للكاتبات والكتّاب الشباب لتعلّم فنون وأصول الكتابة الصحيحة لمواقع الإنترنت.
وقالت إن "أنوان" شركة ناشئة بدأت في 2020 بهدف تدريب الشباب الأردني والعربي رقميا على مهارات الكتابة الصحيحة للإنترنت لإثراء المحتوى العربي، حيث تمكن الكتاب التفاعل مع محترفين يكتبون عبر الإنترنت، وتوفر مكتبة رقمية ومواد تدريبية ومساحة مجانية للكتاب لتلقي دروس ومواد تدريبية بمجال الكتابة، بهدف زيادة أعداد الكتاب بالعربية وزيادة المحتوى العربي والمقالات وعرض/بيع أعمال الكتاب للشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وبين مؤسس شركة "نيوروجاردن" فارس عكشه أن الشركة تُعنى بنشر الوعي حول علم الأعصاب وتنمية الطفولة المبكرة وهي شركة ناشئة غير ربحية تم اختيارها في النسخة الخامسة من برنامج زين المبادرة.
وأوضح أن الشركة بدأت كفكرة بشغف بين أخوين مهتمين بالصحة النفسية بهدف دعم الطفولة المبكرة والصحة النفسية لدعم الأهالي وإعطائهم فرصة للمساعدة بإثراء تطور دماغ الأطفال بطريقة صحية، لذلك تعمل الشركة على تدريبات عن اهم النقاط لعلم الصحة النفسية في الطفولة بهدف توعية الأمهات والمعلمات.
وقال شريك مؤسس لشركة الأعمال التقنية للحلول البرمجية للأعمال التجارية "بي.او.بي" محمد العزيزي، إن الشركة حصلت على دعم من "اورنج للمشاريع" في عام 2021 وتنافس اليوم على مستوى الشرق الأوسط وتسعى لتصبح المنصة الأشمل للتحول الرقمي للأعمال.
وبين أن الشركة تأسست انطلاقا من إيماننا بان التكنولوجيا حق للجميع حيث تم تطوير منصة متكاملة وفريدة من النواحي التقنية وتخدم القطاعات التجارية لتطوير حلول ذكية تناسب الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمكينها بميزة تنافسية ضد الشركات الكبيرة، حيث توفر المنصة حلولا تشمل التواجد الإلكتروني ومنصة تحليلات لأصحاب الأعمال تمكنهم من اتخاذ القرارات بناء على مقاييس ومعايير ذكية.
-- (بترا)