زيارة الملك لواشنطن.. صوت الأمة إلى الخارج
حسين هزاع المجالي
القبة نيوز- لا شك أن زيارة جلالة الملك إلى العاصمة الأميركية ولقاءه الرئيس الأميركي جو بايدن يوم غد والتي تبعتها لقاءات مع أركان في القيادة الأميركية، ولقاءات مع منظمات وقادة رأي واقتصاديين في واشنطن وقبلها في صن فالي، فضلاً عن لقاءات لاحقة مع الكونغرس، انها مثمرة وناجحة بكل المقاييس تأسيساً على المقدمات الايجابية للزيارة.
الزيارة الملكية التي تحمل ملفات ثقيلة سيضعها الملك على طاولة البيت الأبيض ودوائر صناعة القرار الأميركي، تأتي بتوقيت مهم وحساس وترقب حذر من الأوساط العربية للإجابة على سؤال بارز حول كيفية تعاطي إدارة بايدن مع ملفات المنطقة بعد أن ورث عن ترمب حمل ثقيل سبب أزمات كثيرة ما زالت المنطقة تعاني من تبعاتها حتى الان.
لذا تحمل الزيارة دلالات سياسية مهمة بالنسبة للأردن والمنطقة، لا سيما أنها أول زيارة لزعيم عربي في عهد الإدارة الأميركية الجديدة؛ وتأتي بعد مرحلة من الفوضى السياسية والانحياز الاميركي لصالح إسرائيل في عهد الإدارة الجمهورية السابقة.
لقد واجه الأردن خلال فترة إدارة ترمب بقوة وإرادة صلبة ما سمي بصفقة القرن، التي شكلت أحد أكبر التحديات المصيرية، التي واجهها الأردن واستطاع تجاوزها، حيث تشكلت بيئة معادية للمصالح الأردنية في أوساط بعض ممثلي النخبة الأميركية في ذلك الوقت، في المقابل كان رهان الأردن على المؤسسات الأميركية، التي تقدر دوره الاستراتيجي في المنطقة باعتباره أحد ضمانات الاستقرار فيها.
الزيارة المهمة لجلالة الملك في غاية الاهمية كونه يتمتع بمصداقية عالية لدى الغرب والادارة الأميركية في تكوين التصور لدى الاميركان للتعامل مع القضية الفلسطينية، وهذا التصور مهم لأن إدارة ترمب كانت سلبية تجاه القضية الفلسطينية واخذت مسارات صفقة القرن وممارسة الضغوط على الاردن وغيره، وكانت معنية بتحقيق مطالب ورؤى نتنياهو بالدرجة الاولى.
اليوم الملك لا يذهب لواشنطن باعتباره ملك الأردن بل باعتباره قائداً عربياً يمثل صوت الأمة الى الخارج على أجندته اربعة ملفات مهمة ستثار خلال الزيارة، على رأسها القضية الفلسطينية وأزمات المنطقة، علاوة على ملف التعاون الثنائي وطبيعة العلاقة المستقبلية الاستراتيجية خلال الفترة القادمة بين البلدين، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، فضلاً عن الملف السوري الشائك، والملف العراقي، ما يؤكد اهمية الدور الذي تضطلع به الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك وانتصارها للقيم الوطنية والقومية، ورفضها لكل ما يتعارض ومصالحها العليا، واستخدامها أدوات الدبلوماسية والسياسة الدولية في حماية تلك المصالح وتعزيز قيم التعاون والحوار.
لذا أهمية الزيارة لا تكمن فقط في دلالاتها الرمزية بل في ما تحمله من ملفات مهمة، وبينها قانون قيصر الذي يفرض عقوبات على السوريين، ويتسبب بـأضرار لهم، مثلما يتسبب بأضرار معينة للأردن خصوصا، على الصعيد الاقتصادي.
ويبقى القول أن الأردن ما كان يوما الا جانب أمته وأشقائه فإنه لا يتوانى عن حمل هموم الامة والتعبير عن تطلعاتها في كل وقت وحين، وقد جسدت ذلك التوجه في القول والعمل.