نضال انور المجالي يكتب …في رحابِ العزِّ: نشيدُ الاستقلال

يا أرضَ أردنِّ العظيمِ، يا مَهْدَ الأُباةِ الأَوَّلينْ
فيكِ الحضاراتُ تلاقتْ، وشَهِدَتْ عَصْرًا يَلي عَصْرَاً حَنِينْ
تسعٌ وسبعون عامًا مَضَتْ، ونحنُ على العهدِ الأمينْ
نَستَذْكِرُ الفجرَ المُضيءَ، يومَ استقلّتْ رايَتُنا تَعْلُو الجَبينْ
يا سادةَ هاشمٍ، يا نَسْلَ الهُدى، بكمْ تَزْدَانُ الدُّنىٰ وتَستَنيرُ
حُكمٌ أساسُهُ العَدْلُ، ونَهْجُكُمُ سُنَّةٌ، وفي العُرْبِ كبيرُ التَّأثيرُ
رِفْعَتُكُمْ مَجْدٌ أصيلٌ، وعَطَاؤُكُمْ غَيْثٌ هَطُولٌ ونَضِيرُ
أنتمْ لِأردنٍّ سِياجٌ مَنيعٌ، وفي الشَّدَائِدِ نِعْمَ النَّصيرُ
وجيشُنا العربيُّ الأبيُّ، سَليلُ المُضَرَّبِ والسُّيوفِ
بِزِنْدِهِ العَزْمُ، وفي قَلْبِهِ الوَطَنُ، يَذُودُ عنْ كُلِّ التُّخُومِ بِحُروفِ
يَسْهَرُ لِيَنَامَ الوَطَنُ آمِنًا، ويَبْذُلُ الرُّوحَ بِلا خَوْفِ
تاريخُهُ صَفَحَاتٌ مُشْرِقَاتٌ، وشَهَامَتُهُ تَسْرِي في العُرُوقِ
وشُهَدَاؤُنَا الأَبطالُ، مَنْ رَوَوْا التُّرَابَ بِدِمَائِهِمْ الزَّكِيَّةْ
هُمْ قِمَّةُ التَّضْحِيَةِ، ونِبْرَاسُ الفِدَاءِ، وَقِصَصُهُمْ أَبَدِيَّةْ
أرواحُهُمْ تَحُومُ حَوْلَنَا، تُضِيءُ دَرْبَ العِزِّ والأَبِيَّةْ
بِذِكْرِهِمْ يَسْتَمِرُّ الوَطَنُ قَوِيًّا، وَرَايَتُهُ خَفَّاقَةً عَالِيَةْ
في عيدِ الاستقلالِ، نُجَدِّدُ الوَلاءَ، لِتُرَابِكَ الطَّاهِرِ يا أُرْدُنُّ
وَنُعَاهِدُ قِيَادَتَنَا الحَكِيمَةَ، أَنْ نَبْقَى لَكَ الحِصْنَ الأَمِينُ
سَنَسْعَى جَاهِدِينَ لِرِفْعَتِكَ، وَنَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ فِتَنٍ
لِيَبْقَى الأُرْدُنُّ حُرًّا عَزيزًا، وَشَعْبُهُ فِي أَمْنٍ وَاطْمِئْنَانِ