facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

نضال أنور المجالي يكتب …الأردن: حارس سمائه أم "حارس" جاره؟! عطوان يتوه في سماء التحليل

نضال أنور المجالي يكتب …الأردن: حارس سمائه أم حارس جاره؟! عطوان يتوه في سماء التحليل



في ركنٍ قصي من الإعلام العربي، حيث تختلط الأوراق وتتناثر الاتهامات كحبوب رمل في عاصفة، يطل علينا الكاتب "عطوان" بخطابه المعهود، لكن هذه المرة بسهمٍ جديدٍ موجّهٍ للأردن: "الدرع الواقي لإسرائيل!" يا لها من سخريةٍ تتجاوز المنطق، أو ربما قصر نظرٍ يثير الضحك! فبينما يقف الأردن شامخًا، يتصدى لتداعيات منطقةٍ تشتعل، ويحتضن ملايين اللاجئين، ويؤمّن حدودًا مترامية الأطراف، وتتصدى دفاعاته الجوية بصلابة لكل من تسول له نفسه اختراق سماء الوطن، يأتي من يرى في كل هذا "خدمةً" لدولة الاحتلال!

دعونا نُلقِ نظرةً على عالم "عطوان" الساخر: لربما يتخيل أن جنودنا البواسل على الحدود ليسوا سوى "حراس شخصيين" لتل أبيب، يتأهبون لتأمين حفلات الشواء الصهيونية! ولعل صقورنا الجوية التي تحلق في سماء الأردن، لا تؤدي واجبها الوطني بحماية أجوائنا، بل هي "طائرات أجرة فاخرة" مخصصة لنقل جنود الاحتلال في جولاتٍ سياحيةٍ آمنة فوق القدس!

إنها مفارقةٌ تبعث على الدهشة، أو ربما تحليلٌ يعاني من "عتمة بصرية" مزمنة، أن يتم اختزال الدور الأردني المعقد والحيوي في المنطقة، بكل أبعاده التاريخية والسياسية، إلى مجرد "مدافع" عن إسرائيل. هل غابت عن ذاكرة الأستاذ "عطوان" صفحاتٌ كاملةٌ من تاريخ الأردن الناصع في دعم القضية الفلسطينية؟ وهل تبخرت من وعيه تضحياتٌ جسام قدمها الأردن دفاعًا عن المقدسات وحقوق الأمة؟ الأردن يحمي سماءه بصرامةٍ لا تهاون فيها، حمايةً لشعبه 

ومصالحه العليا، وليس وفاءً لأي أجندةٍ خارجية!
ربما فاته أن استقرار الأردن هو بحد ذاته ركيزةٌ أساسيةٌ لأمن المنطقة برمتها، وليست منّةً مجانية لأحد. فلو انقلب الأردن (لا سمح الله) إلى فوضى عارمة، فهل يظن الأستاذ "عطوان" أن إسرائيل هي من ستقوم بحماية حدودنا وشعبنا من تبعات ذلك؟ أم أن "الدرع الواقي" سيصبح عندها "ثقبًا أسود" يبتلع الجميع؟

الأمر أشبه بمن يتهم رجل إطفاء يكافح حريقًا مستعرًا بأنه "يخدم" شركات التأمين! الأردن، بموقعه الجيوسياسي الذي لا يحسد عليه، وتحدياته الاقتصادية المتفاقمة، يبذل قصارى جهده للحفاظ على وجوده واستقراره، وهو ما ينعكس بالضرورة على محيطه. ومن يرى في هذا كله "دفاعًا عن إسرائيل"، فإما أنه يعيش في فقاعةٍ تحليلةٍ معزولة عن الواقع، أو أنه يفضل أن يغمض عينيه عن الحقائق الساطعة.

في الختام، لعل الأستاذ "عطوان" بحاجةٍ إلى "تحديث برمجي" لعقله التحليلي، أو ربما جرعةٍ مكثفةٍ من "قهوة الواقع" ليصحو من سبات "التحليلات الجاهزة" والمقالات المثيرة للجدل فحسب. فالأردن ليس "درعًا واقيًا" لأحد سوى لنفسه، لأمن مواطنيه، لكرامتهم، ولهوية أمته العربية الأصيلة. الدفاعات الجوية الأردنية ستظل شوكةً في حلق كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الأردن وسلامة أجوائه، وهذا واجبٌ وطنيٌ لا نقاش فيه. أما اتهامات "عطوان"، فلتذهب أدراج الرياح، ولتبقَ مجرد نكتةٍ سمجةٍ تُضاف إلى سجل السخرية في المشهد الإعلامي العربي.
حفظ الله الأردن والهاشميين.




تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير