الأردن يترأس الاجتماع الـ 51 للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط
![الأردن يترأس الاجتماع الـ 51 للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط](/assets/2025-02-12/images/311670_16_1739389398.jpeg)
القبة نيوز- ترأست وزيرة السياحة والآثار، رئيسة اللجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط، لينا عناب، اجتماع اللجنة الحادي والخمسين الذي استضافته قطر، بحضور أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة زوراب بولوليكاشفيلي، وبمشاركة وزراء السياحة وخبراء من مختلف دول المنطقة، وقيادات منظمة الأمم المتحدة للسياحة.
وقالت عناب، في الكلمة الافتتاحية للاجتماع الذي حضرته المديرة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة بسمة الميمان، ورئيس قطر للسياحة، سعد بن علي الخرجي، "إن مستقبل السياحة في منطقتنا يعتمد على قدرتنا على الابتكار والتعاون، وتعزيز الاستدامة".
وتابعت "نحن مطالبون اليوم بتبني سياسات طموحة تعزز من مكانة الشرق الأوسط كوجهة عالمية رائدة في قطاع السياحة، عبر تطوير منتجات وتجارب سياحية متكاملة، والاستثمار في البنية التحتية الذكية، وتمكين المجتمعات المحلية، وتعزيز التعاون الإقليمي".
وبينت عناب، أن منطقة الشرق الأوسط شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات لافتة في صناعة السياحة، لا سيما الرياضية منها، ومن أبرزها فعاليات كأس العالم 2022 في قطر، ما أثر على صناعة السياحة في المنطقة، وأظهر أن السياحة والرياضة توأمان متلازمان، قادران على تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
ولفتت إلى أن تنظيم قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم كان حدثا رياضياً استثنائياً، حيث جمعت العالم في أجواء رياضية رائعة وأثبتت قدرة المنطقة العربية على التفوق والتميز، معربة عن تهانيها للسعودية على فوزها المستحق لتنظيم كأس العالم 2034، وللمغرب على اختيارها لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وبينت أن هذا المؤتمر سيركز على دراسة أثر الفعاليات الرياضية الكبرى على حركة السياحة في الشرق الأوسط، ومناقشة الاستراتيجيات المستقبلية لتنمية هذه الفعاليات السياحية الصديقة للبيئة، والتطلع إلى الاستفادة من الدروس المتعلقة بتدابير الاستدامة التي تم تطبيقها خلال كأس العالم، ودور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إحداث تحول في السياحة الرياضية، وتحسين تجربة الزوار وتعزيز مشاركتهم فيها، إلى جانب البحث في كيفية جعل إقليم الشرق الأوسط وجهة عالمية للسياحة الرياضية.
وقالت عناب إن تعزيز مشاركة المرأة في قطاع السياحة يمثل ركيزة أساسية في جهودنا لتحقيق التنمية المستدامة، ما يحتم علينا تكثيف الجهود لتمكين المرأة من الوصول إلى التعليم والتدريب وفرص التوظيف العادلة، مشيرةً إلى الالتزام بتطوير قطاع السياحة من خلال المبادرات الريادية المقترحة على الدول الأعضاء والشركاء وفق رؤية منظمة الأمم المتحدة للسياحة.
وأكدت ضرورة تعزيز مخرجات برنامج عمل المنظمة، حيث تشمل هذه المبادرات تعزيز التنافسية من خلال تطوير إحصاءات دقيقة حول السياحة وفق معايير الأمم المتحدة، والتركيز على الاستدامة والشمولية من خلال تبني الاقتصاد الدائري والعمل المناخي في قطاع السياحة، ودعم التنوع البيولوجي، وتقليل أوجه عدم المساواة، وتعزيز الثقافة والتراث، إضافة إلى الاستثمار في الموارد البشرية من خلال تعزيز التعليم والتدريب، وترسيخ رأس المال البشري، ودعم العمل اللائق في قطاع السياحة.
وقالت "إن الأردن يواصل جهوده في تطوير قطاع السياحة الرياضية وفق رؤية قائمة على الاستدامة والتراث الثقافي والسياحة البيئية والمغامرات، وأن الإعلان عن إنشاء ملعب دولي جديد لكرة القدم بسعة 40 ألف متفرج يكون نواة لمدينة رياضية أولمبية حديثة ومتطورة هو في مقدمة هذه الجهود".
وأضافت عناب "أن التراث الثقافي والتاريخي لفلسطين جزء لا يتجزأ من هويتنا الجماعية، وعلينا ضمان استمرار وجوده ضمن الإطار السياحي الإقليمي والدولي وضمان إدراج المدن التاريخية في فلسطين في خطط تنمية السياحة الإقليمية، بما يضمن أن تبقى هذه المواقع متاحة للسياح من جميع أنحاء العالم، في ظل احترام خصوصيتها الثقافية والدينية والجغرافية".
وفي كلمتها في بيان رئاسة اللجنة، قالت عناب "إن منظمة الأمم المتحدة للسياحة هي منصة أساسية لتعزيز التعاون الدولي في القطاع السياحي، حيث أظهرت عبرَ برامجها ومبادراتها الطموحة، التزامها العميق بتحقيق التنمية السياحية المستدامة، ومساهمتها في تعزيز قدرات الدول الأعضاء على تطوير استراتيجيات وخطط مبتكرة تهدف إلى تحسين التجارب السياحية، وترسيخ استدامة القطاع، وإثراء التجربة الثقافية والإنسانية للسياح والزوار حول العالم".
وبينت أن منظمة الأمم المتحدة للسياحة حددت الاستثمارات باعتبارها واحدة من الأولويات الرئيسة لتعافي القطاع ونموه، حيث شهدت المنطقة تركيزاً على الابتكار والإستثمار، مع مبادرات تهدف إلى تعزيز مرونة القطاع وشموليته، مثمنة عالياً شمول نشاط إصدار دليل الاستثمار في الدول الأعضاء، بدءاً من الأردن والعمل جار لإصدار أدلة مماثلة في عُمان والبحرين ودول أخرى تباعاً.
وأشارت عناب، إلى تركيز المنظمة على برامج الرقمنة والابتكار، خاصة فيما يتعلق بدعم فئة الشباب والنساء، حيث تشكل أساسًا رئيسًا لتنمية مهارات القوى العاملة في قطاع السياحة.
وثمنت دور المنظمة في دعم الدول الأعضاء من خلال الخبرات والجهود في تنظيم حملات تسويقية فعّالة، وصولاً إلى استضافة الفعاليات المميزة، وتنويع المنتجات السياحية في الدول الأعضاء، وخطط ومشاريع لدعم كفاءة الوصول السياحي وترسيخ ممارسات السياحة البيئية التي تهدف إلى تقليل الأثر البيئي للأنشطة السياحية.
وأشادت بدور المنظمة في تعزيز القدرات المؤسسية للدول الأعضاء، وتوفير التدريب اللازم للكوادر العاملة في القطاع، وتشجيع الالتزام بأعلى المعايير العالمية لتطوير المنتجات السياحية، لافتة إلى عمل المنظمة أيضاً على تطوير معايير الجودة، وتوفير بيئة تنظيمية تشجع الاستثمار في سياحة الاستشفاء والعلاج.
وألقت عناب كلمة الأردن في اجتماع اللجنة، مؤكدة أن حكومة الأردن تولي أهمية كبيرة لقطاع السياحة باعتباره جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، وداعمًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني، حيث وصلت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 15 بالمئة، ما يعكس أهمية هذا القطاع في دفع عجلة التنمية، لافتة إلى قيام الحكومة بشمول القطاع السياحي ضمن أهم محركات النمو الاقتصادي في المملكة في رؤية التحديث الاقتصادي 2023 – 2033.
واستعرضت جهود وزارة السياحة في تجاوز الأزمات والتحديات الإقليمية التي تعرض لها القطاع السياحي بالمملكة، من خلال استكشاف أسواق جديدة للمنتج السياحي من خلال برامج تحفيز الطيران، وتطوير الأنماط السياحية المتنوعة، وتنفيذ حملات تسويقية واسعة عبر منصات متعددة، حيث أسهمت هذه الجهود في استقطاب نحو 6.1 مليون زائر عام 2024، وتحقيق دخل سياحي بلغ 5.1 مليار دينار، بانخفاض شكل أقل من 3 بالمئة من الدخل، و4 بالمئة في عدد الزوار مقارنة بالعام الماضي.
ولفتت عناب إلى أن الوزارة اهتمت بالتدريب على المهن السياحية، من خلال تدريب وتطوير كوادر القطاع السياحي والباحثين عن فرص عمل في مجالات السياحة والضيافة، وتوفير فرص عمل جديدة في المجتمعات المحلية وتطوير القدرات الفنية لمقدمي الخدمات في القطاع السياحي، فضلاً عن الاستمرار في دعم برامج السياحة الداخلية، ومنها برنامج "أردننا جنة"، الذي أسهم في تنظيم 10 آلاف رحلة بمشاركة أكثر من 311 ألف مواطن و387 شركة.
وفي إطار الترويج لسياحة الحج المسيحي، قالت إنه تم الإنتهاء من تأهيل مسار "درب الحج المسيحي"، وإعداد دراسة شاملة للمواقع الأثرية المسيحية، كما تم وضع خطة لتطوير موقع "مكاور" بما يشمل توفير خدمات وتجارب سياحية متميزة للزوار.
وأضافت إن الوزارة نظمت أيضا معرضًا بعنوان "الأردن: فجر المسيحية" في الفاتيكان أخيرا، وهو حدثٌ تاريخي يعرض قصة جذور المسيحية في الأردن من خلال مجموعة من القطع الأثرية النادرة واللوحات الفسيفسائية والمواد الفلمية التفاعلية، التي تروي سردية إنطلاق المسيحية من الأردن بطريقة إبداعية ومبتكرة.
وأكدت أن الأردن، وهو عضو مؤسس في لجنة السياحة الإقليمية للشرق الأوسط، ساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون مع المنظمة من خلال رئاسة اللجنة للسنوات 2023-2025، واستضافة الاجتماع الـ 49، وإطلاق دليل الاستثمار السياحي، كما تم إعلان المملكة مركزًا إقليميًا للسياحة العلاجية والاستشفائية خلال أعمال الاجتماع التاسع والأربعين للجنة الشرق الأوسط في المنظمة، ومؤتمر السياحة العلاجية والإستشفائية الذي عقد في البحر الميت عام 2023، ما أسهم في تعزيز مكانة الأردن كوجهة رئيسية لهذا النوع من السياحة في المنطقة".
وبينت عناب أن تعزيز السياحة في الشرق الأوسط يتطلب تعاونًا جماعيًا بين الدول لتسهيل إجراءات السفر، ودعم الابتكار السياحي، وتحفيز الاستثمارات المستدامة، مؤكدة ضرورة الاستفادة من الرقمنة لتحسين تجربة السياح، وتعزيز دور المجتمعات المحلية في التنمية السياحية.