قاسم الحجايا يكتب : الملك يقود باقتدار ثورة الشعب البيضاء
القبة نيوز: كتب قاسم الحجايا
كلما اشتدت الخطوب ،يرتقي الاردن، ويصبح اكثر قوة ، وتزداد اللحمة بين القيادة والشعب ، في معادلة غريبه عجيبه لاتتوفر الا في هذا الوطن، الذي اسسه الهاشميو ن الاوائل، ليكون منارة لاشقائه ، وشوكة دامية في قلوب اعدائه ، ومنبرا عربيا اسلاميا وسطيا اصيلا، لايمكن ان يزايد عليه احد. هذا هو الاردن منذ ان كان ، قبل سبعة عقود، يشتد عوده، وتتعاظم قدراته، كلما اجتاز ازمة كانت تكفي لاسقاط دولة اكبر واثرى واقوى من الاردن ، لكن كل هذه الازمات ، فشلت في ايقاع الاذى بهذا الحمى العروبي الهاشمي ، بل جعلته امضى عزيمة ، واكثر قوة ، وضاعفت من تاثيره العربي والاقليمي بل والدولي ايضا . ومثلما عانى الاردن سابقا من ازمات قاسيه فانه عاني خلال النصف الثاني من الاسبوع الماضي من ازمة حولها الاردنيو ن الى انتفاضة مباركة وثورة بيضاء ،بعد ان اعتقد اعداء الوطن، انها بداية النهاية ،ولكن امالهم الشيطانية خابت، حين التحمت كل مكونات النظام الاردني - قيادة وجيشا وشعبا واجهزة امنية ومؤسسات - في بوتقة واحده ، وحولوا الآزمة الى انتفاضة مباركة تبناها القائد ، ليبقى الاردن قلعة هاشمية اردنية حصينه لمواطنيه ،ولكل قوى الخير والمحبة والسلام والعدل في العالم . وليس من باب الصدف ان تتحول الازمة الى انتفاضة مباركة وان يؤطرها الملك في ثورة بيضاء ، وان تتفاعل نتائجها ايجابيا ، عربيا واقليميا ودوليا ، وان تتحول الى خطة طريق لبناء الاردن الحديث، وفق رؤى وتوجهات الاردنيين ، بحيث اصبحت جزءا من برنامج عمل رسمي، ضمنه الملك كتاب التكليف السامي لحكومةعمر الرزاز لتنفيذه . لقد جاءت انتفاضة الاردنيين الاخيرة ،عشية احتفالاتهم بمناسبات عزيزه على قلوبهم، كانت دوما مصدر الهام وقوة لهم ، تدفعهم الى مزيد من التفوق والانجاز .هذه المناسبات والتي تعتبر اسسا لابد منها لتقدم الاردن ورفعته وازدهاره وامنه واستقراره هي : ذكرى عيد الجلوس الملكي ،ويوم الجيش ، وذكرى الثورة العربيه الكبرى . - فالاردن وليد شرعي للثورة العربية الكبرى .. والجيش العربي الاردني هوالوريث الشرعي لجيش الثورة العربيه الكبرى ..وجلالة الملك عبد الله الثاني عميد ال هاشم هو وارث جده الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربيه الكبرى . بالتالي فان الاردنيين اليوم هم احفاد ابناء الثورة ، وان الجيش الاردني هو جيشها، وان قائد الاردنيين وجيشهم هو جلالة الملك ان الاردن اصبح اليوم مثار اعجاب العالم واحترامه ، خاصة حين اعلن الملك، انه منحاز لشعبه، وامر بتنفيذ كل المطالب الشعبيه، والغاء قرار حكومي كان قد صدر برفع اسعار المحروقات، استجابة لمطالب المتظاهرين، واوفد ولي العهد نجله الامير الحسين ،الى حيث يعتصم الالاف الاردنيين على مداخل رئاسة الوزراء، لينقل لهم رسالة دعم وتاييد ومباركة من جلالة الملك ، لشجاعتهم في التعبير عن ارائهم في الشارع حين صمت الحكومة السابقة اذانها عن الاستماع لهم ، وطلب سموه من قوات الامن العام والدرك ، حماية المتظاهرين ليتفرغوا للتعبير عن ارائهم ، فالتحم الامن والشعب في بوتقة واحده من اجل الاردن وقيادته. وهكذا بدا الاردن في مسار ديمقراطي اصلاحي جديد يمكن تسمتيه ثورة بيضاء يقودها الملك باسم شعبه من اجل اردن افضل و مزدهر وديمقراطي . ثورة بيضاء تستهدف ليس تنفيذ ماطالب به المتظاهرون باقالة الحكومة والغاء القانون سيء الذكر ، بل تتجاوز ذلك الى تنفيذ جملة من المتطلبات الضرورية لبناء الاردن الجديد، كما اراده الهاشميون الاوائل ، وفق خريطة طريق يقودها الملك باسم الشعب، وتنفذها الحكومة ، من خلال حوار متصل ودائم، مع الشعب في اطارعملية اصلاح سياسي واقتصادي شامل، تجعل الاردن يحقق احلام مواطنيه وتطلعاتهم . . وقد التزم الملك امام الشعب بان ينفذ هذه الخطة بامانة ، وان يزيح من منصبه كل من لايعمل او يعيق تنفيذ هذه الخطة ، مهما كانت مرتبته الوظيفيه، واكد الملك على ضرورة ان تتسع عملية الاصلاح السياسي بحيث تضمن تشكيل حكومة برلمانيه من خلال تطوير الحياة السياسية ، و تعزيز النشاط الحزبي ،والارتقاء بالبرلمان ، ودعم الشباب ليشاركوا في الحكم الرشيد وان يكون لهم دور اكبر في ادارة شؤون البلاد. وحتى يكون مايريده الملك والشعب ، وثيقة ملزمة للحكومة، فقد ضمنها جلالته في كتاب التكليف السامي للرئيس الجديد عمر الرزاز، حيث اكد الملك على ان تلتزم الحكومة مبدأ الحوار في تنفيذ خطة الطريق هذه ، وان تعمل على التخفيف من الاعباء الاقتصادية على المواطن، وان تركز على الشباب. في جميع برامجها، وان تسعى لتلبية طموحات الاردنيين ،واعداد خطة للاصلاح الاقتصادي والسياسي تقوم على خريطة الطريق الملكية الشعبية . لقد اثلجت تصرفات الفائد محبي الاردن ووجهت ضربة قاصمة لاعداء الوطن ،مما دفع العديد من قادة العالم والدول العربية ، للاتصال مع الملك للاطمئنان على الاوضاع العام ، وتداعى بعض الاشقاء العرب المقتدرين - السعوديه والامارات والكويت لعقد قمة رباعية، يكون الملك عمودها الفقري ، لبحث احتياجات المملكة المالية ، لتخرج من النفق المظلم، الى عالم جديد مشرق ، خاصة وان امن واستقرار المملكة من امن واستقرار الدول العربيه/ بل والمنطقة كلها ـ لقد تنادى احبة الاردن والاردنيين الى القمة، لأن الاردن بؤبؤ العين ـ كما قال الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ... وهو ايضا توأم السعوديه كما وصفه الملك سلمان بن عبد العزيز اطال الله عمره والاردن اليوم وهويحتفل بذكرى جلوس الملك الهاشمي عبد الله الثاني على العرش يستذكر ماقاله والده الملك الحسين في 4 شباط 1962 حين ولد الامير عبد الله وبشر الملك الاردنيين بمولده قائلا: "مثلما أنني نذرت نفسي، منذ البداية، لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذلك، فإني قد نذرت عبدالله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة. ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع، في صفوفكم وبين إخوته وأخواته، من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها، في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين، في جيش العروبة والإسلام" وهكذا كان الملك عبد الله خير خلف لخير سلف وكما اراده الراحل الكبير وهكذا ستكون ازمتنا الاخيره بداية انطلاقة اردنية جديده ،، للاردن وللعرب كلهم.
رئيس مجلس ادارة مجموعة القلعة نيوز الاعلامية
qasem.hajaea@yahoo.com