كورونا والصراع على سيادة العالم
حسن هزاع الشوبكي
القبة نيوز- مثلما فرض فايروس كورونا فلسفة التباعد الاجتماعي ما بين الأفراد، فقد فرض أيضا حالة التباعد العالمي ما بين الدول التي باتت تعيش كل واحدة منها على شكل جزر معزوله، الأمر الذي يؤكد بأن عقاب كورونا سيشمل جميع الدول بلا استثناء وفي مقدمتها الصين التي تقول انها انتصرت عليه، وهو الأمر الذي يزداد التشكيك به يوما بعد يوم خاصة وان مركز تفشي الوباء (ووهان) ما زالت تعيش تحت الحجر الجزئي ولا يسمح لسكانها بمغادرة منازلهم الا في أضيق الحالات وذلك خشية عودة تفشي الفايروس.
ومنذ ان انتشر الفايروس في مدينة ووهان اواخر العام الماضي تعاطت السلطات الصينية معه بشكل اكتنفه الكثير من الشك والغموض، حيث التكتم الشديد على الحالة الصحية برمتها وفرض إجراءات عسكرية صارمة وانغلاق غير مسبوق عن العالم الخارجي.
هذا وان حجم وسرعة الانتشار المذهل للفايروس الغامض فاجأ دول العالم واخذ يجتاحها الواحدة تلو الأخرى وجعلها تعيش كابوسا حقيقيا في ظل عجز انظمتها ومعداتها الصحية من الإحاطة بالحجم الهائل من المصابين، لا بل ان بعض الانظمة الصحية أوشكت على الانهيار فعلا وذلك قبل وصولها إلى ذروة انتشار الوباء.
ولاسباب عدة ديوغرافية وجغرافية وسياسية كانت أوروبا هي الأكثر تأثرا بهذا الفايروس الذي اربك ادائها وخططها وحتى تصريحات مسؤوليها الذي باتوا يؤكدون بانهم لا يعرفون كيف ومتى سيخرجون من هذه الأزمة.
ولأن الفايروس الغامض اجتاح جميع الدول الاوروبية بوقت واحد وبلا استثناء مع تباين عدد الاصابات فقد اضطرت هذه الدول الى غلق أبوابها على نفسها وسارعت إلى إنقاذ مواطنيها بكل ما لديها من إمكانيات صحية مما جعلها تقف عاجزة عن مد يد العون والمساعدة إلى أي دولة من دول الاتحاد الاوروبي او خارجه.
تبع ذلك انتشار سريعا ومذهلا للفايروس في مختلف أجزاء الولايات المتحدة الامريكية التي تعيش الان حالة من الصدمة والهلع دفعتها إلى حشد جهودها لتطويق وضعها الصحي الداخلي وانفصلت تماما عن جميع حلفائها وأولهم الاوروبيين، وباتت عاجزة عن تقديم اي مساعدة خارجية بهذا الشأن، وهي تسجل حتى الآن أعلى رقم عالمي بعدد الاصابات تجاوز الربع مليون إصابة وما يقارب العشرة آلاف وفاة، مع نقص شديد في المعدات والاجهزة والمستهلكات الطبية المتعلقة بمواجهة هذا الفايروس.
وقد تخلل ذلك كله حرب تصريحات واتهامات متبادلة مابين واشنطن وبكين حيث اتهم كل منهما الاخر بأنه السبب في ظهور وانتشار هذا الفايروس الذي أكد الرئيس ترمب في أكثر من مناسبة بأنه صنع في الصين ويحمل الجنسية الصينية.
هذا ومنذ ان لمست الصين حالة الذعر والعجز التي سادت مختلف دول العالم وخاصة الاوروبية منها سارعت إلى القيام بمحاولة أحداث اختراق سياسي لأوروبا عبر التبرع بحملات الدعم الصحي والتي بدأت بها عبر البوابة الإيطالية التي تعيش ظروفا صحية كارثية، الأمر الذي دفع الايطاليين إلى التعبير عن سخطهم من تخلي حلفائها الاوروبيين عنها وذلك بحرق علم الاتحاد ورفع العلم الصيني، حتى أن نائب رئيس البرلمان الإيطالي قام بنزع علم الاتحاد من مكتبه ووضع علم إيطاليا بدلا منه، ومع ذلك كله فإن ردود الفعل هذه ليست سوى حالة تعبير جماهيري مؤقتة سرعان ما ستتراجع مع تراجع أزمة كورونا، خاصة وان المساعدات الصحية الصينية تبقى رمزية و ليست ذات فاعلية او تأثير في تغيير المسار التصاعدي للفايروس في هذه الدول ومثال ذلك فشل الصين في مساعدة حليفتها وصديقتها إيران في تجاوز ازمتها الصحية التي تعاني منها منذ ما يزيد عن شهرين رغم تشابك العلاقات فيما بينهما والجوار الاقليمي.
وختاما فإنه مخطئ من يظن بأنه سينتج عن أزمة كورونا وفي أسوأ سيناريوهاتها المحتملة اي تغيير جوهري في شكل النظام العالمي الحالي او إعادة ترتيب في مراكز القوى المؤثرة فيه، فلا الصين ولا اي دول غيرها مؤهل لمزاحمة الولايات المتحدة الأمريكية على زعامة العالم في المدى المنظور، خاصة وانها مازالت تتفوق على جميع دول العالم في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقة.
