حقوقنا كشباب ..
- تاريخ النشر : 2019-02-16 14:39:36 -
القبة نيوز-يحظى اليوم أمر الشباب الأردني رعاية ملكية سامية عند جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وسمو الأمير الحُسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ويأخذ أمر الشباب أيضاً مكانة كبيرة في أجندة الحكومة، وتحديداً الحكومة الحالية.
الرعاية الملكية التي تمثلت بكثير من الأمور أهمها المبادرات الملكية التي أطلقت للشباب لتحقيق أهداف عديدة تحقق متطلبات واحتياجات الشباب الأردني والنداء دوماً لدعمهم وأستذكر تأكيد جلالة الملك قبل أيام في لقاءه مع محللين في الشأن المحلي والإقليمي على " ضرورة تشجيع الشباب على الانخراط في الحياة السياسية، ليكون لهم دور أكبر في عملية صنع القرار " ، كما أن الحيز الكبير الذي يأخذه الشباب اليوم في أجندة الحكومة، قد يكون مليئاً حقاً بالخطط التي تخدم الشباب إن نُفذت، لكن قد تكون أيضاً هذه الخطط مخالفة للتوقعات والإحتياجات الحقيقية للشباب، فغياب الشباب عن المشهد المعني بهم أمر خطير ويهدد نجاح أي مشروع أو برنامج شبابي، فالشباب اليوم هم الأكثر قدرة على تحديد التحديات التي تواجههم، وأيضاً الأكفئ في معرفة طرق تجاوز هذه التحديات، وما ينقصهم هو الدعم الحقيقي لتحقيق كل ما سبق وأهم أشكال الدعم هو الدعم في تذييل المعوقات التشريعية والإدارية .
المتطلبات والإحتياجات الكثيرة لدى الشباب الأردني، الذي يشكل ما نسبته ٧٠% من تركيبة المجتمع الأردني، هي متطلبات اساسية وإحتياجات مهمه وجب توفرها منذ نشأتهم كالتعليم مثلاً، وفترة مابعد التعليم، وحالة التوقف عن التعليم، فالشباب اليوم يُجمع على أن البيئة التعليمية بحاجة للتطوير، بداية من المناهج التعليمية الى أن نحقق بيئة آمنة محفزة ومعززه ومُستثمره للطاقات، بيئة تُنمي ثقافة الديموقراطية، والتطوع، والإبتكار، بيئة تحقق المواطنة الصالحة بعيداً عن ما يسمى التهميش الذي لا اؤمن بوجوده بقدر ما اؤمن بأننا مستهدفون كشباب في العالم أجمع، وأقتبس من خطاب سمو الأمير الحُسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في مجلس الأمن الدولي الذي قال فيه : " وكثيرا ما يتم الحديث عن الشباب على أنهم شريحة مهمشة، واسمحوا لي بأن أقول إن الشباب ليسوا شريحة مهمشة، بل هم شريحة مستهدفة، مستهدفة لطاقاتهم الهائلة، لثقتهم بأنفسهم، وبأنهم قادرون على تغيير العالم. لذلك، فهم يبحثون عن فرص تُستَثمَر فيها طاقاتهم، وحين يصطدمون بغياب الفرص، يتحول طموحهم إلى إحباط تستهدفه تلك الفئات التي تبحث عن وقود لأجنداتها"
نحن جزء لا يتجزء من هذا العالم الذي أصبحنّا نعيش في تحدياته المختلفة وتحديداً التحديات الإقتصادية، حيث اعتادت مسامعنّا على مصطلحات وأسماء لم تكن يوماً متداولة بيننّا كاليوم، كالبنك الدولي مثلاً!
وما يخرج من تصريحات يومياً ( حقائق وإشاعات ) متعلقة فيه، وإقاحم إسمه في كثير من الردود على أسئلة وجهت مطالبةً تبريراً لشيء ما .
العالم برمته يتوقف على الشباب و قدراتهم، ورؤية الأردن ونهضته تعتمد على سواعد شبابنا وطاقاتهم، إيماناً بهم بأنهم هم مصدر القوة الحقيقي في كل شيء وتحديداً الحركات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
الشباب اليوم يكافحون من أجل حقوقهم وهويتهم في المجتمع، يكافحون مشاكلاً كبرى كالبطالة والتعليم والفقر وغيرها من المشاكل التي تواجههم اليوم، يكافحون ما سبق وهم يميزون بين الحقوق والأهداف، ويعلمون أن حقوقهم أصبحت أهدافاً وأحلاماً يناضلون من اجلها اليوم .
أحد هذه الحقوق التي تنعكس فائدته على أردننا الذي يكبر بشبابه، هو الإيمان بالشباب كصناع للقرار وإدماجهم في العمل المؤسسي والحكومي وإشراكهم في صناعة وإتخاذ القرار من خلال تأهيلهم وإعطائهم الفرصة تدريجياً لذلك لتصبح مشاركة الشباب لا تقتصر على الحضور فقط، وإنما المشاركة فعلاً في التخطيط والتنفيذ والمتابعة لبرامج وخطط النهضة والتطوير، فهم الاقدر على معرفة التحديات التي تواجههم وهم القادرين على معرفة طرق تجاوزها.
المجتمع اليوم يعيش في جزئيتين، جزئية الحقوق وجزئية الواجبات وهذا يؤسس لمجتمع متوازن يعطي ما عليه ويأخد ما له لذلك فإن عملية الاستثمار بالشباب ورعايتهم حق لهم وواجب على الدولة فمن هنا يمكن القول إن هناك اربع واجبات أساسية تقع على الدولة وهي التعليم والتدريب والتشغيل والترفيه، فقيام الدولة بالواجبات هذه وتحديداً الثلاثة الأولى، يحفظ للشباب هويتهم من الضياع ويحفظ أحلامهم من التلاشي، فحق التعليم في العالم أجمع يعتبر من أكثر الحقوق إهتماماً في تحقيقه وتوفيره لدى الشعوب، فهو الركيزة الأساسية للبناء والتغيير والتنشئة الصحيحة على المواطنة وبناء الشخصية الإيجابية للطلبة ودعم الطلبة في الإبتكار والثقافة والرياضة والتطوع وغيره، والتعليم يرتبط في التدريب كغيره من الواجبات التي تركتز على بعضها لتحقيق ذاتها، فتوفر التدريب الحقيقي بكافة أشكاله للطلبة من خلال توفير مختبرات علمية حقيقية وحوسبة المنهاج وإدخال التكنولوجيا في التعليم، والصالات الرياضية، وتعزيز الثقافة لدى الطلبة وغيره، يساهم في ترسيخ وتقوية ما تعلمه الطلبة نظرياً، عملياً !
كما أن مشاريع التدريب يجب أن تشمل الشباب الذين لم يكملوا التعليم بشكل حقيقي وفعلي، بعيداً عن مشاريع الريادة والتشغيل التي مازالت ترتكز على برامج تقليدية قديمة، فأي بطالة تلك التي ستنتهي بدورات تصنيع الحرف اليدوية والخياطة ؟ وأين سيُشغل كل هؤلاء المتخرجين من هذه الدورات التدريبية ؟
بالتأكيد لن نضع المسؤولية على " التشغيل " فأي فرصة تتاح لهكذا مهارات، ولهكذا مهن، وحتى لخريجي الجامعات من التخصصات التي تُدرس اليوم رغم وجود عشرات الآلاف من الطلبة الحاملين لشهادة البكالوريس في ذات التخصص بلا عمل .
كل هذا وأكثر يؤكد ضرورة التعاون والتنسيق والتواصل بين مؤسسات الدولة في التخطيط لمشاريع النهضة وغيرها من المشاريع التي تحقق النهضة .
ونهاية قد لا نطالب اليوم كشباب بتوفير الواجب الأخير المترتب على الدولة وهو " الترفيه "، فنحن كشباب وأقولها وأنا لست محبطة إطلاقاً وإنمّا أنظر بوعيّ شديد، أن آخر ما نفكر فيه اليوم كشباب هو الترفيه، فجل تفكيرنّا يرتكز على ما سبقه من واجبات نأمل أن تحقق، وستحقق بإذن الله، ثقة بقيادة الأردن وبشبابه وبطاقات شبابه التي كسب الرهان دوماً من راهن عليها .
تابعوا القبة نيوز على