مسارات تھوید القدس وفلسطین بتوجیھ أمریكي
- تاريخ النشر : 2018-05-19 14:57:42 -
القبة نيوز- ما اتخذه ترامب بشأن القدس وما فعلھ من تنفیذ وعوده الانتخابیة باعترافھ بالقدس عاصمة للكیان الصھیوني وبنقل سفارة بلاده إلیھا لیس ولید الصدفة بل تنفیذاً لقرارات اتخذتھا بلاده من رؤساء سابقین وبمباركة مجلسي الكونغرس والنواب الأمریكیین ، لكنھ معروف عنھ التھریح وأنھ قد اتخذ قراره في تحدٍ صارخٍ للإرادة الدولیة واسنفزازاً لمشاعر الفلسطینیین والعرب والمسلمین ، فمعروف أن ما نفذه سبقتھا سلسلة من الحلقات الإجرائیة الفلسطینیین والعرب والمسلمین الذین لا یملكون ما یردون بھ على ما أقدم علیھ مثلما صنع من سبقوه .
الممنھجة سارت علیھا الدول الغربیة إلى أن وصل الحال الذي أعلنھ والذي سیتبعھ قرارات أشد سوءاً ضد فقد سبق للدول الغربیة أن اعتمدت استراتیجیة في سبیل الھیمنة على المنطقة العربیة تقوم على سیاسة التفتیت والتشتیت ، وربط كل كیان منھا اقتصادیاً بھا ، في سبیل أن تبقى تلك الكیانات عاجزة عن بنائھ بمفردھا وغیر قادرة على متطلبات مواطنیھا دون الاعتماد علیھا لتبقى لھا الید الطولى في التحكم بمصائرھا والعبث بشأن كل منھا أنى أرادت وكیف شاءت ، استمراراً لھیمنتھا علیھا جميعھا ، فلا یوجد كیان عربي قادر على الذود عن الأمور لأھل المنطقة شاءوا أم أبوا .
نفسھ أو الحفاظ على أمنھ واستقراره دون الدولة صاحبة الصول والجول في العالم الغربي ، ھكذا جرى ترتیب وأمام الصحوة القومیة والدینیة التي انبعث عقالھا منذ أواسط القرن التاسع عشر في الشرق العربي ، شعر ھؤلاء بالخطر المحدق على استمرار ھیمنتھم على المنطقة ، لذلك جرى ترتیب الأمر بشكل غفل عنھ وعن مخاطره أھل المنطقة في حینھ ، وما سینجم عنھ في حال إنجازه ، ھذا الأمر یعتمد إنشاء كیان غریب عن أھل المنطقة ومده بكل أسباب القوة والمنعة لیكون شغلھم الشاغل وإرھاقھم اقتصادياً وعسكریاً ومعنویاً وسیاسیاً، والحؤول دون تمكنھم من تحقیق نصر علیھ بالتدخل المباشر في القتال في حال مالت الكفة لغیر صالح ذلك الكیان المستجد كما حصل في حرب عام 1973 التحریكیة .
ھذا الكیان الغریب یكون بمثابة قاعدة غربیة متقدمة في الجسد العربي لطالما خلق الأوجاع بالدس الرخیص وبإشعال الفتن ، وبموجب ذلك تخلصت أوروبا من أعراق لطالما كانت مندسة بین المجتمعات فیھا حیث كانت تلك المجتمعات تكن الكراھیة والحقد علیھم ولطالما تعرضوا فیھا لكافة أشكال التعذیب والتشرید والقتل والمھانة. ولخدمة مطامعھم في الأرض العربیة اختاروا ھؤلاء لیكونوا معولھم في تدمیرنا وإلحاق الضرر والأذى بكل منطقتنا والذي أعادتھ إلى الواجھة الكنیسة الإنجلیكانیة بعدما رفضتھم الكنیستان الأرثوذكسیة والكاثولیكیة ليتواجدوا فیھ ، وھذا نابع من حقد دفین على كل ما ھو عربي ومسلم ، وھذا لیس تجنٍ علیھا بل ثابت من الممارسات العملیة ضدنا على أرض الواقع ودعوتھا لمعركة یجري الإعداد لھا لإبادة كل ما ھو عریي ومسلم وفق ما یتحدث بھ دھاقنة السیاسة الغربیین والصھاینة لدیھم من أمثال ھنري كیسنجر وغیره من الیمین الأمریكي والأوروبي المتطرف.
وقد بدأ التنفیذ العملي لخلق ھذا الكیان الغریب والدخیل على الجسد العربي وتم اختیار فلسطین كقاعدة استعماریة متقدمة لھ بوعد ، فمن لا يعلم بوعد بلفور المشؤوم ؟! وفي سبيل تنفیذه تم شرعنة الوصایة علیھا من قبل عصبة الأمم ، ومن ثم شرعنة قیام دولة فیھا بقرار تقسیم صادر عن الجمعیة العامة للأمم المتحدة الحدیثة الإنشاء حینذاك ، فرضتھ بالقوة والضغط وباللف والدوران والتھدید والوعید كل من بریطانیا والولایات المتحدة الأمریكیة آنذاك ، تنفیذاً لرغبات زعماء الحركة الصھیونیة وأطماع أھل الحل والربط في العالم الغربي ، ومن ثم شرعنة احتلال أراضٍ عربیة إلى جانب ما تبقى من الأرض الفلسطینیة من ضمنھا القدس الشرقیة في العام 1967م في قرار وصف بالأممي " 242 ، " وبعد ذلك شرعنة احتلال القدس باعتبارھا عاصمة للدولة الصھیونیة بقرار صدر أولاً بتملیك القدس بشطریھا الشرقي والغربي للدولة العبریة عملیاً في 19 ینایر 1982 حین وقعت الولایات المتحدة الأمریكیة مع "إسرائیل" في الیوم الأخیر لولایة الرئیس الأمریكي الأسبق، رونالد ریغان، وثیقة خطیرة سمّیت حینھا بـ "اتفاق إیجار وشراء الأرض"، حصلت الحكومة الأمریكیة بموجبھا على قطعة أرض من أملاك الوقف الإسلامي والأملاك الفلسطینیة الخاصة في منطقة غرب القدس المحتلة عام 1948 لبناء السفارة الأمریكیة علیھ ، ومن ثم اختارت مكاناً آخر في ضاحیة أرنونا المتاخمة لحي المندوب السامي في القدس، حیث موقع قنصلیتھا العامة، لحین الانتھاء من تجھیز مبنى مجاور لیكون مقراً ، ومضت الولایات المتحدة الأمیركیة في تنفیذ ما قررتھ لنقل سفارتھا إلى القدس في العام 1995 ، أي قبل أن یجف فیھ الحبر الذي وقع علیھ بما یطلق علیھ اتفاق أوسلو مع منظمة التحریر الفلسطینیة ، حیث كانت بین فترة وأخرى تجس نبض ما سیحدث من ردات فعل في الشارعین العربي والإسلامي فیما لو أقدمت على تنفیذ ھكذا خطوة ، وھذا أظھره في العام 2001 للعلن كولن باول وزیر الخارجیة الأمریكیة حینذاك حین قال في شھادة أدلى بھا أمام الكونغرس " القدس عاصمة إسرائیل " حیث بررت حینذاك كلمات باول بــ " زلة لسان " ، تبعھا في العام 2002 توقیع بوش الإبن على " قانون القدس الموحدة " الذي اعتمده الكونغرس الأمریكي لكن حال دون تنفیذ القرار انتفاضة الأقصى منذ العام 2000 وانشغال بوش الإبن في حربھ على العراق وجھود ما أطلق علیھا زوراً ً وبھتانا عملیة السلام التي انجرّت إلیھا السلطة دون تحقیق شيء لمصلحة القضیّة بل مكنت العدو الصھیوني من تنفیذ مآربھ بزیادة الاستیطان في القدس خاصة حیث أحيطت القدس الشرقیة بالمغتصبات كما المغتصبات ، ویبدو أن ذلك لیس برغبة صھیونیة فقط بل بتوجیھ وضوء أخضر أمریكي. تحیط الإسوارة بالمعصم والاستیلاء على مزید من أراضي الضفة الغربیة وأقامت علیھا المزید من وجاء ترامب وأقدم على ما أقدم علیھ ونقل سفارة بلاده من تل أبیب إلى مدینة القدس المحتلة، وسط ردود أفعال خجولة لدى البعض والبعض الآخر كأن الأمر لا یعنیھ لا من قریب ولا بعید وھذا كان على المستویین الشعبي والرسمي العربي والإسلامي بل صدور إیحاءات من ھنا وھناك تعطي للیھود الحق فیما یصنعون وأمریكا بما تفعل ، ردود الافعال المعبرة عن الغضب الشدید على ما أقدم علیھ ترامب انطلقت عملیاً من والأخوة والأصدقاء ..
الأراضي الفلسطینیة المحتلة خاصة غزة الشھادة والشھداء والقدس الأسیرة التي وقع علیھا ضیم الأعداء فما الذي یعنیھ أن تصبح القدس الموحدة عاصمة لإسرائیل إنھ یعني من وجھة نظري أنھا أصبحت كاملة تحت إمرة الاحتلال وسیادتھ سیتبعھا ضغط من كل الجھات ببدء المفاوضات المتوقفة منذ العام 2014 تكون فیھا القدس خارج إطار التفاوض استسلاماً للأمر الواقع الذي فرضتھ أمریكا تنفیذاً لرغباتھا ورغبات المحتلین ومنح إسرائیل الحریة المطلقة في السیطرة والتوسّع في "عاصمتھا" المعترف بھا أمریكیاً بالشكل التي تریده ، متجاھلة كل القرارات الدولیة المتعلّقة بالحفاظ على التراث الإسلامي والمسیحي ونسف كل الحقوق المطالبة بحریة الفلسطینیین والعرب لإقامة مناسكھم في الأماكن المقدسة في المدینة؛ بحجّة الحفاظ على أمن "العاصمة"، والتي تمثّل أمن واستقرار "الدولة الإسرائیلیة" و من ثم رفع الوصایة الھاشمیة عن الأقصى وباقي الأماكن المقدسة في المدینة وكذلك رفع الوصایات الدولیة والعربیة والإسلامیة عنھا ، وھو ما یسعى إلیھ الاحتلال، ما یمكّنھ من بناء قواعد عسكریة ھناك تسمح بدخول الجیش الصھیوني رسمیاً متى شاء لرعایة عملیات الھدم المزمع للأفصى وبناء الھیكل المزعوم علیھ وقبل ذلك انھیار اقتصادي للفلسطینیین داخل المدینة المقدسة جراء البطالة التي ستنتشر في أوساطھم ، مقدمة لترحیلھم عنھا لفرض یھودیة الإقامة فیھا دون سكانھا الأصلیین وھذا سیطال سكان الضفة الغربیة والفلسطینیین في الأراضي المحتلة منذ العام 1948لإعلان یھودیة الدولة بمعنى آخر إن محالة فماذا نحن فاعلون لمواجھة ما ھو متوقع حفاظاً على الأمن والوجود العربي
تابعوا القبة نيوز على