المؤتمر الاقتصادي التاسع حول صناعة الأسمدة بالأردن يبدأ أعماله
القبة نيوز - بدأت في عمان، اليوم السبت، أعمال المؤتمر الاقتصادي التاسع، بعنوان "دور الأردن في صناعة الأسمدة وتطورها: الفرص والتحديات".
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع، بالتعاون مع جامعة البترا وبمشاركة عدد من المسؤولين والمختصين والباحثين، إلى مناقشة أوراق عمل وقضايا حيوية ومهمة، تتعلق بصناعات الأسمدة في الأردن وآلية النهوض بها وتقديم التوصيات، وخلاصة ما يتوصل إليه المؤتمرون لأصحاب القرار في الدولة الأردنية بهذا الشأن.
وقال رئيس الوزراء الأسبق المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها الدكتور عدنان بدران، إن شركتي البوتاس والفوسفات حققتا نجاحا في تسويق خاماتهما ومنتجاتهما، لتأمين دخل مستدام للمساهمين وللدولة، ويجب المحافظة على ما تم من استحقاقات وتشجيـع الشركتيـن في تصنيـع خاماتهمـا لإنتـاج الأسمــدة الكيميائية (Down Stream) بمختلف أنواعها، ليصبح الأردن مصنعا عالميا لصناعة الأسمدة ولتسويق منتجاته لمختلف بقاع العالم بما يدعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي.
ودعا إلى إعادة النظر بالرسوم الجمركية، فيما يتعلق باستيراد الأسمدة والفوسفات من قبل المستثمرين، وتعويضها برسوم الصناعات الكيميائية الجديدة من البحر الميت وإعادة دراسة أسعار الكهرباء والمياه، لإعطاء فرص تنافسية في الصناعة مع شركات تعمل في دول أخرى وإيجاد بدائل اقتصادية لتصفير النفقات الرأسمالية لقطاع الكهرباء والمياه، وأن تعكس الأسعار النفقات التشغيلية فقط، والتوسع في الطاقة البديلة الخضراء.
وقال إنه لا بد من تخفيض عدد المرجعيات واقتصارها على نافذة واحدة لها القرار نيابة عن الوزارات والدوائر المختلفة، ولا بد من تنفيذ الناقل الوطني للمياه من محطات تحلية في العقبة تلبي حاجات الأردن لمياه الشرب والاستهلاك المحلي من خلال شركة وطنية للمياه وتحرير المياه الجوفية ومياه السدود، لحاجات الأمن الغذائي، شريطة استخدام الطاقة المتجددة.
وأضاف يتوجب علينا إحياء ملف قناة البحرين (الأحمر – الميت)، لإحياء وادي عربه زراعيا وسياحيا، وإنقاذ البحر الميت من الجفاف وتوفير المياه والطاقة بأسعار رخيصة.
من جانبه، قال رئيس المؤتمر، رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع الدكتور رضا الخوالدة، إن قطاعي التعدين والأسمدة من أهم القطاعات التي ركزت عليها رؤية التحديث الاقتصادي، لما يلعبانه من دور كبير في تنمية الاقتصاد الأردني ورفد خزينته بالعملات الأجنبية، إضافة إلى زيادة ثقة العالم بالمنتج الأردني الذي يعد وبلا أي شك مصدر فخرنا واعتزازنا.
وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى رسم ملامح صناعة الأسمدة المساهمة في رفعة الاقتصاد الوطني، والطريقة التي يمكن بها استغلال الموارد الطبيعية التي ينعم بها الأردن، لإنتاج الأسمدة والاستفادة من القيم المضافة لهذا القطاع ودوره في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
وأكد أن هذا المؤتمر سيشكل حجر الأساس ونقطة الربط التي لطالما احتاجها الأردن؛ ليعزز كفاءة وفاعلية الاعتماد على الذات وتحقيق المصالح الوطنية، وتطوير قاعدته الاقتصادية، من خلال العديد من التوجهات المستقبلية للاقتصاد الوطني، كما سيكون هذا المؤتمر المرجع العلمي لأصحاب القرار لاتخاذ أنسب القرارات فيما يتعلق بقطاع الأسمدة ودوره الاستراتيجي في تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد أن الأردن يمتلك رأس مال بشري قوي ومتطور، قادر على الوصول إلى تحقيق التميز والنمو، إضافة إلى موارد طبيعية غنية ترقى بالاقتصاد الأردني ليكون من أبرز منتجي الأسمدة على الصعيد العالمي.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية الدكتور معن النسور، إن مشاركة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي عام 2022، بلغ ما نسبته 2.7 بالمئة، بينما شكل قطاع الزراعة 4.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لذات العام، وانطلاقا من رؤية التحديث الاقتصادي فإنه يتوقع من قطاع الزراعة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بما يقارب 2.97 مليار دينار في العام 2033، وعلى النحو ذاته على قطاع التعدين المساهمة بما يقارب 2.1 مليار دينار لذات العام.
