رسالة تاريخية من أحمد قطيش الأزايدة تكشف قوة الموقف الإسلامي في مواجهة العدوان الأمريكي
القبة نيوز - نشر نجل القيادي والسياسي الأردني الراحل أحمد قطيش الأزايدة، أسامة، نصّ رسالة ردّ فيها المرحوم أحمد قطيش على طلب السفير الأمريكي آنذاك ترتيب لقاء بين النواب الإسلاميين وأعضاء لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس الأمريكي الذين كانوا في زيارة إلى الأردن أثناء شنّ العدوان على العراق.
والمرحوم أحمد قطيش الأزايدة مهندس وسياسي أردني، ترأس بلدية مادبا عدة مرات قبل أن يرأس كتلة الحركة الإسلامية في البرلمان عام 1989، حيث حصل على مقعد في مجلس النواب بنتيجة 5953 صوتا، لكنه توفي بعد عامين من دورة مجلس الأمة عام 20 /6 /1992، حيث دقت اجراس كنائس مادبا حزنا على شخصية إسلامية، إذ كان شخصية اجماعية على امتداد الأردن.
وتاليا ما نشره أسامة أحمد الأزايدة:
من أصول الخطاب السياسي:
من السهل الممتنع ان تحافظ بخطابك على مبادئك بقوة و صلابة و بنفس الوقت لا يظهر منه عدم قبولك للاخر .
وجدت في أرشيفي رسالة تعود الى عام ١٩٩٠تتضمن رد من المرحوم احمد قطيش الى السفير الامريكي روجر هاريسون على رسالته التي يطلب فيها ترتيب لقاء بين النواب الإسلاميين ورئيس واعضاء لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس الامريكي والذي كان يزور البلاد اثناء شن العدوان على العراق .
ما يلفت نظر القارئ هو أصول أدب الخطاب السياسي من جانب ، و قوة و صلابة الموقف من جانب اخر ، تتضمن هذه الرسالة دروسا في الانفتاح الثقافي السليم بما يعكس وعي المخاطِب بأن أدب الخطاب يجدي و يوصل الرسالة السليمة فيرفض لقاء أعضاء الكونجرس بهذه القوة و هذا الأدب.
وجود هذا النموذج من القيادات الاسلامية التي تحسن الخطاب كان مانعا من محاولات (شيطنة الاسلاميين )فلا يجد الخصم مبررا او وسيلة لتشويه صورتهم .
تاليا نص الرسالة :
"كنا نتمنى الا يكون هناك موانع تحول دون مثل هذا اللقاء ذلك ان ديننا يوجب علينا ان نخاطب الناس بالحسنى وان نسمع منهم وان يستمر التواصل بين الشعوب والدول, الا ان الجرائم التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة وتسخر لتنفيذها مؤسسات الامم المتحدة ودول العالم الثالث وثروات الشعوب لتحطيم قوة امتنا العربية والاسلامية وخاصة تلك الحرب الظالمة التي شنتها امريكا على اخواننا في العراق والجرائم البشعة التي ارتكبتها ضد الاطفال والنساء وتدمير المنشأت المدنية والاقتصادية والعسكرية, وسياستها العدوانية في دعم دولة اسرائيل ضد شعبنا في فلسطين , وقرارات الكونغرس المتلاحقة ضد الاردن والامة العربية والاسلامية ودعمها للأنظمة الدكتاتورية القمعية في بلاد العرب والمسلمين, فإننا ولهذه الاسباب نجد ان اللقاء الذي تشيرون اليه غير مجد, ولذلك ((فإننا نعتذر عن مثل هذا اللقاء)) ونتمنى ان تدرك حكومة الولايات المتحدة انها من خلال سياستها العدوانية تدخل صراعاً طويلاً مع شعوبنا".