الراميني يكتب : الباشا الفاضل لا نريد من يضرب بالحديد نريد نهج جديد
القبة نيوز: "الباشا الفاضل" لقب جميل يستحقه عطوفة مدير الأمن العام الجديد فهو يحمل دلالة ومعنى منسجم مع الاسم والرتبة والمرتبة ونقصد هنا فاضل باشا الحمود الذي طل بهيبته وطلته عبر برنامج ستون دقيقة متحدثا عن الأمن والربيع العربي والقانون والأمن الناعم وكرامة المواطن الأردني والمناطق العصية وحقوق الإنسان وأشياء أخرى لها علاقة برجل الأمن والوطن والخدمة الشرطية...
الباشا الفاضل هذا الرجل الأمني والمعروف في كل أرجاء الوطن باعتباره ابن هذا الجهاز الذي خدم به لعقود ثلاثة وتمرس بمهنته وعمله وتنقل في كل مديريات الأمن العام التي كان له بصمة وسيرة ومسيرة واضحة ومشهود له بها بدرجة ان بعض المديريات ارتبطت به باعتباره مؤسسها أو ساهم في نشأتها واشرف عليها وأدارها بكفاءة وحب وانتماء وإخلاص ولن نطيل بالحديث عن سيرة الباشا الفاضل فهو بالنسبة للجميع أو لمن يعرفونه كتاب مفتوح عنوانه "وطني ومخلص ومنتمي" شرف الجهاز الذي منحه خلاصة خبرته وتجربة حياته وبالمقابل رد الجهاز الجميل بالجميل ومنحه كرسي الرئاسة والإدارة .
الباشا الفاضل خرج للجميع عبر برنامج ستون دقيقة في توقيت مناسب وهام ويحمل معاني ودلالات فالتوقيت الذي نعيشه يشهد حراكا امنيا شعبيا وسياسيا وجنائيا وما شابه ، وشرح للجميع وبالتفصيل بعض النقاط والمهمات والميزات والتفاصيل ، لكن وبصراحة لم يعجبني ما قاله الباشا بخصوص انه سيضرب بيد من حديد، فهذه المقولة اعتقد أنها موروثة من عهد أو عهود كانت تتعامل بالعنف والحدة والفولاذ والحديد، ولا اعلم لماذا أحيانا يهدد المسؤول بصرف النظر عن مكانه او مكانته او وظيفته بأنه سيضرب بيد من حديد، علما بان أيادينا جميعا مصنوعة من دم وجلد وشرايين، فما هو المقصود باليد الحديدية... عطوفة الباشا أراد ان يوصل رسالة بأنه لن يسمح بالمساس بكرامة أي مواطن ارني او من يتجاوز على القانون ونرد للباشا ونقول ان جلالة الملك افرد ورقة هامة لا بل هي الأهم عن سيادة القانون الذي يجب ان يطبق على الجميع وبعدالة باعتبارنا دولة مؤسسات وقانون... لا نريد من الباشا ان يلبس قفازات حديدية او فولاذية او حتى حريرية مصنوعة من صوف شيشاني او قطن مصري نريد من الباشا ان يطبق ويمارس القانون ولا غير القانون على المواطن وعلى رجل الأمن فالقانون هو الذي يفرض نفسه وسيادته بدون تهديد او ممارسة عنف في تطبيقه.
نعم...الأمن يختلف عن الكنافة ولا يوجد به مصطلح خشن أو ناعم ونتفق أحيانا او دائما بأن الأمن امن والكنافة كنافة ، لكن القانون هو الأساس والمرجعية والمنطلق والفلسفة والرؤية للجميع، فبلدنا يعيش أصلا تخمة وازدحام وفوضى في القوانين ولا مشكلة لدينا فالنصوص او في التطبيق، المشكلة لدينا ان المواطن او نخبة منهم تعتبر نفسها فوق القانون مثلها مثل بعض رجال الأمن الذين يعتقدون ان اللباس العسكري الكاكي الأزرق وهو اللباس الرسمي لمنتسبي جهاز الأمن العام يعتقدون أنهم مميزون بامتيازات وأنهم خارج دائرة المحاسبة والأمثلة كثيرة وعديدة.
وأخيرا لا نريد امن ناعما أو خشنا أو على طريقة بين نارين ولا نريد من يضرب بيد من حديد أو بيد من البلاستيك ولا نريد مناطق محصنة أو مفتوحة نريد من الجميع ان يرسخ مبدأ سيادة القانون والذي يعزز كرامة الوطن وكبرياء المواطن ويحمي الجميع فالكل يعرف ما له وما عليه، ما له من حقوق وما عليه من واجبات تطبق دون استثناء ودون محاباة وكان الله بعون الباشا الفاضل الذي نأمل ان يكون عهده مختلفا لا مكررا للعهود السابقة التي كنا نسمع منها كلاما لكن على ارض الواقع لا تختلف عن هذه السيرة... نأمل من الباشا ان يختط خطا مختلفا يميزه عن غيره ويمنح للمواطن أملا خصوصا وان الأردني قد عاش لحظات وسنوات صعبة بسبب الإدارات السابقة لجهاز
اسامة الراميني