آه لو بعرف حبيبي بتفكر بمين
د. عادل يعقوب الشمايله
القبة نيوز-عنوان المقال هو مطلع اغنية يغنيها الوطن يوجهها للمواطنين كما المسؤولين. استطاعت فيروز المشهورة بقدرتها الفائقة على فهم العديد من اللغات التي لا تدرس في المدارس، كلغة العينين ولغة البحر ولغة الارز ولغة عصفورة الشجن، وجارة الوادي، أن تفكك لغة الوطن، وان تنقل الينا رسالة الحب والحيرة التي ارسلها.
كلنا نتحدث عن الوطن، ولكن معظمنا لا يعرف على وجه الدقة معنى كلمة وطن. الوطن عند بعضنا مجرد تراب، وعند اخرين الحدود السياسية التي رسمتها سيوف القبائل او جنازير دبابات الجيوش في نهاية صراع بين منتصر ومهزوم، اوعطية وراها جزيه في مؤتمر لتوزيع الغنائم، او كرسيا تهرس قوائمه القلوب من تحته.
او صورة معلقة في خيمة لاجئ مستغرق في تصنيع قارب الابحار، او بيت الشعر الذي يؤي بدويا يتربص بعشبة هنا وبقايا مياه هناك يطاردهما حتى المريخ. او الايادي المتدلية من الاعلى متثاقلة متأففة ببعض الملاليم لمتسول او كسول. او عين ماء تردها الصبايا لملأ قلالهن بالماء وملأ قلوبهن بالعشق. هناك من يولد ويعيش ويموت ويدفن وهو لم يعترف بان المكان الذي سيبعث منه من قبره انه وطنه.
ندرة اولئك الذين يمثل لهم الوطن عملية متكاملة
نحن في الاردن لكل منا وطنه. منا، من مصلحته هي وطنه، ومنا، من الكرسي هو وطنه، ومنا، من القبيلة هي وطنه، ومنا، من المحافظة وطنه. الاردن مجرد بيت عنكبوت، فروة بدون صوف نرميها سريعا عندما يلسعنا البرد.
كيف يكون الاردن وطننا وولائاتنا سورية بعثية، او اخونجية تنبع من مصر ثم تصبح عابرة للحدود، او سلفية تسبر جبال الكتب الصفراء تبحث عن كهف تستقر فيه وتشعل نيرانها من بقايا الحطب واحجار الصوان التي حمتها الاثافي من رياح التاريخ. او عرقية لم يدمل جراحات هجرتها خبز الطابون ولا زيت الزيتون ولا ملايين الدنانير التي تتكدس في البنوك دون ان تبتل بقطرة عرق، أو مجرد جواز سفر.
تغني فيروز رسالة الوطن:
لو بعرف حبيبي بتفكر بمين
تهرب مني، تضيع، وما ارجع الاقيك
وانتا قاعد حدي وعم فتش عليك
وخبي وجي، شوفك مدري مع مين
لو بقدر، لافتش عليك وللاقيك
في الغيم المارق ولا المنفى السميك
اعطيني اهرب منك، ساعدني انساك
اتركني شوف الاشيا، وما تفكرني فيك
بيكفي وانا عندك، اعرف كم خسرت سنين
لو بعرف حبيبي بتفكر بمين
وتغني فيروز عنا
أنا، يا عصفورة الشجن، مثل عينيك بلا وطن
اغتراب بي، وبي فرح، كارتحال البحر بالسفن
أنا، لا ارض لي ولا سكن، أنا، عيناك هما سكني
راجع من صوب اغنية، يا زمانا ضاع في الزمن
من حدود الامس، يا حلما، زارني طيرا على غصن
أي، وهما أنت عشت به، كنت في البال ولم تكن
كلنا نتحدث عن الوطن، ولكن معظمنا لا يعرف على وجه الدقة معنى كلمة وطن. الوطن عند بعضنا مجرد تراب، وعند اخرين الحدود السياسية التي رسمتها سيوف القبائل او جنازير دبابات الجيوش في نهاية صراع بين منتصر ومهزوم، اوعطية وراها جزيه في مؤتمر لتوزيع الغنائم، او كرسيا تهرس قوائمه القلوب من تحته.
او صورة معلقة في خيمة لاجئ مستغرق في تصنيع قارب الابحار، او بيت الشعر الذي يؤي بدويا يتربص بعشبة هنا وبقايا مياه هناك يطاردهما حتى المريخ. او الايادي المتدلية من الاعلى متثاقلة متأففة ببعض الملاليم لمتسول او كسول. او عين ماء تردها الصبايا لملأ قلالهن بالماء وملأ قلوبهن بالعشق. هناك من يولد ويعيش ويموت ويدفن وهو لم يعترف بان المكان الذي سيبعث منه من قبره انه وطنه.
ندرة اولئك الذين يمثل لهم الوطن عملية متكاملة
نحن في الاردن لكل منا وطنه. منا، من مصلحته هي وطنه، ومنا، من الكرسي هو وطنه، ومنا، من القبيلة هي وطنه، ومنا، من المحافظة وطنه. الاردن مجرد بيت عنكبوت، فروة بدون صوف نرميها سريعا عندما يلسعنا البرد.
كيف يكون الاردن وطننا وولائاتنا سورية بعثية، او اخونجية تنبع من مصر ثم تصبح عابرة للحدود، او سلفية تسبر جبال الكتب الصفراء تبحث عن كهف تستقر فيه وتشعل نيرانها من بقايا الحطب واحجار الصوان التي حمتها الاثافي من رياح التاريخ. او عرقية لم يدمل جراحات هجرتها خبز الطابون ولا زيت الزيتون ولا ملايين الدنانير التي تتكدس في البنوك دون ان تبتل بقطرة عرق، أو مجرد جواز سفر.
تغني فيروز رسالة الوطن:
لو بعرف حبيبي بتفكر بمين
تهرب مني، تضيع، وما ارجع الاقيك
وانتا قاعد حدي وعم فتش عليك
وخبي وجي، شوفك مدري مع مين
لو بقدر، لافتش عليك وللاقيك
في الغيم المارق ولا المنفى السميك
اعطيني اهرب منك، ساعدني انساك
اتركني شوف الاشيا، وما تفكرني فيك
بيكفي وانا عندك، اعرف كم خسرت سنين
لو بعرف حبيبي بتفكر بمين
وتغني فيروز عنا
أنا، يا عصفورة الشجن، مثل عينيك بلا وطن
اغتراب بي، وبي فرح، كارتحال البحر بالسفن
أنا، لا ارض لي ولا سكن، أنا، عيناك هما سكني
راجع من صوب اغنية، يا زمانا ضاع في الزمن
من حدود الامس، يا حلما، زارني طيرا على غصن
أي، وهما أنت عشت به، كنت في البال ولم تكن