ترامب ميديا: تدخل سوق البيتكوين بخطة استثمارية ضخمة وسط جدل سياسي واقتصادي

القبة نيوز - في خطوة مفاجئة تُعدّ تحولًا استراتيجيًا في توجهها، أعلنت شركة "ترامب ميديا”، المالكة لمنصة "تروث سوشيال”، أنها تعتزم شراء كميات كبيرة من عملة البيتكوين وضمّها إلى أصولها، في سابقة هي الأولى من نوعها لشركة إعلامية أميركية كبرى على صلة بالرئيس السابق دونالد ترامب.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تنامي التوجه المؤسسي نحو العملات المشفرة، لكنها أثارت أيضًا جدلاً واسعاً بشأن مخاطر تقلب السوق ومدى قدرة الشركات على استيعاب تلك التقلبات ضمن نماذج أعمالها.
صفقة ضخمة لدعم البيتكوين
أعلنت "ترامب ميديا” عن خطة لجمع نحو 2.5 مليار دولار، مقسمة إلى 1.5 مليار من بيع الأسهم ومليار دولار من السندات القابلة للتحويل، لاستخدامها في شراء البيتكوين، بهدف إضافته إلى خزينة الشركة واستخدامه في خدماتها مثل الدفع بالاشتراكات وتطوير رموز رقمية خاصة بها.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة إن البيتكوين يمثل "أداة عليا للحرية المالية”، وأن هذه الخطوة تأتي في إطار مواجهة ما وصفه بـ”التمييز المالي” من المؤسسات التقليدية.
دعم سياسي وتحرك استراتيجي
تتزامن هذه الخطوة مع دعم مباشر من إدارة ترامب للأصول الرقمية، بدءًا من توقيع أمر تنفيذي لإنشاء احتياطي وطني من البيتكوين، إلى تخفيف القيود التنظيمية على شركات مثل "كوين بيس” و”روبنهود”.
كما يشارك مسؤولون كبار من عائلة ترامب في مؤتمر "بيتكوين 2025”، مما يعزز ارتباط هذه العملة بحركة ترامب السياسية، ويضفي عليها شرعية مؤسسية.
جدل في الأسواق
رغم التوجه الطموح، لم تسلم الشركة من ردود فعل متباينة؛ حيث تراجع سهم "ترامب ميديا” بما يزيد عن 30% منذ بداية العام، وسجّل انخفاضًا إضافيًا فور إعلان الخطة، ما يعكس تردد بعض المستثمرين بشأن التوسع في الأصول الرقمية.
ويحذر محللون من المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذه الخطوة قد تعزز ثقة المستثمرين المؤسسيين في البيتكوين، وتوسع قاعدة تبني الأصول الرقمية.
تحول في نموذج العمل
يرى خبراء أن "ترامب ميديا” لم تعد مجرد منصة تواصل اجتماعي، بل تحولت إلى لاعب مؤثر في الاقتصاد الرقمي، عبر دمج العملات المشفرة ضمن استراتيجيتها الاستثمارية، مدفوعة بدعم سياسي واضح من الرئيس السابق وحلفائه.
ويقول محمد سعيد، خبير أسواق المال، إن الخطوة قد تشكل نقطة انطلاق لموجة تبنٍ مؤسسي جديدة للبيتكوين، مشيرًا إلى أنها تحمل أبعادًا تتجاوز الجانب المالي، لتشمل حماية سياسية واستراتيجية من الجهات الرقابية التقليدية.
مستقبل غير محسوم
رغم ما تحمله هذه الخطوة من زخم، يشير المحللون إلى أن أثرها الفعلي على سعر البيتكوين سيعتمد على التفاعل المؤسسي الأوسع، وقدرتها على إقناع السوق بجدوى هذه الاستراتيجية على المدى الطويل، في ظل استمرار التذبذب في قيمة سهم الشركة.
خلاصة
إعلان "ترامب ميديا” عن إدخال البيتكوين إلى ميزانيتها يمثل تحركًا لافتًا في المشهد الاقتصادي والسياسي الأميركي، ويؤكد أن العملات المشفرة لم تعد مجرد أصول مضاربة، بل أدوات استراتيجية في صلب سياسات بعض الكيانات الكبرى. وبينما يرى البعض فيها خطوة جريئة نحو مستقبل رقمي، يظل الجدل قائمًا حول مدى استدامة هذا التحول وسط سوق شديدة التقلب.
(المصدر : سكاي نيوز عربية )