كندا والسعودیة..النفاق والعنجھیة إذ یختصمان
- تاريخ النشر : 2018-08-08 22:55:28 -
أسعد العزوني
القبة نيوز- لا توصیف منطقیا لما یجري بین كندا والسعودیة ،سوى ان النفاق والعنجھیة یختصمان ،بدون ان یكون لأي منھما مبرر منطقي للخصومة،فكندا التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان ودخلت على السعودیة من ھذا الباب ،تعد داعما قویا وأساسیا لمستدمرة إسرائیل الخزریة الصھیونیة الإرھابیة،كما ان السعودیة التي فجّرت قضیة السیادة وحرصھا على عدم السماح لأحد بالتدخل في شؤونھا ،تفتقد ھي الأخرى لأي مصوغ من مصوغات المنطق ،لأن ملفھا ومنذ المقاولة الشھیرة یحصى من تدخلات مصیریة في شؤون الآخرین وصلت إلى حد الشطب.
بین مؤسسھا عبد العزیز والمندوب السامي البریطاني بیرسي كوكس ،یعج بما لا لا یحق لكندا حصر إھتمامھا فقط بالمعتقلین والمعتقلات في السعودیة ،وتنصب نفسھا وكیلة مارتن لوثر كینغ ،فھي والغة في إنتھاكات حقوق الإنسان التي یتعرض لھا الشعب الفلسطیني على ید الإحتلال الصھیوني على الأقل منذ قیام مستدمرة إسرائیل عام 1948،ومن ینظر إلى ملف الرعاة العالمیین لمستدمرة إسرائیل یجد أن كندا تحتل رقما متقدما في ھذا المجال،ولذلك فإن ما أقدمت علیھ كندا ردا على ما تقوم بھ السعودیة ،لم یكن مدروسا ولا موفقا ،لأن فاقد الشيء لا یعطیھ ،وعلیھم معرفة أن سیاسة إزدواجیة المواقف فاشلة ،وتنعكس سلبا على من یمارسھا ،ولو شھدنا موقفا كندیا مماثلا من مستدمرة إسرائیل ،لصفقنا لھا عند وقوفھا في وجھ السعودیة.
أما بالنسبة لردة الفعل السعودیة وإستخدامھا سلاح المقاطعة في علاقاتھا مع الدول ،فھذا بحد ذاتھ مؤشر على فشل وعجز دبلوماسي لا یمكن تبریره ،لأن السعودیة أبعد ما تكون عن مفھوم السیادة ،فھي رائدة إختراق ھذا المفھوم ،بإمتلاكھا سلاح البترودولار ،وآخر إنكسار مارستھ أمام المتمسح بالإنجیلیة والجمھوریین الرئیس ترامب ،كان بمنحھ 460 ملیار دولار عدا ونقدا ،علاوة على 100 ملیون دولار لزوجتھ میلانیا دعما لصندوقھا الخیري ،والعدید من الھدایا الثمینة التي لحقت بترامب في الباخرة لعجز الطائرة عن حملھا ،وإقامة حفلة رقصة السیف بكلفة 750 ملیون دولار للیلة واحدة ،ولا نعلم حتى الآن قیمة النقوط التي قدمت للساحرة إیفانكا زوجة الیھودي كوشنیر، المحرك الرئیس للدب الداشر وراسم سیاسة السعودیة في عھد ترامب.
لا علاقة للسعودیة بالسیادة ولا بحقوق الإنسان ،ولا تعترف بحسن المجاورة ولا تقیم وزنا لأحد،لأنھا تعلم ان سلاح البترودولار التي تمتلكھ قادر على شل قدرات الخصوم ،ولكن إلى حین ،لأن اللاعب الجدید على الساحة السعودیة لا یفقھ قواعد اللعبة الصحیحة وبالتالي نال لقب الدب الداشر بطلاقة. كانت السعودیة ومنذ العام 1915 أول من وقع على التنازل عن فلسطین، وأسھمت بإفشال أي مد قومي في المنطقة وخلقت أذرعا لمواجھة أي حراك عربي ینقلنا إلى واقع أفضل ،وھي التي أفشلت الثورة الفلسطینیة بتوھیم البعض أنھا قادرة على الضغط على واشنطن للحصول على دولة فلسطینیة ،إلى ان دمرت كل العمل الفدائي الفلسطیني،ولم یحصل الفلسطینیون على الدولة المعھودة .
ولا ننسى ان السعودیة ھي التي ورطت العراق مع إیران في حرب دامت ثمانیة أعوام،وھي التي ورطت الكویت مع العراق للي ذراع الكویت الناھضة ،والقضاء المبرم على العراق وفق الخطة الصھیونیة ومعتقد المؤسس عبد العزیز،وھا ھي تعیث فسادا في الیمن تنفیذا لوصیة عبد العزیز،كما انھا أضرمت النیران في سوریا ، وتعمل على تخریب مصر ،وكانت قد بدأت تخریبھا في الجزائر بتمویلھا الإرھاب الأسود الذي ضرب الجزائر لعشریة دمویة. السعودیة تعمل حالیا على تدمیر إیران من خلال تنفیذ صفقة القرن التي تشطب القضیة الفلسطینیة لصالح الصھاینة ،والأردن الرسمي لصالح آل سعود ،وقد حاصرت قطر وتھدد دولة الكویت وسلطنة عمان،وتحاصر الأردن مالیا ،وحاولت إغتیال جلالة الملك عبد الله الثاني بإرسال عشرات ضباط المخابرات تحت ستار الإستثمار لكن الله سلم ،وتبین ان ھناك شراكة سعودیة إسرائیلیة لتنفیذ العملیة.
مجمل القول أن كندا والسعودیة اللتان تتصارعان قد جانبھما الصواب ،وكان أولى بھما مراجعة سیاساتھما المعلنة ،قبل تفجیر مواقفھما التي لا تبتعد كثیرا عن إثارة الغبار وخاصة في الموسم الخماسیني.
تابعوا القبة نيوز على