facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

قراءة في المشهد الداعشي

قراءة في المشهد الداعشي

 لورانس المجالي

القبة نيوز-بعد ان مني التنظيم المزعوم بهزيمة نكراء في سوريا والعراق وتقهقر كوادره عبر الخطوط الحدودية المختلفة والبحث عن بيئة تصلح لاعادة التدوير للفكر والحشود حيث كانت بوصلة التنظيم المناطق الاقرب لنوعية الحياة مثل افغانستان وليبيا ومن اصل عشرين الف ظلامي ممن تبقى بعد التضييق خرج عدد كبير من الاجانب وعاد بعض الظلاميين ضمن محاولة بائسة الى دول الجوار السوري والعراقي ومنها الاردن وعلى ما يبدو انها خطة لصناعة بيئة يمكن التموضع فيها على امل استغلال موجة الشائعات وقراءة مشوهة للعلاقة ما بين المواطن والدولة وقناعة البعض منهم ان شرارة قد تخلق متعاطفين وهكذا يصنع ما يسمى بالفوضى الخلاقة .

ومن هنا كانت العملية الأخيرة تحمل عشرات التسائلات واهمها كيف لهذه المجموعة ان تمتلك كل هذه الامكانيات وتستغلها وتخزنها كيف لهذه المجموعة ان تكون بعيدة عن انظار الاجهزه الامنية وكيف حملت العملية كل هذه الخسائر ولماذا لا يكون هناك دفع شعبي للتصدي لمثل هذا الحراك الظلامي الا انني وجدت نفسي أجيب على بعض الاسئلة لمجرد تتبع خطوات تنظيم داعش المتعاطفين معه وهنا بعض الإجابات المبنية على التقصي للاحداث داعش تنظيم متفرع عن القاعدة ومازال التواصل ممكن والتعاطف متوفر وهذا يبرر وجود متعاطفين يحاولون تعبيد الطريق لفلول التنظيم لدخول الاردن .

واما الامكانيات فنحن نتعامل مع كوادر مدربة قادرة ولديها الخبرة من الحرب السورية والعراقية على استغلال المنتجات المحلية وصناعة متفجرات واحزمة ناسفة ومواد كيميائية وهذا يبرر وجود متفجرات ومواد قاتلة . اما الخسائر ويستوقفني ما يسمى بتكتيك حرب العصابات حيث ان لكل فصيل طريقة في المجابهة تختلف عن الاخرى وهذا يفسر اختلاف الطريقة والاسلوب بين خلية اربد وخلية الكرك وخلية السلط والتنبه والتجهيز الذي لم يكن في سابقاتها .

ودعوني ادق ناقوس الخطر لنوعية المتورطين فنحن ومنذ بداية الحرب على الارهاب لا نتعامل مع فرقة جاهلة مغرر بها بل مجموعة من الشباب المتعلم ولديها دعم مادي وغير ملتزمة بشكل كبير دينيا وهذا يدل على ان النوعية اختلفت ونحن نتعامل مع عصابات تخريبية تبحث عن مناخ وبيئة وارض للتكاثر وتنتشر وتمتهن تجارة المخدرات والسلاح والدعارة والقتل بالانابة بالاضافة الى استغلال الدين في شرعنة الخطوات القادمة واعتقد ان الفئة المستهدفة لهذه العصابات هي ارباب السوابق والعاطلين عن العمل ومدمني المخدرات وضعاف الانتماء والنفوس ولذلك تكمن مسؤولية المؤسسات الاجتماعية والدينية والشبابية في محاصرة هذه العصابات وافكارها والتصدي لها بالفكر والمنهج وتقديم رسالة دينية راشدة في ظل الامام القدوه واخلاقية ووطنية راشدة ايضا تدعم قوام صمود المجتمع في وجه التغيرات الايدولوجية المصحوبة بموجة من الجشع والفتنة .

جميعنا يعلم ان لزلازل توابع متقطعة وقد تكون قوية احيانا ولكنها غير مترابطة وهذا مايجب ان نأخذه نصب اعيننا انقطاع دور القيادة والمحرك لتلك الجماعات وهنا مسؤولية اخرى على الاجهزه الامنية في صناعة جهد شعبي رديف يقدم سلسلة من المعلومات في خدمة محاصرة هذه الفئة ويرافقها حملة اعلامية محكمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الخصوص لتقدم رسائل التوعية وتدعم منافذ التواصل المباشر ومعالجة التشوهات الفكرية من خلال رصد ردود الفعل ودراستها وتحليلها وتمريرها لخلية الازمة للتعامل معها وقياس الخطط المستقبلية ومدى نجاعتها .

اننا اليوم نتعامل مع شبح وظلال لا تقاتل وجها لوجه بل تندس عبر الهواتف وفي بيوت العبادة والجامعات والمدارس والنوادي والتصدي لها يجب ان يكون بنفس الطريقة ونذهب ابعد من ذلك لحماية الاردن من هذا المد الاسود الذي تتغير الوانه بطريقة تحتاج للتنبؤ والحذر منا جميعا .

حفظ الله الاردن ارضا وقيادة وشعبا وجنبه الفتن والمحن ونحن مجتمع الخير فينا الى يوم القيامة ومن غشنا فليس منا فكيف من ارهبنا وقتلنا وافسد في الارض . لدينا ايمان بالله تعالى اننا اهل حق واعتدال وايمان بقيادتنا النقية القريبة منا الخالية من سفك الدماء وهتك الاعراض وظلم العامة واجهزتنا الامنية القوية الحذرة وجيشنا الباسل المصطفوي العربي وشعبنا الواعي والمثقف المنتمي و ان ارضنا ستبقى واحة سلام وشبابنا لن يكونوا في يوم ذخيرة للفتنة والخراب .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )