انخفاض الأسعار ليس النهاية.. مستقبل مظلم ينتظر صناعة النفط
القبة نيوز- لم تنته أزمة انخفاض أسعار النفط، أو الشحنات غير المرغوب فيها والعالقة في البحر في انتظار من يشتريها، أو السعة التخزينية للتجار، فالقادم يبدو أنه سيئأيضا.
وتوقع تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن تؤدي المشاكل السابقة إلى أن تنهي شركات ومؤسسات بترولية عديدة نشاطها في الولايات المتحدة.
وقد أدت أزمة النفط، التي اشتدت بفعل وباء كورونا، إلى تقويض الطلب على البترول في بادئ الأمر بعدماأغلقت العديد من المصانع أبوابها، وبقيالسائقون في منازلهم.
أما الأزمة الثانية فكانت عندما امتلأت المخازن ولجأ التجار إلى ناقلات النفط لتخزينالخام على أمل تحسن الأسعار في المستقبل.
والآن، ارتفعت أسعار الشحن إلى مستويات عالية للغاية، في وقت نفدت فيه صناعة النفط من الناقلات اللازمة لنقل الشحنات، إذ تعد هذه علامة على مدى الضرر الذي لحق بالسوق.
الضرر يمس الجميع
ومن المتوقع أن يؤثر شبح توقف الإنتاج على الوظائف والشركات، والبنوك، والاقتصاديات المحلية، وقد كان هذا السبب الذي دفع قادة العالم للاتفاق على خفض الإنتاج بطريقة منظمة.
لكن بسبب ضآلة الجهود أمام حجم الأزمة، وفشل القادة في وقف تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر الأسبوع الماضي، أصبحت عمليات الإغلاق حقيقة واقعة الآن، وهو أسوأ سيناريو بالنسبة للمنتجين والمصافي.
يقول رئيس شركة "جونفور" التجارية، توربجوران تورنكفيست، "إننا نتجه إلى نهاية اللعبة.. ستكون الذروة من بداية إلى أواسط مايو، نحن على بعد أسابيع وليس شهور منها".
أما بن لوكوك، الرئيس المشارك لتداول النفط في شركة ترافيجور، فقال إن أزمة انخفاض أسعار خام غرب تكساس، قد لفتت الناس إلى ضرورة الإبطاء، واصفا الأزمة بأنها "صفعة في وجه السوق، يجب تداركها بجدية".
وتشهد ولاية نورث داكوتا، وهي من أهم مراكز ثروات النفط الصخري، تراجعا سريعا، حيث أغلق منتجو النفط بالفعل أكثر من 6 آلاف بئر، مما إدى إلى تقلص الإنتاج بمقدار 405 ألاف برميل يوميا، أيبنسبة 30 بالمئة من إجمالي إنتاج الولاية.
ولن تقتصر عمليات تقليص الإنتاج على الولايات المتحدة، وإنما ستشمل دولا أخرى، مثل تشاد في أفريقيا، وفيتنام، والبرازيل، حيث سيقوم المنتجون بتخفيض الإنتاج أو وضع خططمن أجل ذلك.
وتوقع ميتش فليج، رئيس شركة "سيريكا إنرجي" للنفط حدوث إغلاقات في العديد من مناطق العالم، وقال "من الواضح أنه سيكون هناك خطر الإغلاق، في أجزاء معينة من العالم، الخطر حقيقي وحاضر".
المصافي تضررت أيضا
ولفت تقرير "بلومبيرغ" إلى أن خطر الإغلاق سيمس المصافي بشكل أكبر من بقية أطراف صناعة النفط.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركة ماراثون النفطية الأميركية، والتي تعد أحد أكبر مشغلي مصافي البترول في الولايات المتحدة، وقف إنتاج مصنع تابع لها قرب مدينة سان فرانسيسكو.
ويقول تجار نفط واستشاريون إن المزيد من عمليات إغلاق المصافي قادم، خاصة في الولايات المتحدة، حيث بدأت عمليات الإغلاق في وقت متأخر عن أوروبا، فيما لا يزال الطلب يتقلص.
وقال ستيف سوير، مدير التكرير بشركة "فاكتس غلوبال إنرجي،" إن المصافي النفطية حول العالم قد توقف طاقة عملها بنسبة 25 بالمئة بحلول شهر مايو المقبل.