تلاشي فرص السلام بالتصعيد المستمر
القبة نيوز- بقلم الباحث في الشؤون السياسية والاقليمية لافي العمارين
لم يمضي الشهر الواحد على توقيع اتفاق السلام المخطط له حسب خطة ترمب ضمن مسار سلام شامل في الشرق الاوسط، حتى عاد التصعيد الى الواجهة من جديد، من طرف يفهم السلام كما يشاء، ويعدة استكمالاً لمشروعه التوسعيبدلاً من فهم انه وقف لحقن الدماء وتنمية مجتمعات، انه كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي لا زال يبحث عن مبررات جديدة لاستكمال تحقيق اهدافه فيما لم يستطع تحقيقه في جولة الحرب الاولى على غزة، يختلق التعقيد ويتراجع في بعض بنود اتفاق السلام بحثاً عن مبرر يهيئ له الفرصة للانقضاض مرة اخرى
مع نهاية حرب غزة بدأت البوصلة الاسرائيلية تتجه الى الضفة الغربية، وغدت التصريحات من المسؤولين الاسرائيليين تتوالى تحريضاً ضد الفلسطينيين، ها هو بن غفير تجاوز الخطوط الحمراء التي تتمسك بها الدول العربية ليقول على الملاء بانه يجب على الحكومة الاسرائيلية اعتقال الرئيس الفلسطيني اذا لم ينصاع لما وصفة بالإجراءات الاسرائيلية في الضفة الغربية، في الوقت الذي تبحث فيه الدولة الفلسطينية عن اثبات ذاتها على ارضها، في توقيت انتظر دفع عجلة السلام تبدع دولة الكيان في اعاقة تقدم دولاب السلام الذي ينتظره الشرق الاوسط، التوسع الاستيطاني مستمر ومواجهة اهالي الضفة الغربية بالقوة وتجنيد المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين، والتصويت على قرار الكنيست بضم اراضي غور الضفة الغربية، والانكار التام لقيام الدولة الفلسطينية، كل ذلك يتلو توقيع اتفاق السلام في شرم الشيخ المصرية
اما بخصوص قطاع غزة فالسمة الواضحة بأن دولة الكيان تراوغ وتتلاعب في بنود الاتفاق بين الانسحاب والتراجع عنه عسكريا، واعتبار مسألة سلاح حماس عقبة في الاتفاق حتى ضمن المناطق المتفق على تفريغها، والمطالبة باستسلام او تهجير عناصر حماس في الانفاق، ان دولة الكيان تتبجح في خلق الذرائع فها هو نتنياهو يطالب اليوم بالتخل عسكريا لنزع سلاح حماس ان لم تقم بتسليمة،واتخاذ المساعدات الانسانية ورقة تفاوضية للبنود صعبة التنفيذ على الاسرائيليين،وفيما هو سياسياً تكمل الولايات المتحدة الامريكية ما تعجز عنه اسرائيل على الساحة الدولية من خلال طرح مشروع نزع سلاح حماس وتشكيل قوة دولية لادارة قطاع غزة في صور مستحدثة للاستعمار الحديث،وتتجاوز ذلك للقفز على عقبة نزع السلاح من القطاع ومناقشة خطط اعادة اعمار غزة مما يعني الابقاء على ذرائع ومبررات التدخل العسكري الاسرائيلي في قادم الايام
على الصعيد الاقليمي لا زالت دولة الكيان تنتشي بانتصارتها المؤقتة في العمليات العسكرية، وتنادي بتجديد المعركة مع حزب الله علاوة على عملياتها المستمرة بين الحين والاخر على جنوب لبنان، لم تعد اسرائيل تناقش حتى ما بحثت عنه في جنوب لبنان وتوصلت الية مع الحكومة اللبنانية برعاية امريكا، فهي تبحث عن ساحة قتال جديدة لاستكمال ما بدأته، وعلى الساحة السورية ورغم زيارة الشرع الى واشنطن والتوافقات الامنية بين الطرفين، يصرح وزير دفاع دولة الكيان بانه لن يتراجع عن جبل الشيخ والتخلي عن بعض مناطق الجنوب السوري، في اشارة منه الى وضع قيود ومحددات على ما يتم التفاوض حوله وخلق امر واقع يجبر السوريين على الاخذ به في الاتفاقات الامنية التي يجري التفاوض حولها، أضف الى ذلك تجاذب التصريحات الاسرائيلية المصرية والاوالخروج عن المعتاد فيما يخص الجوانب العسكرية وتوجس الجانبين من تحركات الطرف الاخر
ان بصيص الآمل في السلاميتلاشى ولم تعد خطة ترمب سواء مرحلة زمنية آنية في سياق استراتيجي امريكي يرسم خطط مستقبل الشرق الاوسط الجديد، وتعيد الولايات المتحدة الامريكية توازنها في الشرق الاوسط ودول وسط اسيا لرص الصف امام التنين الصيني، وتهيئة الساحة العربية لتكون احدى ساحات المواجهات القادمة ان حدثت، والمضي قدماً في توسيع نطاق الاتفاقات الابراهيمية عربياً وأسلامياً
















