facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

المحامي غياض الشرفات يكتب …السودان الجرح النازف

المحامي غياض الشرفات يكتب …السودان الجرح النازف



بين ركام المدن السودانية وأنين النازحين، يقف السودان اليوم وحيدًا في مواجهة حربٍ التهمت الحلم وأطفأت البسمة. وطنٌ ينزف بصمتٍ، بينما يمضي العالم في انشغالاته، وكأن ما يجري هناك مجرد صدى بعيد لا يُسمع.

منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، يعيش ملايين السودانيين فصولًا من المعاناة اليومية. نزوحٌ جماعي، وانقطاعٌ في الغذاء والدواء، وأطفالٌ ينامون على خوفٍ لا ينتهي. البيوت التي كانت عامرة بالضحكات، تحوّلت إلى أنقاضٍ تروي وجع وطنٍ كان يومًا رمزًا للكرم والتاريخ.

ورغم فداحة المأساة، ما زال الصمت يخيّم على الموقف الدولي. فالأزمات العالمية تتوالى، لكن السودان يبدو كأنه غاب عن ذاكرة الإعلام والضمير الإنساني. لا كاميرات تنقل آلامه، ولا عناوين رئيسية تروي مأساته، حتى أصبح الوجع السوداني وجعًا منسيًا.

ومع ذلك، يبقى في هذا البلد ما يستحق الحياة. في وجوه النساء اللواتي يصنعن الخبز رغم شحّ الطحين، في أيدي الشباب الذين يوزّعون الماء في المخيمات، وفي العيون التي ما زالت تؤمن بأن الفجر قادم، مهما طال الليل.

السودان اليوم ينادي العالم: لا تنسوني.
يناديه بلسان شعبٍ ما زال يقاتل من أجل الكرامة والبقاء. فالحرب لا تُمحى بالسكوت، والسلام لا يُبنى بالتجاهل.

لقد آن الأوان أن يسمع العالم أنين السودان، وأن يتحرك الضمير الإنساني قبل أن يتحول هذا الوجع المنسي إلى مأساةٍ لا عودة منها.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير