facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

لماذا لم يكمل الرزاز جملة ابن خلدون؟

لماذا لم يكمل الرزاز جملة ابن خلدون؟

القبة نيوز-كان مدهشا استشهاد رئيس الوزراء عمر الرزاز بجملة ابن خلدون في مقدمته. ما لم يكن مدهشا ما فعله الرزاز بالفقرة.

قال الرزاز: 'الملك بالجند، والجند بالمال، والمال بالخراج، والخراج بالعمارة، والعمارة بالعدل..'. ثم سكت. لكن ابن خلدون لم يسكت هنا. زاد على ذلك بالقول: '.. والعدل باصلاح العمال، واصلاح العمال باستقامة الوزراء...'. لا يخضع الرزاز لمثل 'يكاد المريب ان يقول خذوني'. لكن الناس استذكرته وهي تنتبه 'لويل للمصلين..' الرزاز يريد تحقيق العدل لتحصيل الخراج، على مبدأ ابن خلدون، هذا ما فهمه المستمع من توقفه عندها، لكن على نمط التشريعات الحكومية في الاردن. يقوم المسؤول بكل ما يلزم لتحصيل ما يجب على المواطن ان يدفعه، ثم يقف عند هذا الحد، من دون ان تتعامل التشريعات والتطبيقات مع ما يجب على المسؤول القيام به. ما كان إشكاليا في استشهاد الرئيس هو: كيف يريد ان يحقق العدل، من دون استقامة الوزراء واصلاح العمال؟ خياران اثنان يفسران صمت الرزاز، الاول: إما أن وزراء الحكومة قد استقاموا على الطريقة، وبالتالي يكون اصلاح العمال أمرا محققا مسبقا، فيحل العدل ويأتي الخراج، ويعيش الناس في سبات ونبات..  أو – وهذا الخيار الثاني - ان الرزاز لم يرغب – تواضعا - بمدح نفسه ومن خلفه فريقه. مقولة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، كانت أوضح من تفسير الرزاز لها، فاشترطت استقامة الوزراء في البداية لتحقيق الخراج بالتالي، وتجاهل الرئيس للقاعدة الاساس في النظرية، يعني أن لديه نظرية أخرى لتحقيق العدل، تمكّنه من الاستغناء عن 'استقامة الوزراء'، لكنه لم يفصح عنها أمامنا.. ربما.

 

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير