القبة نيوز - أحب رمضان وأجواء رمضان لعدة أسباب وهذه على رأسها. هو شهر يصوم فيه الغالبية وفترة الصيام هذه هي فترة مهمة في حياة المؤمن وخاصة إذا رافقها صلاة.

وهي ليست فترة مقتصرة على المسلمين ، فقد كان لي تقرير في الجوردن تايمز في أحد السنين عن قرار أكثر من كنيسة بالمملكة تشجع رعاياها ممن يستطيعون ويرغبون بإن يصوموا أول أسبوع من رمضان ليس فقط تضامناً عن الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل ورفع صلوات حماية للاردن وشعبه ومن يسكن أرضه من جميع الامور والمشاكل التي تحيط به.

وهذا بالذات ما يجعلنا مميزين عن غيرنا وهو نفسه السبب الذي يجعل الكثيرين من غير الاردنين في رغبة لدراسة الحالة الاردنية من الحياة التشاركية.

أما السبب الاخر لحبي لشهر رمضان هو تنظيم الوقت الذي بالتالي ينتظم معه كل أمور حياتنا. فساعات النهار تصبح أكثر إنتظاماً ؛ الذهاب والعودة من العمل والأشغال والانشغالات يكونان في ساعات محددة. المحال التجارية تغلق أبوابها باكراً ليحل الهدوء لعدة ساعات قبل أن تعج الدنيا بالحياة مرةً أخرى مساءً. كل هذا يعطي للعائلات فرصة للتواصل الاجتماعي على أرض الواقع.

وهذا يذكرني بطفولتي في مادبا. فالحياة الطبيعة في الأيام العادية كانت هكذا. فجميع الموظفين كانوا ينتهون من دوامهم الساعة الثالثة أو قبل ذلك، فكان هناك وقت للراحة ووقت للحياة الاجتماعية الحقيقية مساء. أما المحال التجارية فكانت تغلق أبوابها الساعة السادسة فالتواصل الاجتماعي كان حقيقيا ومن دون مواعيد مسبقة وكان لليوم طعم وقيمة.

لا اعلم متى تغير الوضع لتحل الفوضى في حياتنا اليومية ويصبح الهدوء والراحة أمران بحاجة إلى تخطيط مسبق للحصول عليهما والسعي لإيجادهما. جاء رمضان ٢٠١٨ وكل عام والاردنيون بخير والوطن سالم.