غزة بين الألم والأمل… والأردن يرفض السلام المفروض
القبة نيوز - نشرت قناة BBC البريطانية مقتطفات من مقابلة أجرتها مع جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، تناولت فيها تطورات الأوضاع في غزة، وخطة وقف إطلاق النار المقترحة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى جانب الجهود الإنسانية الأردنية في القطاع.
الملك: حفظ السلام لا يُفرض… والأردن لن يرسل قوات إلى غزة
أكد جلالة الملك أن الدول سترفض المشاركة في "فرض” السلام في غزة، مشددًا على الفرق الجوهري بين حفظ السلام وفرضه. وقال:
"إذا كانت مهمة القوات هي فرض السلام، فلن يرغب أحد في المساس بها.”
وأشار إلى أن الأردن ومصر مستعدان لتدريب قوات الشرطة الفلسطينية المؤهلة، ضمن خطة ترمب المكونة من 20 نقطة، والتي تنص على إرسال قوات استقرار عربية ودولية لدعم الأمن في غزة بعد نزع سلاح حماس.
وأضاف جلالته أن الأردن لن يرسل قوات إلى غزة، نظرًا لقربه السياسي من التطورات هناك، مؤكدًا أن حفظ السلام يجب أن يتم عبر دعم الفلسطينيين أنفسهم، وليس عبر دوريات مسلحة أجنبية.
الملكة رانيا: ترمب مارس ضغطًا فعليًا على إسرائيل… والأمل ليس سذاجة
من جانبها، أشادت جلالة الملكة رانيا بجهود الرئيس ترمب في التوصل إلى وقف إطلاق النار، قائلة:
"كان أول رئيس منذ فترة طويلة يمارس ضغطًا فعليًا على إسرائيل.”
وأضافت أن استخدامه للدعم الأميركي كوسيلة ضغط ساهم في دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على التهدئة.
وفي حديثها عن فرص السلام، قالت الملكة إن الأمل ليس ساذجًا بل "شكل من أشكال التحدي”، مؤكدة:
"اختيار الأمل لم يكن سهلاً، لكنه الطريق الوحيد الذي لا ينكر على الفلسطينيين حقوقهم.”
جهود إنسانية أردنية وإجلاء الأطفال المرضى
أبرز التقرير مشاركة الأردن في جهود إيصال المساعدات إلى غزة، حيث نفذت طائرات ملكية ثلاث مهمات إنزال جوي للمساعدات. وقال الملك عن تجربته:
"كان النظر من خلف الطائرة صادمًا… كيف نسمح كمجتمع دولي بحدوث هذا؟”
كما طلب جلالته من الرئيس ترمب دعمًا لإجلاء 2000 طفل فلسطيني يعانون من أمراض خطيرة. ومنذ ذلك الحين، تم نقل 253 طفلًا إلى الأردن، رغم بطء الإجراءات الأمنية التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها "بطيئة للغاية”.
الملكة: عامان من الألم… والعالم يشاهد
انتقدت الملكة رانيا المجتمع الدولي لفشله في وقف الحرب، قائلة:
"هل تتخيل أن ترى أطفالك يتضورون جوعًا ويرتجفون من الخوف وأنت عاجز؟ هذا كابوس أي والد، لكنه كان واقع الفلسطينيين اليومي.”
المقابلة، التي بثت ضمن برنامج "بانوراما”، سلطت الضوء على الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودوره الإنساني والدبلوماسي في دعم غزة، مع التأكيد على أن السلام الحقيقي لا يُفرض، بل يُبنى على العدالة والدعم الدولي.