ولكن يمكن القول بأن هذه الازمة منحت الصين مساحة من المناورة الخارجية في محاولة جني مكاسب سياسية من وراء هذه الجائحة التي تشغل العالم.
ومنذ ان انتشر الفايروس في مدينة ووهان اواخر العام الماضي تعاطت السلطات الصينية معه بشكل اكتنفه الكثير من الشك والغموض، حيث التكتم الشديد على الحالة الصحية برمتها وفرض إجراءات عسكرية صارمة وانغلاق غير مسبوق عن العالم الخارجي.
هذا وان حجم وسرعة الانتشار المذهل للفايروس الغامض فاجأ دول العالم واخذ يجتاحها الواحدة تلو الأخرى وجعلها تعيش كابوسا حقيقيا في ظل عجز انظمتها ومعداتها الصحية من الإحاطة بالحجم الهائل من المصابين، لا بل ان بعض الانظمة الصحية أوشكت على الانهيار فعلا وذلك قبل وصولها إلى ذروة انتشار الوباء.
ولاسباب عدة ديوغرافية وجغرافية وسياسية كانت أوروبا هي الأكثر تأثرا بهذا الفايروس الذي اربك ادائها وخططها وحتى تصريحات مسؤوليها الذي باتوا يؤكدون بانهم لا يعرفون كيف ومتى سيخرجون من هذه الأزمة.
ولأن الفايروس الغامض اجتاح جميع الدول الاوروبية بوقت واحد وبلا استثناء مع تباين عدد الاصابات فقد اضطرت هذه الدول الى غلق أبوابها على نفسها وسارعت إلى إنقاذ مواطنيها بكل ما لديها من إمكانيات صحية مما جعلها تقف عاجزة عن مد يد العون والمساعدة إلى أي دولة من دول الاتحاد الاوروبي او خارجه.
تبع ذلك انتشار سريعا ومذهلا للفايروس في مختلف أجزاء الولايات المتحدة الامريكية التي تعيش الان حالة من الصدمة والهلع دفعتها إلى حشد جهودها لتطويق وضعها الصحي الداخلي وانفصلت تماما عن جميع حلفائها وأولهم الاوروبيين، وباتت عاجزة عن تقديم اي مساعدة خارجية بهذا الشأن، وهي تسجل حتى الآن أعلى رقم عالمي بعدد الاصابات تجاوز الربع مليون إصابة وما يقارب العشرة آلاف وفاة، مع نقص شديد في المعدات والاجهزة والمستهلكات الطبية المتعلقة بمواجهة هذا الفايروس.
وقد تخلل ذلك كله حرب تصريحات واتهامات متبادلة مابين واشنطن وبكين حيث اتهم كل منهما الاخر بأنه السبب في ظهور وانتشار هذا الفايروس الذي أكد الرئيس ترمب في أكثر من مناسبة بأنه صنع في الصين ويحمل الجنسية الصينية.
هذا ومنذ ان لمست الصين حالة الذعر والعجز التي سادت مختلف دول العالم وخاصة الاوروبية منها سارعت إلى القيام بمحاولة أحداث اختراق سياسي لأوروبا عبر التبرع بحملات الدعم الصحي والتي بدأت بها عبر البوابة الإيطالية التي تعيش ظروفا صحية كارثية، الأمر الذي دفع الايطاليين إلى التعبير عن سخطهم من تخلي حلفائها الاوروبيين عنها وذلك بحرق علم الاتحاد ورفع العلم الصيني، حتى أن نائب رئيس البرلمان الإيطالي قام بنزع علم الاتحاد من مكتبه ووضع علم إيطاليا بدلا منه، ومع ذلك كله فإن ردود الفعل هذه ليست سوى حالة تعبير جماهيري مؤقتة سرعان ما ستتراجع مع تراجع أزمة كورونا، خاصة وان المساعدات الصحية الصينية تبقى رمزية و ليست ذات فاعلية او تأثير في تغيير المسار التصاعدي للفايروس في هذه الدول ومثال ذلك فشل الصين في مساعدة حليفتها وصديقتها إيران في تجاوز ازمتها الصحية التي تعاني منها منذ ما يزيد عن شهرين رغم تشابك العلاقات فيما بينهما والجوار الاقليمي.
وختاما فإنه مخطئ من يظن بأنه سينتج عن أزمة كورونا وفي أسوأ سيناريوهاتها المحتملة اي تغيير جوهري في شكل النظام العالمي الحالي او إعادة ترتيب في مراكز القوى المؤثرة فيه، فلا الصين ولا اي دول غيرها مؤهل لمزاحمة الولايات المتحدة الأمريكية على زعامة العالم في المدى المنظور، خاصة وانها مازالت تتفوق على جميع دول العالم في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقة.
ولكن يمكن القول بأن هذه الازمة منحت الصين مساحة من المناورة الخارجية في محاولة جني مكاسب سياسية من وراء هذه الجائحة التي تشغل العالم.