الإعلامية أبو هليل تكتب :خطاب العرش السامي رؤية ملك وقَسَم وطن
بقلم: الإعلامية آلاء أبو هليل
يُشكّل خطاب العرش السامي في كل عام لحظة وطنية تُعيد ترتيب الوعي الجمعي الأردني، وتجدّد العهد بين القيادة والشعب على المضي بثبات نحو المستقبل. فعندما يتحدث جلالة الملك عبدﷲ الثاني ، لا يكون الخطاب مجرّد كلمات تُلقى في أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين ، بل هو خريطة طريق تُوجّه البوصلة الوطنية، للمضي في مسار الإصلاح والبناء بثقة ومسؤولية.
لقد جاء خطاب العرش الأخير شاملًا في مضمونه، واضحًا في رسالته، صادقًا في رؤيته تحدّث جلالته عن مسيرة التحديث التي يقودها بثبات، مؤكدًا أن بناء المستقبل لن يتحقق إلا بالتكامل بين الجهود، وبالإيمان بأن الأردن قادر كما كان دائمًا على تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات بالعزيمة والإرادة.
توقّفت مطولًا عند حديث جلالته عن هذا الوطن الذي كان قدره أن يولد في قلب الأزمات، والتي لم تكن يوما استثناء في مسيرته، بل كانت رفيقته منذ البدايات، فكان لزاما أن يشق دربه بالإرادة، فأثبتت أجياله في كل منعطف وقوفها في وجه المصاعب.
وفي الشق الاقتصادي والاجتماعي من الخطاب، جاءت الرسائل الملكية موجّهة للحكومة ومؤسسات الدولة بضرورة العمل الجاد لتحسين الخدمات، ورفع مستوى المعيشة، وتحفيز النمو الاقتصادي بما ينعكس مباشرة على حياة المواطن وهي دعوة صريحة لأن يكون الإصلاح ملموسًا لا مؤجّلًا، وأن تكون مصلحة المواطن في صميم القرار.
أما في القضايا الإقليمية، فقد حمل الخطاب موقفًا أردنيًا ثابتًا كما عهدناه دائمًا، خصوصًا تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف، حيث أكّد جلالته أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ليست فقط مسؤولية تاريخية، بل واجب وطني وديني تُمارسه المملكة بكل شرف وثبات.
خطاب العرش السامي ليس مناسبة بروتوكولية فحسب، بل هو محطة وعي، ومصدر إلهام لكل من يعمل من أجل الأردن. ففي كل كلمة من كلمات جلالة الملك تتجسد قيم القيادة، والإخلاص، والانتماء، والحرص على مستقبل هذا الوطن العزيز.
وأنا كإعلامية ومواطنة أردنية، أجد في هذا الخطاب تجديدًا للعهد والوعد، بأن يبقى الأردن قويًا بعزم أبنائه، ومصونًا بقيادته الهاشمية، ماضيًا بخطى واثقة نحو غدٍ مشرقٍ نرسمه جميعًا بالعطاء والولاء.
















