الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض: صوت الحق الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير
![الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض: صوت الحق الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير](/assets/2025-02-07/images/23_news_1738952101.jpg)
بقلم: المحامي معاوية الخصاونة
تتجه أنظار الفلسطينيين والعالم العربي إلى البيت الأبيض، حيث يحلّ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ضيفًا على الرئيس الأمريكي، في زيارة تحمل في طياتها معاني أعمق من مجرد لقاء دبلوماسي. فالملك، الذي لطالما كان صوتًا قويًا ومدافعًا صلبًا عن الحقوق الفلسطينية، يأتي في لحظة حرجة، حيث تتزايد المخاوف من الإبادة الجماعية، التهجير القسري، وتوسع الاحتلال في الضفة الغربية، في ظل صمت دولي مقلق.
موقف أردني ثابت: دفاع تاريخي وموقف لا يتزعزع
منذ عقود، حملت المملكة الأردنية الهاشمية لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليس فقط بحكم الجوار والتاريخ المشترك، ولكن أيضًا لأن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية، ما يجعل الأردن في صلب الصراع وفي موقع المسؤولية التاريخية. واليوم، في ظل التطورات الأخيرة، يحمل الملك رسالة واضحة للمجتمع الدولي:
1.وقف العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء، ووضع المنطقة على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة.
2.رفض التهجير القسري للفلسطينيين، سواء داخل قطاع غزة أو في الضفة الغربية، ومحاولات ترحيلهم إلى خارج وطنهم التاريخي، باعتبار ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
3.إجهاض مشاريع الاحتلال الساعية إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال التوسع الاستيطاني غير الشرعي والسيطرة على الأراضي الفلسطينية بالقوة.
4.تثبيت حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق سلام دائم، مع دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
5.رفض ازدواجية المعايير الدولية، والدعوة إلى تحمل القوى الكبرى مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الملك عبدالله: صوت فلسطين في الساحات الدولية
لطالما شكّل الملك عبدالله الثاني حجر الزاوية في الجهود الدبلوماسية لحماية الحقوق الفلسطينية، حيث لم يترك ساحة دولية إلا وأوصل صوت الحق الفلسطيني إليها. من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، ومن القمم العربية إلى لقاءاته مع قادة العالم، لطالما شدد الملك على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي هذه الزيارة، يجدد الملك موقفه الثابت أمام الإدارة الأمريكية، في محاولة لكسر جدار الصمت الدولي، وإلزام واشنطن – بوصفها طرفًا رئيسيًا في المشهد السياسي – بتحمل مسؤولياتها لوقف العدوان وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
ليست هذه المرة الأولى التي يتحرك فيها الملك عبدالله الثاني لنصرة فلسطين، فقد لعب دورًا محوريًا في التصدي لمحاولات تغيير الوضع القائم في القدس، ودافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدًا أن الأردن لن يتنازل عن دوره التاريخي في حماية المسجد الأقصى وسائر المقدسات.
الفلسطينيون: أمل في موقف حاسم
يدرك الشعب الفلسطيني أن الضغوط السياسية الدولية تلعب دورًا حاسمًا في صياغة مسار الأحداث، ولذلك يعلقون آمالًا كبيرة على زيارة الملك عبدالله الثاني للبيت الأبيض، متمنين أن يكون صوت الحق الفلسطيني حاضرًا بقوة، في مواجهة الروايات التي تحاول تبرير العدوان أو التغطية على الجرائم بحق المدنيين.
الأردن، الذي كان ولا يزال السند الحقيقي لفلسطين، يتحرك اليوم ليس فقط دفاعًا عن الفلسطينيين، بل لحماية استقرار المنطقة بأكملها، ومنع مزيد من التصعيد الذي قد يجر الشرق الأوسط إلى صراع مفتوح لا تُحمد عقباه.
ختامًا: دبلوماسية الأردن في معركة الحق
إن المعركة الدبلوماسية لا تقل أهمية عن المعركة على الأرض، وفي هذا السياق، تأتي زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن كجزء من الجهود المستمرة لوقف النزيف الفلسطيني، وحشد التأييد الدولي لوقف العدوان، ومنع تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم تحت غطاء الحرب.
الأيام المقبلة ستكشف مدى استجابة المجتمع الدولي لصوت الحق، لكن ما هو مؤكد أن الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، لن يتراجع عن مواقفه المبدئية، وسيواصل قيادة الجهود لحماية فلسطين وشعبها، مهما كانت التحديات.