شباب البادية والمفرق خارج دوائر الاهتمام لابواكي لهم .... والحكومة سبب ثورتهم
محمد الفاعوري
القبة نيوز-تتجلى العدالة الاجتماعية في تلك الحالة التي ينتفي فيها الظلم والاستغلال والقهر والحرمان ، ويغيب فيها الفقر والتهميش والإقصاء الاجتماعي، وتنعدم الفروق غير المقبولة اجتماعيًا بين الأفراد والجماعات والأقاليم داخل الدولة، ويتمتع فيها الجميع بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية متساوية وحريات متكافئة.
إنها الحالة التي يعم فيها الشعور بالإنصاف والتكافل والتضامن والمشاركة الاجتماعية، ويتاح فيها لأعضاء المجتمع فرص متكافئة لتنمية قدراتهم وملكاتهم ومستوى احترامهم وتقديرهم والاهتمام بهم وبقضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم.
وهذا السر في وجودهم امام الديوان العامر فابناء المفرق والبادية كانوا ومازالوا اصحاب فكر وهمم وعزيمة لايساومون على وطنهم قيد شعرة ولايرضون الذل والمهانة ورثوا الكرامة والوفاء عن ابائهم واجدادهم الذين روت دمائهم الارض والبلاد دفاعا عن الوطن والعروبة ومازالوا يعضون بالنواجذ على تراب وطنهم رغم عوزهم وتهميش على مر السنين يدركون ان الوطن كرامة والكرامة وطن وان الوطن للجميع ويرخص دونه الجميع .
ورغم ان التاريخ سجل لابناء المفرق والبادية الشمالية كما سجل لابناء الوطن على اختلاف اماكنهم الشهادة والتضحية والموقف الثابت ان الوطن وقيادته خطين احمرين الان ان الحكومة ترى ان المفرق والبادية خارج دوائر اهتمامها وان وجع ابناءهم ومطالبهم لاترقى الى مستوى التفكير او المناقشة اوحتى الالتفات اليها ولا ادل على ذلك الا وقفتهم امام الديوان العامر التي تجاوزت الثمانية ايام دون ادنى تحرش من قبل الحكومة واذرعتها للاستماع الى مطالبهم ورفع الالم والهم عنهم .
على الحكومة وسابقاتها ان تدرك انها هي التي ساهمت في استبعاد الشباب بفوقيتها و تعالي رؤسائها، وبإضافة اليأس الى تفاصيل حياتهم، وهي التي رفضت انخراط الشباب "بحرية ” في الحياة السياسية والاقتصادية وحجبت عنهم الوظيفة والامل ودفعتهم الى الاستغاثة واللجؤ الى بيت الاردنيين وقائدهم .
فمن باب اولى ان تسعى الحكومة لمعالجة اخطائها ولملمت فشلها والنزول الى الميدان ولقاء المعتصمين ومحاورتهم والاعتراف لهم بالوجع والحقوق فهم لايستجدون بل يطالبون بحقوق مشروعة كفلها الدستور وتفرضها العدالة الاجتماعية التي تستوجب لترسيخها الحرية على قدم المساواة، مبدأ تكافؤ الفرص، ومبدأ الإخاء الذي يعمل على وأد الضغائن والحقائد الاجتماعية المترتبة على التوزيع.
فابناء المفرق والبادية الشمالية هم جنود الوطن وهم حماته وهم الحصن المنيع وهم المرابطون على الحدود وهم الصابرين وهم اصحاب كرامة وعزة ورثوها عن الهاشميين لايرضون الذل ولا المهانة ولا يرضون التهميش ولا الندامة فلا تستبيحوا عنفوانهم ومرؤوتهم واستبقوا عليها من اجلكم ومن اجل الوطن
تابعوا القبة نيوز على 
