خلينا كبار
القبة نيوز- كتب الدكتور نسيم أبو خضير
يقول صلى الله عليه وسلم : كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
نحن بشر، متفاوتون في المشاعر والأحاسيس ، منا مٌنْ يتحكم بمشاعره فلا يثور ولا يغضب وإن إحمرَّ وجهه وأنتفخت أوجاذه ، يسيطر على أفعاله وتصرفات ، ويتمالك نفسه. قال تعالى : ( والكاظمبن الغيظ ) ويقول صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصُرَعٌة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
نعم ، الأصل ان يضبط الإنسان نفسه ، ويتحكم بسلوكاته وتصرفاته ، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يكون صبوراً حليماً في مواجهة كل مايثيره ويستفزه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج بن قيس : إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة .
وفي مواجهة من لَنْ لم يتمالك نفسه ، وكيفية التعامل معه قال تعالى : ( فاعفوا وأصفحوا).
والرجوع عن الخطأ فضيلة، وكيفية الرجوع لاتكون بكلمة ( أعتذر) فكل قول أو تصرف أو سلوك يظهر فيه ويدل على رجوع صاحبه عن خطائه كافٍ لقبول هذا. وهو علامة واضحة للندم على الفعل ( وهو بمثابة إعتذار ) بل أبلغ وأقرب الى القلوب من كلمة ( أعتذر ).
لماذا هذا التعنت والتمسك ممن نصَّبوا أنفسهم نواباً عن الشعب ، وأعتبرهم الشعب خيرة الخيره.
والخيِّرون يتعالون على سفاسف الأمور ، ويتجاوزون أسباب الخلاف ، لأنهم العقلاء الذين تعقد الأمة آمالها عليهم في إسعادهم وحل مشكلاتهم.
هل يُعقل أن يقف نواب الأمة ، وهم أصحاب العلم والحلم والدراية عند كلمة (أعتذر) ؟ ونشغل أنفسنا كنواب عند كلمة ( أعتذر) ولانقبل بالكلام الطيب الذي بدأ به النائب عن المجلس، والتحية التي حيَّا بها النائب الشعب والمجلس.
إنني أرى كمواطن، أن النائب أخطأ فيما صدر عنه تجاه المجلس.
وأرى أن ماقاله على المنصة بمثابة إعتذار ، بل أبلغ من الإعتذار وكان كلامه فيه تقديرا ورحولة فاقت الكلمة الجاهلية (أعتذر).
وأرى أن المجلس قد تسرع في إتخاذ القرار بحق النائب ، فزلت اللسان أثناء الغضب ، يجب تجاوزها وتجاوز آثارها.
فقهاء المسلمين قدَّروا حالة الغضب ولم يعتبروا طلاق الغضبان واقعاً.
ترك الكفر والرجوع عن المعصية لم يُطلب فيه (إعتذار) بل مايدل على صلاح الأمر.