facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

دور المثقف الأكاديمي في الأزمات

دور المثقف الأكاديمي في الأزمات

سليمان الطعاني

القبة نيوز- في ظل هذا الواقع المعقد الذي يئن تحت وطأته المجتمع من تفشي الفساد وضف الرقابة وغياب للمساءلة وانتشار الفقر والبطالة وغياب العدالة.... من المنطقي أن نتساءل عن أهل التخصص من العلماء والكفاءات العلمية والفكرية وأساتذة الجامعات، تلك القامات العلمية التي لطالما نظر لها المجتمع نظرة تقدير واحترام وبنى عليها أملاً مستقبلياً كبيراً، وكان لحضورها معنى ولغيابها معانٍ، فهم مسؤولون فكريون، مسؤوليتهم تتضاعف في اللحظات الحرجة التي يمر بها مجثمهم، تفوق بأضعاف المرات على مسؤوليات العامة من الناس،


نتساءل: هؤلاء الذين تخصصوا في علومهم، حملة الشهادات العلمية العليا، أصحاب البحث العلمي ورواد المعارف والعلوم، أولئك الذين يملكون مفاتيح المعرفة والقدرة على التعريف والتأهيل والفك والتركيب والتوجيه والتحليل، ما هو دورهم الحقيقي في هذا الواقع الذي تتعالى فيه أصوات الاحتجاجات على سياسات الحكومة والمطالبة بالإصلاحات وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد؟

تُرى هل اتخذ هؤلاء ما ينبغي من خطوات عملية وفكرية للقيام بدورهم في هذه المرحلة الحرجة؟، المثقفون الحقيقيون مَنْ يُستَشعَر وجودهم في الأزمات، وكما يقولون: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ، وفي صدارة المثقفين أساتذة الجامعات حيث مطلوب منهم فهم أبعاد الأزمة ليلعبوا دوراً توعوياً ومؤثراً في تحريك عواطف الناس وتوجيهها بعقلانية من دون ضجيج يربك المشهد،
يتابع أبناء المجتمع مثقفي مجتمعهم بحرص خلال الأزمات، وتشرئب أعناقهم لمن يثقون بهم من الرموز الثقافية الواعية خاصة في هذه المرحلة، وهذه مسؤولية كبرى وفرصة عظيمة لمن يحسن توظيفها من المثقفين المؤثرين،

أبناء المجتمع الأردني ترنو نفوسهم الى دور توعوي يسهم في توضيح حقيقة الأوضاع التي يمر بها مجتمعهم وما يترتب عليها وكيفية الاستعداد لها ومواجهتها أو التأقلم معها، تهفو افئدتهم الى رمز له جمهور يؤمن بفكره ويحب أن يستضيء برأيه لاسيما عندما يختلط الحابل بالنابل،

المرحلة تستدعي من الأكاديميين مواقف حاسمة، حيث إن الأمانة العلمية التي يحملها الأكاديميون أمانة عظيمة، وحمل ثقيل، تُملي عليهم تقديم الحلول والمشورة وإضاءة الطريق أمام أبناء مجتمعهم للوصول بهم إلى الحقيقة أو ما هو قريب منها؟

على هذه النخب الأكاديمية أن تكون مستعدة للتلاحم مع مجتمعها والوقوف معه في السراء والضراء وشدة الكروب، وألا تقف موقف المتفرج على ما يجري في الوطن بانتظار أن ينقشع الضباب.

ولكن ليس ثمة شيء من هذا القبيل يحدث للأسف! لماذا؟ لأن الحكومة ربما وفرت لهم رواتب تكفيهم بأن يبقوا على هذه الحال،

إن غياب الأكاديميين والمثقفين اليوم عن المشهد الضبابي في مجتمعهم غياب قاتل مؤلم، وتقوقعهم داخل مكاتبهم واكتفائهم بالكتابة في مجلة أو صحيفة إلكترونية محدودة الأثر، أو الاعتماد على كتاب يؤلف أو بحث علمي لا يخدم الواقع المرير الذي يمر به الوطن. هو من باب الفلسفة التي لا طائل منها في ظل الأزمات وترف فكري لا جدوى منه، وهو لا يعفي الأكاديمي من مسؤوليته، ولا يعذره المجتمع في حال غيابه، بل سيكون عليه الاستعداد لمواجهة محكمة التاريخ بعد نظرات مجتمعه التي لطالما حدقت فيه بانتظار حراكه المنشود!

الوطن قضية ساخنة تمسنا جميعاً، وصمت النخبة المثقفة في حال تعرض الوطن للأزمات بدعوى عدم الرغبة في الولوج في السياسة ليس من الوطنية في شيء فالوطن يعني كياناً يضمنا جميعاً، وكما ننافح عن سمعة بيوتنا ننافح عنه،


 

 
 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )