الارهاب لغة الدم
د. محمد كامل القرعان
القبة نيوز-ما زال التطرف والارهاب لغة حفنة من الحاقدين ، تستهدف دور العبادة وتنتهك حرمة هؤلاء البشر السالمين، بدمهم واداء عباداتهم؛ وكأني بهؤلاء الارهابيين القتلة لا يرتون الا من سفك دماء الابرياء، بغض النظر عن دينهم وعرقهم، هذه تعتبر وصمة عار في جبين هؤلاء المجرمين ضد المتعبدين في دور العبادة الاسلامية والمسيحية، واخرها مشاهد القتل الجماعي لمسلمي المسجدين في نيوزيلندا واعقبها في كنائس سيرلانكا، وهذا الاعمال الاجرامية التي تعبر عن شرير حاقد لا تمثل بلغتها الا لغة الدم وحياة الغاب، واستباحة ارواح البشر، لنشر الحزن والسواد والالم، واحداث فتنة، ومثل هؤلاء الحفنة هم خارج عالم البشرية والانسانية والدين منهم براء عن كل الأديان، واليوم هنالك كراهية نشهدها تنطلق بثوب جديد والة جريئة وطريقة مقززة، ومسؤولية مقاومة هؤلاء يتحملها انفسهم ودافعيهم، ولا بد من استخدام ادوات حديثة لمحاصرة هذا الشر وهذا السواد ، بمزيد من مقاومة التطرف والعنف والقتل سواء كان مبني على دين او سياسة او ايدلوجية ، ومحاربة هذه الاشكال عبر توظيف كل الأدوات الدينية والتطبيقات الذكية، ومنصات التواصل الاجتماعي ، والاعلام ودور العبادة التي تعكس جميع الاديان لتوضيح للعالم هذه الدوافع وهذه الكراهية ، والجهل، المبني على الحقد والخبرة ، وضرورة استخدام اسلوب فني ومنظم للقيام باستهدافات هذه الطوائف الدينية بعينها ، وتعزيز دور منابرنا الدينية المسلمة والمسيحية ، للتصدي لمثل هذه الأعمال الأرهابية الاجرامية المرفوضة والتي اودت بحياة ابرياء مسيحيين ومسلميين ، والتأكيد على أن اي اعتداء من أي نوع على هؤلاء هو اعتداء على كل انسان صالح ، ولا بد من تقوية مناعة المسلم والمسيحي بالشرق والغرب لعدم الالتفات لمثل هذه الاعتداءات واسلوب الكراهية ، كما انه من المهم التعاطي مع هذه الأشكال الأرهابية من خلال اولا : رفضها دينيا واخلاقيا وانسانيا ، وثانيا : تشميس اي شخص يرتكب هذه الاعمال والبراءة منه واعماله ، وثالثا : ان يكون مصابنا واحد مسلمين ومسيحين وفرحنا واحد، وتعزيز اواصر علاقات الود والمحبة والتعاضد بين اطيافنا وذلك لاغلاق الباب امام اي شخص تسول له نفسه الاساءة لأي طرف على حساب الاخر ، وايضا حفز منابرنا الدينية ومدارسنا وجامعتنا للتصدي للارهاب وخطابه وتطرفه ببرامج ممنهجة ومدروسة تحاكي العقل لمثل هذه الآفة وهذه الآلة الحاقدة الساعية لقطع شريان الحياة ، واشاعت السواد والفوضى واحلال لغة الدم ، لتنعم هي بمخططاتها وغاياتها المدمرة .كما انه من الضرورة استهداف فئة الشباب الاكثر عددا وعدة في برامجنا التوعية التثقيفية الحكومية والاهلية ، لبيان كلمة سواء وايضاح حقائق الاديان الناشرة للسلام والمحبة ،فيجب التعاطي مع كل الاحداث الدموية بالرفض الى جانب التوعية والتتبيه لما يجري وعدم الانتماء للغة العنف والارهاب والانتقام ، وعلى المستوى الاردني فياحبذا ، تتضاعف جهود الدولة كما بدأت، في السابق كأول الدول في محاربة الارهاب والتطرف والمغالاة ، ضرورة المضاعفة من جهودها الذي يصب في هذا الاتجاه ؛ العديد من المؤتمرات والفعاليات والاعمال التي اطلقتها عمان للعالم لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية وتقاربها مع الاخر وتحريم الدم والعنف بالعقاب بالنار وجهنم وساءة مصيرا ،كلمة سواء رسالة عمان اطلقت برعاية ومبادرة شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني سبط الرسول صل الله عليه وسلام انطلاقا من مسؤوليته الدينية والشرعية كوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف ، وهنا تتجلى رسالة عمان في اهدافها الانسانية وخدمة للبشرية جمعاء ، وما تقوم به اسرائيل ضد الاقصى والفلسطينيين العزل ما هو ارهاب وتطرف وحقد امام مرأى العالم دون تحريك ساكن، فهو ارهاب بعينه ايضا ، ومن هنا فنحن نستنكر كل عمل ارهابي جبان ضد اي ديانة او عبادة او انسان فهذه حرية لكل انسان ، لا يحق لاي احد ان ينصب نفسه قاض وحاكم ووصي على الدين ، فالدين لله يحاسبه عليه الا الله سبحانه وتعالى وحده ، واليه ترجع الامور .