facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ما هو المطلوب من الجامعة العربية؟

ما هو المطلوب من الجامعة العربية؟

داود كُـتّاب

تعقد الجامعة العربية السبت اجتماع طارئ لبحث ردود الفعل العربية للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وبوجود القائم بأعمال الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهوا وبغياب أي فلسطيني او أي مسؤول عربي. الموقف العربي يجب ان يكون موحد وواضح وعملي.

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انه إذا كان العرض الأمريكي مرفوض فلسطينيا فعل الجانب الفلسطيني "تقديم عرض بديل" العرب ومنهم الفلسطينيون قدموا عرض ولا يزال عرضهم على الطاولة بانتظار إجابة.
فقد وافق العرب على مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عم 2002 والتي تم إعادة التأكيد عليها في كل قمة عربية. المبادرة العربية عادلة ووسطية ومنطقية وتوفر حل دائم ومقبول للصراع العربي الإسرائيلي فيما تعتمد على القانون الدولي ومبادئ المتفق عليها دوليا لحل النزاعات بين الدول. فحسب المبادرة العربية بتم تطبيع العلاقة مع إسرائيل فورا انسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين. كما وتم الموافقة على المبادرة وافقت على مبادرة السلام العربية كافة دول منظمة التعاون الإسلامي.
ومن هذا المنطلق ليس من الصعب للجامعة العربية القول ان تقول وبكل بساطة ان العرب يوافقوا على ما يوافق عليه الفلسطينيون ويرفضوا ما هو مرفوض منهم. لقد أوضح القادة الفلسطينيون من كافة الفصائل والحركات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنين العاديين بما لا يترك مجال للشك انهم يعارضوا الخطة الامريكية أحادية الجانب. لقد ساعد الرئيس الأمريكي ترمب -دون ان يعلم – في توحيد القيادات الفلسطينية حيث لبى الثلاثاء ممثلون عن حماس والجهاد الإسلامي ولأول مرة منذ أكثر من عقد دعوة الرئيس محمود عباس للتشاور في مقر الرئاسة في رام الله كما وافق عباس على الذهاب الى غزة للمشاركة في لقاء وحدوي موسع.
سيشكل إعادة تأكيد العرب لمبادرتهم السلمية موقف مؤيد ومتضامن مع الشعب الفلسطيني وسيكون مترتب على ذلك خطوات عملية. فإذا كان العرب صادقون في هذا المجال فلابد من ان يقدم القادة العرب شبكة امان للفلسطينيين والذين هم في مقدمة الدفاع عن الحق العربي في فلسطين.
يجب ان توفر شبكة الأمان العربية حماية سياسية وجسدية للقيادة الفلسطينية من كل الفصائل كما ولا بد من توفير غطاء مالي للفلسطينيين والدول العربية المحاذية لأنها ستدفع ثمناً باهظا إذا ما أصرت على الاستمرار في التمسك بمبادر السلام العربية ولم تتجاوب مع خطة الاستسلام الامريكية/الاسرائيلية.
ومع التأكيد في أهمية تشبث الفلسطينيون بمواقفهم وثوابتهم الوطنية لا بد من توحيد كلمة العرب وعدم السماح لتشرذمها. كما ومن الضرورة ان يكون المعارضة للخطة الامريكية معارضة سلمية لا تنتقل الى اعمال عنف قد يستغلها المحتل للتسريع في عمليات الضم والتهجير.
لا شك ان بعض الزعماء العرب معنيون بعد إغضاب الرئيس الأمريكي والمعروف انه غير متزن في ردود فعله وانه ينتقم من معارضيه ومن أي شخص يخالفه علنا. لذلك من الضروري ان يكون تركيز الجامعة العربية على الأمور العملية في خلق شبكة الأمان وعلى الدفاع عن مبادئها وموافقها ومبادرتها في حماية الحق العربي وعدم الخوض المباشر في عبارات الاستنكار والشجب التي لا تفيد كثيرا والتي قد تخلق تشققات في الموقف العربي والذي نحن بأمس الحاجة الى تجبنها.
كما ومن المهم معرفة خلفية الإعلان الأمريكي الأخير والذي جاء لتجاوز أزمات شخصية للترمب ونتنياهو والتي جاءت أيضا قبل شهر من انتخابات إسرائيلية جديدة وانتخابات أمريكية بعد عشرة أشهر. فليس من الحكمة على سبيل المثل خلق نزاع كبير الان حيث من الممكن ان يكون ترمب ونتنياهو ومن يؤيدهم خارج المنظومة السياسية في اقل من عام من الان. فشراء الوقت من خلال موقف عربي موحد داعم للشعب الفلسطيني قد يفيد أكثر من بيانات نارية لا تقدم أي شيء مفيد للشعب الفلسطيني.
ان ما حدث في واشنطن خطير والمطلوب قرارات وخطط استراتيجية طويلة المدى وليس فقط فزعة انية تغيب بعد انتهاء مفعول بيان صحفي استنكاري. المطلوب اتفاق صادق على الحد الأدنى من الموافق والالتزام الحقيقي في بدل من تقديم ضريبة لفظية غير مفيدة للشعب الرازح تحت الاحتلال وفي خطر الضم التهجير وحكم الابرثايد العنصري.
*كاتب فلسطيني

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير