اعترافات خلية السلط - الفحيص الإرهابية
- تاريخ النشر : 2018-09-17 11:52:55 -
الدكتور محمد طالب عبيدات
القبة نيوز- من على شاشات التلفزة ظهر إرهابيو خلية السلط والفحيص الذين تم ضبطهم من قبل أجهزتنا الأمنية البطلة؛ وأدلوا باعترافاتهم بتورّطهم في جريمة الاعتداء على دورية الأمن والتخطيط لعمليات إرهابية مستقبلية على مواقع إستراتيجية، ولإعترافات هؤلاء المجرمين معاني ودروس كبيرة مستفادة، وجُلّها تؤشّر إلى أن وطننا الأردن مُستهدف وعليه تحدّيات جسام تُوجب علينا جميعاً رسميين وشعبيين أن نكون في خندق الوطن الأشم.
فالأفكار التكفيرية والمتطرّفة التي يحملها ويؤمن بها هؤلاء الإرهابيين –والذين جُلّهم يحملون تخصصات علمية- وليسوا حصراً على أي تخصص كان، هذه الأفكار تجعل منهم أعداء لكل مواطن أردني شريف، لأنهم يستهدفون كل الناس، ولأنهم ببساطة يُغرّدون خارج سرب النسيج الإجتماعي الأردني ووحدته الوطنية وإنتماءه لوطنه، وإن كانوا أردنيون أقحاح بالهوية.
و تنوّع المجتمع الأردني ديمغرافياً وضلوع القليل منهم في عمليات إرهابية هو كنتيجة للفكر الظلامي والظلالي الذي يغزوا الشباب ويجعل منهم أصحاب أفكار سوداوية في بيئات مؤاتية، وهذا بالطبع يؤكّد أن الإرهاب لا دين ولا تخصص ولا ديمغرافيا ولا بيئة ولا مكان ولا زمان ولا أي شيء ممكن حصره فيه، لا بل أنه سلوك فردي من أشخاص متقوقعي الفكر وأحاديي التفكير وظلاميي التوجّه ومرتزقة للغير.
وما إعترافات عناصر الخلية الإرهابية بتصنيع عشر كيلوغرامات من المتفجرات وصناعة نماذج طائرات تتحرّك بالريموت كونترول وتحمل متفجرات إلا مؤشّر لاستخدامات تكنولوجية عصرية متقدّمة تحتاج للتنبّه لها من قبل كل الجهات، لا بل هذا تأكيد بأن المعرفة بهذه الأشياء ربما تقود البعض منهم لأفعال شيطانية أكبر وأكثر تقنيّة.
وحيث إن العناصر الشبابية كانت تطغى على الخلية الإرهابية؛ فإن ذلك يُؤشّر لخطورة مرحلة الشباب حيث التطرّف والغُلو عند البعض كنتيجة لإستغلال الإرهابيين لحالات البطالة والفقر التي يعاني منها خريجو الجامعات والذين ينظمّون لطوابير العاطلين عن العمل كنتيجة لسوء إختيارهم لتخصصاتهم وعدم المواءمة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل وعدم امتلاكهم المهارات اللازمة لذلك، وبالطبع هذا موضوع آخر يحتاج أن يُفتح ملفه على مصرعيه.
وحيث إن فكر الخلية الإرهابية متطرّف والدليل أنهم تكفيريين ولديهم أمير داعشي من وراء الكواليس؛ ويحاولون تشكيل خلايا لغايات ممارسة الإرهاب ونفث سمومهم.، فعلينا واجب وطني لمواجهة هذا الفكر السوداوي بفكر وسطي يوجّه الباب له لغايات بناء جيل مؤمن بتراب هذا الوطن ولا يقبل أن يساوم على أمنه ومنجزاته الحضارية.
واعترافات الإرهابيين أشارت إلى أنه لا توجد منشأة وطنية بمنأى عند أيديهم العفنة؛ حيث التهديدات والتخطيط لكل مؤسسات الوطن الأمنية والسياسية والعسكرية وغيرها، لأنهم معول هدم لا بناء، وأمثال هؤلاء ظالين ولا يعرفون جادة الصواب، فالحذر واجب منهم وأمثالهم.
اليوم قبل الغد، نحتاج لفكر وسطي يكبح جماح حالات الغلو والتطرّف ويناكف أي أفكار سوداوية أو ظلامية؛ وإلا فإنّ حالات التطرّف ستزداد أكثر كنتيجة لاستغلال البعض لحالات البطالة والفقر عند معظم الشباب، كما نحتاج لتعظيم تكاملية أدوار المنابر الدينية والشبابية والثقافية والاجتماعية والتعليمية وغيرها في سبيل توعية الشباب ضد الأفكار المتطرفة والسوداوية وضرورة ترسيخ الانتماء الوطني على الأرض بالفعل لا بالقول.
وهذه فرصة مواتية لنشكر بملء أفواهنا أجهزتنا الأمنية على جهودهم قبل وإبّان وبعد ضبط العملية الإرهابية الجبانة، فهؤلاء النشامى من أبناء الوطن يقدّمون الغالي والنفيس في سبيل أمن وإستقرار هذا الوطن، والرحمة أيضاً للشهداء الأبرار في كل مواقع الشرف والبطولة.
ومطلوب من الحكومة أيضاً السعي لجلب الإستثمارات لتشغيل الشباب العاطل عن العمل؛ وكذلك مطلوب من القطاع الخاص المشاركة في تشغيل الشباب لغايات أن لا يدعوا فرصة للإرهابيين للنيل من إنتماء هؤلاء الشباب لوطنهم.
وبصراحة، فالتطرّف صناعة وبيئته عفنة وتستخدم الشباب الجامعي وغيرهم لتنفيذ عمليات إجرامية جبانة لإستهداف هذا الوطن من خلال أبناءه لبث سموم الفتنة والمؤامرة عليه؛ والحذر والعِظة والانتباه ومناوءة الفكر المتطرّف واجبة؛ ومطلوب مواجهة التكفيريين والمتطرفين والإرهابيين على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والفكرية ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً.
تابعوا القبة نيوز على