هل يمكن لبلاستيك تغليف الطعام أن يسبب أمراض القلب؟
![هل يمكن لبلاستيك تغليف الطعام أن يسبب أمراض القلب؟](/assets/2025-02-11/images/21_news_1739272243.jpeg)
القبة نيوز- كشفت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، خاصة تلك الناتجة عن عبوات الطعام، قد تؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأظهرت النتائج أن التعرض لهذه الجزيئات يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، مما يثير مخاوف صحية خطيرة. وقد أصبحت هذه الجزيئات، الناتجة عن عبوات الطعام والمنسوجات والنفايات الصناعية، جزءًا لا مفر منه في بيئتنا، حيث تم اكتشافها في دم الإنسان، والرئتين، وحتى في أنسجة القلب.
يشعر العلماء بقلق متزايد حيال تأثيراتها المحتملة على الجهاز القلبي الوعائي. فبينما أظهرت دراسات سابقة ارتباطها بالإجهاد التأكسدي والالتهابات وتلف الأنسجة، لا يزال دورها المباشر في أمراض القلب غير واضح تمامًا.
وفي وقت سابق، تم العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في شرايين مرضى خضعوا لعمليات جراحية، مما أثار تساؤلات حول دور هذه الملوثات في تصلب الشرايين وأمراض الأوعية الدموية الأخرى. ومع ذلك، لا تزال الآليات الدقيقة التي تؤدي بها هذه الجزيئات إلى التأثيرات الضارة غير مفهومة بشكل كامل.
استهدفت الدراسة الحالية معرفة ما إذا كانت هذه الجزيئات، بما في ذلك تلك الناتجة عن التحلل البيئي، تؤثر على خلايا العضلات الملساء الوعائية، والتي تلعب دورًا حيويًا في صحة الأوعية الدموية.
قام فريق من العلماء الإيطاليين بفحص تأثير البولي إيثيلين والبولي ستايرين—وهما نوعان شائعان من البلاستيك المستخدم في عبوات الطعام—على خلايا الشرايين التاجية البشرية. تمت دراسة هذه الجزيئات في حالتها الأولية وبعد تعرضها لعوامل التحلل البيئي لمحاكاة تأثير العوامل البيئية.
وأظهرت النتائج أن التعرض للجزيئات البلاستيكية الدقيقة أدى إلى انخفاض ملحوظ في بقاء الخلايا، مع تسجيل أعلى معدلات السمية عند استخدام البولي ستايرين المتدهور، مما يشير إلى أن التحلل البيئي يزيد من سميته. كما تم رصد ارتفاع في مؤشرات الإجهاد الخلوي وزيادة معدلات موت الخلايا المبرمج، حيث ارتفعت مستويات p53 وBMF، مما يعزز فرضية أن هذه الجزيئات قد تؤدي إلى تدهور الخلايا.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت اختبارات السمية الخلوية أن الجزيئات البلاستيكية تسببت في تلف الأغشية الخلوية، حيث لوحظ ارتفاع مستويات اللاكتات ديهيدروجيناز في العينات المعالجة. كما زاد التعرض لهذه الجزيئات من حركة خلايا العضلات الملساء، وهي ظاهرة مرتبطة بتصلب الشرايين.
وأظهر تحليل الفلورة المناعية تغيرات واضحة، بما في ذلك انخفاض مستويات α-smooth muscle actin وزيادة في galectin-3 وRUNX-2، مما يشير إلى تحول الخلايا إلى حالة مرضية.
وخلصت الدراسة إلى أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة ليست مجرد ملوثات بيئية، بل يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة القلب، حيث تؤدي إلى تغيرات ضارة في الخلايا الوعائية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب الأخرى.