facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

نضال أنور المجالي يكتب …المنطقة على فوهة بركان: هل تشتعل شرارة الحرب الإقليمية

نضال أنور المجالي يكتب …المنطقة على فوهة بركان: هل تشتعل شرارة الحرب الإقليمية



هل نحن على أعتاب حرب إقليمية؟ علامات استفهام مقلقة في سماء المنطقة. تشهد منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تصاعدًا في التوتر، يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الاستقرار الإقليمي، ويدفع الكثيرين للتكهن بإمكانية الانزلاق نحو صراع أوسع نطاقًا. 

فبين سحب الولايات المتحدة لعائلات دبلوماسييها، وتصريحات التهديد والوعيد المتبادلة بين إسرائيل وإيران، تبدو الأجواء محتقنة، وكأن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة بالغة الحساسية.

إن قرار الولايات المتحدة بسحب عائلات دبلوماسييها من بعض دول المنطقة ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو مؤشر قوي على وجود مخاوف أمنية جدية وتقييم استخباراتي يشير إلى ارتفاع محتمل لمستوى الخطر. غالبًا ما تُتخذ مثل هذه الخطوات الاحترازية عندما تكون هناك معلومات موثوقة حول تهديدات وشيكة، أو عندما تتوقع واشنطن تصعيدًا قد يؤثر على سلامة مواطنيها وموظفيها. 

هذا التحرك، وإن كان يهدف إلى الحفاظ على الأرواح، إلا أنه يرسل رسالة واضحة بوجود خطر حقيقي قد يخرج عن السيطرة.

في المقابل، تتوالى التهديدات الإسرائيلية تجاه أطراف إقليمية، لا سيما إيران، مع تصريحات متكررة بـ "الرد" و"الدفاع عن النفس" في حال تعرض مصالحها لهجوم. 

هذه التهديدات ليست وليدة اللحظة، ولكنها تتصاعد وتيرتها مع كل حدث أمني يقع في المنطقة. 

إن الخطاب الإسرائيلي المتشدد، الذي يعتمد على استعراض القوة والردع، يساهم بشكل مباشر في رفع منسوب التوتر، ويزيد من احتمالية وقوع حسابات خاطئة قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.

على الجانب الآخر، تقف إيران التي تؤكد على حقها في الرد على أي اعتداء يمس سيادتها أو مصالحها. 

التهديدات الإيرانية بالرد على "القواعد" التي قد تنطلق منها أي هجمات ضدها، تعكس عزم طهران على عدم التنازل عن مبدأ الردع، وتزيد من تعقيد المشهد الأمني. هذا التهديد المتبادل بين القوتين الإقليميتين الرئيسيتين، إسرائيل وإيران، يضع المنطقة على حافة الهاوية، حيث يمكن لأي شرارة أن تشعل فتيل صراع واسع.

إن ما يزيد الطين بلة هو غياب قنوات التواصل الفعالة والموثوقة بين الأطراف المتصارعة، الأمر الذي يزيد من احتمالية سوء التقدير أو التفسير الخاطئ للنوايا. في ظل هذه الأجواء المشحونة، يصبح الحوار الدبلوماسي ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لمنع الانزلاق نحو حرب لن تكون لها سوى تداعيات كارثية على الجميع.

هل نحن حقًا على أعتاب حرب إقليمية؟ الإجابة ليست قطعية بعد، فالدبلوماسية لا تزال تمتلك فرصًا، وإن كانت ضئيلة. ولكن المؤشرات الحالية، من سحب دبلوماسيين إلى تهديدات متبادلة، ترسم صورة مقلقة لمستقبل المنطقة. 

إن تجنب هذا السيناريو الكارثي يتطلب حكمة غير عادية، وضبطًا للنفس، وجهودًا دولية وإقليمية حقيقية لتهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوتر، قبل فوات الأوان.
حفظ الله الأردن والهاشميين



تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير