هواجس وجنون
لارا مصطفى صالح
في الحقيقة أمور كثيرة لا تعنيني في الحياة. مثلا، لا تعنيني توجهات فريقي ريال مدريد وبرشلونة الدينية والسياسية ولا أصول ومنابت اللاعبين أو ميولهم الجنسية. إنما تعنيني ضحكة أبو فراس المجلجلة عند خروج برشلونة جارا أذيال غطرسته أمام خصمه أيا كان.
ولا يعنيني أيضا، أن تنعتني سرا أو علنا بالبومة أو المزاجية أو أي لقب آخر حتى لو كان حية بسبع روس، لكن يعنيني أن لا ترتب كلامك أمامي كما يرتب كاتب أزهاره ونسائه في نص هربت روحه ذات ظهيرة باردة.
ولا تعنيني كذلك الحفلات والندوات والأضواء ولا شهية لي لإصدار كتاب. لكن يعنيني أن أقرأ نصا فاتنا، جارفا، جارحا يتسربل بالبهاء والجمال. نص أبكي فيه أطيافا لا وجود لها، وأحلاما يصعب تحقيقها، وخطايا لا يمكن الاعتراف فيها، وشكوكا كبيرة! نص أقرؤه وأسند جسدي المتعب إلى كتف عمّان وألوذ بما تبقى من هواجسي وجنوني.