هل تساءلت يوماً عندما تشعر بالسعادة كيف ينتج هذا الشعور في داخلك أو كيف حصل وما الأشياء التي تشعرك بالسعادة ونتج عندك هذا الشعور، في جسم الانسان دائماً هناك هرمونات لكل منها فائدة للجسم ولها وقت لتنتج في الجسم وحسب ما تمر به حياتك من مشاعر الفرح والحزن والاكتئاب والمتعة والراحة، وهذه المشاعر يوجد لكل منها هرمون خاص بها تساعد على تكيف الجسم مع وضعه.

ويوجد هناك أطعمة خاصة بكل هرمون في الجسم فما هذه الهرمونات وما الأطعمة التي تزيد نسبتها في الجسم وكيف ومن أين تأتي؟

يقول بعض أطباء علم النفس أن هرمونات السعادة هي مجموعة من المواد الكيميائية التي تُفرز في المخ، فتأثر على مزاج الانسان من انتاجيته أو تحفيزه للقيام بعمل معين أو التواصل مع الأخرين وثقته بنفسه عند التعامل معهم، فكل تلك المشاعر تكون مسؤولة عنها داخل الدماغ هرمونات السعادة التي تسمى بنواقل عصبية.

تتواجد هذه الهرمونات بشكل قليل في الدماغ، لكن أي خلل بسيط في الكميات قد تؤثر على مزاج الانسان وتقلب مزاجه رأساً على عقب من شعوره بالسعادة الى شخص مكتئب ووحيد ومرهق ومتعب.

وتفرز هذه الهرمونات في دمغ الانسان ليلبي متطلباته البيولوجية وعندما يقوم بلبية كل المتطلبات يغمر قلبه بالسعادة والطمأنينة والهدوء.

ووجد العلماء أن هناك أربع ناقلات عصبية مسؤولة عن تحفيز الشعور بالسعادة داخل دماغ الإنسان

هرمون الدوبامين

هو ناقل عصبي يقوم بنقل الإشارات بين الدماغ والجسم ويعد جزءاً مهماً من نظام المكافأة والنجاح في الدماغ، حيث عندما ينتاب الشخص إحساس جيد بعد انجاز شيء ما، يكون ذلك بسبب اندفاع الدوبامين في الدماغ.

عند انخفاض مستويات الدوبامين كثيراً، يجعل الشخص أقل دافعية وحماس للأشياء التي

يقوم بها ويدخله في حالة انفصام شخصية ويزيد حالة الاكتئاب، أما في حالة ارتفاعه كثيراً فيرتبط بزيادة المنافسة والعدوانية وضعف السيطرة على الاندفاع ويجعله في حالة اضطراب وتشتت الانتباه وفرط الحركة.

ولإفراز هذا الهرمون يجب تناول أطعمة غنية بالبروتين مثل: اللوز والأفوكادو والموز ولحم والدجاج والبيض والكركم. وأخذ متممات فيتامين د والمغنيسيوم، أو أوميجا3 الغذائية.

ولزيادة الدوبامين في الجسم بإجراء التعديلات أيضاً على نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، فهو يعمل على تحسين المزاج بعد أقل من 10 دقائق من ممارسة النشاط الرياضي، ففي دراسة على البشر دامت 3 شهور فكشفت أن ممارسة اليوغا ساعة واحدة لمدة 6 أيام بالأسبوع يرفع من مستوى الدوبامين بشكل واضح.

والتعرض لأشعة الشمس أيضاً يزيد مستوى الهرمون في الجسم، وجدت في دراسة على 68 الفاً بصحة جيدة أن كثافة مستقبلات الدوبامين في مناطق الحركة والمكافأة في الدماغ ارتفعت عند المتعرضين لأشعة الشمس خلال 30 يوم السابقة.

أشارت الأبحاث الى أن الأكثر انفتاحاً يمتلكون مستويات اعلى من هذا الهرمون من الأشخاص الانطوائيين.

هرمون السيروتونين

للحصول على هذا الهرمون يحتاج الجسم الى حمض التريبتوفان الاميني الذي نحصل عليه من النظام الغذائي مثل المكسرات والجبن واللحوم الحمراء. ونقص هذا الحمض في الجسم يؤدي الى انخفاض مستوى السيروتونين وبتالي يعمل على اضطرابات في المزاج.

ويؤثر السيروتونين على حركة الأمعاء في التحكم في حركتها ووظائفها وتنظيميها، ويعما أيضاً على تنظيم القلق والسعادة والحالة المزاجية، انخفاضه يؤدي الى الاكتئاب وارتفاعه يؤدي الى زيادة الحماس والإثارة.

يبدو أن السيروتونين يساعد على الحفاظ على صحة نفسية أكثر إيجابية.

هرمون الأوكسيتوسين

هو الذي يكون مسؤول عن الحب والعلاقات العاطفية والعاطفة عند الأمومة.

جاءت في دراسة أمريكية قامت ببثها وكالة الأنباء الألمانية، أن الأشخاص الذين تفرز أدمختهم كميات كبيرة من هذا الهرمون هم أكثر ود اتجاه الآخرين ورضا عن حياتهم.

ويمكن افراز هذا الهرمون بأنشطة مثل سماع الموسيقى وممارسة الرياضة.

أشارت بعض الدراسات الى أنه في بعض الظروف للأكسيتوسين أنه يجعل الأفراد أكثر تشككاً وحقداً.

هرمون الإندورفين

هو الذي يعطي الانسان السعادة والراحة والاسترخاء إذا ارتفع زادت السعادة في جسم الانسان والعكس صحيح. ممارسة الرياضة والضحك وتناول الشكولاتة والكربوهيدرات تعد من الأشياء التي تحفزه.

تُفرز الإندورفين في الجسم عندما تستلم الغدة النخامية إشارات حسب حاجة الجسم، فتقوم الغدة النخامية بإفراز الأندورفين الذي يرتبط بالنهايات العصبية لإعطاء التأثير المطلوب.

ويساعد هذا الهرمون في علاج الإكتئاب والتوتر والقلق وزيادة تقدير الذات وتخفيف ألم الولادة وفقدان الوزن والتغلب على الإدمان وزيادة في التركيز.

فلا بد أن تبقى في مزاج جيد والابتسامة في وجهك دائماً وأن يكون غذائك صحي، وتذكر دائماً أن سعادتك تنبع من داخلك فلا تدع أي شيء يعكر مزاجك فهناك أشياء تستحق منك أن تسعى وراء السعادة." الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء".