إلى الجندي حمزة القضاة ورفاقه
سلام عليكم يا أبناءنا ويا نسل آبائنا الطيبين .. يا ريحة الطيب من مواكب المجد من القدس حتى الركبان .. يا من تشبه ملامحكم ملامحنا السمراء، ويا من يشبه فقركم فقرنا .. يا أصحاب الأيادي الخشنة، والقامات العالية، والقلوب النظيفة، والأيادي الطاهرة .
المزروعون على الثغور.. أسود في عرينها رابضة متحفزة لعدوها ... يحمون الوطن بحدقاتهم ورموش أعينهم ، مخافة أن يمسّنا كائن من كان .
الصابرون على جفاف الأرض وقلة الماء ، وعلى عمل طويل يبدأ ولا ينتهي تحت حرّ الشمس وبرد الشتاء ، وتحت الظلمة والنور.
المرابطون في سبيل الله ، والمحتسبون أجرهم على الله ، فلا أجر يساوي نقطة من عرقكم أو دمكم ، إذ يسيل قانيا في كل حادث أو تمرين ..
الراضون والمقتنعون بالبلد وواجب حمايته ، وأنهم هم العسكر وحدهم الذين نذروا أرواحهم رخيصة له وفداء لترابه ، ورضاهم لا يقاس بما يأخذونه دراهم معدودة في ظل معيشة ضنكا، والمؤمنون بالله والوطن ، والكافرون بكل عدو في الداخل والخارج.
سلام إليك يا 'حمزة' وأنت تسدد بارودك إلى نحور المعتدين ، وتصدّ بيدك رصاصهم الجبان ، سلام إلى رفاقك في أبراجهم وفي خنادقهم وفي آلياتهم .. سلام عليكم وأنتم تقيمون الصلاة، وتأكلون فطوركم وعيونكم يقظى والأصابع على الزناد.
يا حرّاس الحدود .. يا أهداب العين .. كم نحن خجلون منكم فلا كلام يداني عرقكم ودمكم، ولا أوسمة تليق برؤوسكم العالية، وتستحي كل حروف اللغات أن تصف ساعة شجاعة منكم، وأنتم الصامدون الصابرون، لكم الكبرياء ولكم الفخر.
سلام عليكم .. سلام على أمهاتكم وهن 'ناطرات' طلتكم كل خميس .. سلام على صبركم .. سلام من قلوبنا ما بعده سلام .. ولكم المجد وحدكم ولوطننا كل دعواتنا بأنّ يظل آمنا، وأن يظل جيشنا قويا مهابا.
محمد عبدالكريم الزيود