وأضاف أن قطاع الأسمدة مشارك بارز في رأب التصدعات المزمنة في الميزان التجاري الأردني، حيث ساهم قطاع الأسمدة بما يقارب 7.6 بالمئة من إجمالي قيمة الصادرات الوطنية لعام 2022، ولهذا دور كبير في رفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة، ما يسهم في استقرار عملتنا الوطنية وجاذبيتها.
وألقى الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية المهندس عبدالوهاب الرواد، كلمة أكد خلالها على دور شركة مناجم الفوسفات في المساهمة بالتنمية الوطنية المستدامة، من خلال زيادة صادراتها من الفوسفات وتحفيز بيئة الأعمال والمجتمعات المحلية، مشيرا إلى أن الشركة تسعى إلى تنويع منتجاتها وبناء شراكات استراتيجية محلية وعالمية وفتح أسواق جديدة.
وأشار إلى أن قيمة المشاريع التي ستعمل الشركة عليها خلال السنوات الخمس المقبلة، يزيد عن 1.6 مليار دولار، مبينا أن الشركة تحتل المركز الخامس عالميا من حيث إنتاج الفوسفات، وثاني أكبر مصدر له عالميا.
وبين رئيس جامعة البترا الدكتور رامي عبدالرحيم، أن شركات الفوسفات والبوتاس الأردنية حققت أرباحا غير مسبوقة، بسبب إدارتها المتميزة وتنفيذها لخططها الإستراتيجية الرائدة وارتفاع أسعار الأسمدة في السوق العالمي، خاصة مع حرب أوكرانيا، وأن هذا النجاح يصب في رؤية التحديث الاقتصادي التي نأمل أن تنهض بالمواطن الأردني وتحقق طموحاته في الحد من البطالة، وتوفير العيش الكريم لأبناء وطننا العزيز ضمن خطة زمنية مدعمة بمئات المبادرات الواعدة، وسياسات الحكومة لإجراء ما يلزم من تسهيلات تصب في تنفيذ هذه المبادرات.
وأشار إلى أن الأردن يعد من أوائل الدول عالميا في إنتاج الفوسفات والبوتاس، ويعزز ذلك نسبة الملوحة العالية في البحر الميت، التي تسرع من عملية استخلاصه، كما يعد من أوائل الدول عالميا بما يملكه من مخزون للصخر الزيتي، ومن أفضل دول العالم في مجال كفاية وفاعلية الخلايا الشمسية والطاقة الناتجة منها، علاوة على أن العنصر البشري في وطننا العزيز متميز من ناحية التعليم والمهارة، ما يجعلنا قادرين على تجاوز التحديات التي تواجه وطننا العزيز.
وأكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور سامر الرجوب، أهمية دور الأسمدة في تحقيق الأمن الغذائي، داعيا إلى ضرورة التوجه للاستثمار بها.
وأشار إلى أن المؤتمرين سيناقشون خلال الجلسة الأولى، ورقة بعنوان "الأسمدة المتخصصة وتصنيعها"، يقدمها وزير الزراعة الأسبق الدكتور فايز الخصاونة، وورقة بعنوان "إضاءات على المركز الوطني للبحوث الزراعية وتقاطعاته مع قطاع الأسمدة"، يقدمها مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد، وورقة حول "صناعة الأسمدة المتخصصة–الفرص المتاحة والكامنة" يقدمها نقيب تجار ومنتجي المواد الزراعية المهندس "محمد لؤي" بيبرس.
كما تناقش الجلسة الثانية للمؤتمر، ورقة بعنوان "دور الأردن في صناعة الأسمدة وتطورها-تحقيق الأمن الغذائي العربي" يقدمها الدكتور فاضل الزعبي، وورقة بعنوان "حلول صديقة للبيئة منخفضة الانبعاثات الكربونية لصناعة الأسمدة والزراعة" يقدمها عضو مجلس إدارة مجموعة المناصير/الرئيس التنفيذي لشركة عفرا للتعدين المهندس وائل أبو ارميلة، وورقة بعنوان "الإدارة المتكاملة للأسمدة لتعزيز الأمن الغذائي" يقدمها الدكتور منير الروسان.