المعارضة الهدامة المقصودة
معاذ مهيدات
القبة نيوز- من ابجديات الديمقراطية وجود معارضة ناضجة تسلط الضوء على اخطاء الادارة و وضع البدائل المتقدمة التي تقع فيها سياسات الحكومات بما يسمى بالانتقاد البناء، وليس المهم قول (لا) من باب اثبات الوجود واللهث وراء الشهرة، من مبدأ انا اعارض اذاً انا موجود او ربما تحقيقا لمبدا (خالف تعرف) مما يحقق المعارضة الهدامة.
أصبحت معارضة الحكومات ظاهرة يتنافس على ممارستها كل من هب و دب مما افقدها ايجابيتها، فأصبحت غالبيتها غير صادقة النوايا و أهدافها شخصية، ولم تعد مقاصد وجود المعارضة الصادقة موجودة إلا عند من رحم ربي، فالظاهرة منها تجلب المفسدة و تدرؤ المصلحة بدلا من جلبها، و يمكن اثبات صدق النوايا من عدمها من خلال التمعن في خطاب المعارضة؛ فالمعارضة التي تطالب بشخوص معصومين و دولة فاضلة هي معارضة فاشلة، فالعصمة للانبياء و البشر يخطؤون و يصيبون، و الدولة الفاضلة غير موجودة إلا في كتب الأساطير، والمعارضة التي ترفض كل القرارت مسبقا هي معارضة سيئة النوايا، فالمعارضة التي تنظر إلى شخص المتكلم و لا تنظر الا محتوى الكلام هي بالتأكيد معارضة سلبية.
والمعارضة التي تنادي بفرقة الشعب هي معارضة تبحث عن الفوضى و الخراب، والمعارضة التي تُخوّن أبناء المجتمع و لا تحترم مؤسسات الوطن هي معارضة مأجورة.
واخطر انواع المعارضة التي تمارس شتم و سب و ذم من لا يؤيدها فهي معارضة ديكتاتورية، فهي لا تحترم الرأي الآخر و تنعت من يعارضها بألفاظ غير لائقة، واحذروا المعارضة التي يتبناها أصحاب مناصب سابقة يطالبون بالمثالية من أصحاب المناصب الحالية فهي معارضة تصفية حسابات شخصية، و السؤال لهم : لماذا لم تفعل ما تطالب به و انت في المنصب .
نحن نطالب بالمعارضة الايجابية التي همها قوة الوطن و إصلاحه و مصلحة المواطن و منفعته مطلوبة، و واجب الدولة دعمها و عدم وضع العوائق في طريقها؛ فغيابها يعني حضور المعارضة المرفوضة المأجورة منها.