الدكتورة روان ابو شقر تكتب :خدمة العلم تعزيز للقيم الوطنية
بقلم - الدكتورة روان ابوشقرا
خدمة العلم... نعم وألفُ نعم
وطنٌ تملَّكَ في القلوب مكانةً وعلا على زمن الفداء مكانا
في خضمِّ ما يغلف هذا الكوكب من أحداث جسام في هذه المرحلة المفصلية من هذا القرن، وفي ظل ما يتوعد البشرية من آثار التقلبات المناخية وأخطار الأوبئة وتهديد الحروب، بات العالم يتلفت حوله يمنة ويسرة مستشعرا حرارة الكرة النارية المتدحرجة من بعيد لتأخذ في طريقها ما اخضر وما يبس من الزرع وما تقتات عليه البشرية من ذات الأرواح، ولكل نظام ودولة شرعة ومنهاج في نظرته وتقديراته للأمور، ونحن في الأردن.
ومن تجارب بل ومن عواصف لا تحصى مرت بنا وخرجنا منها كأنها لم تكن، بِتنا ندرك أننا نعيش بعد حفظ الله ورعايته في كنف بني هاشم الذين أولوا الأمور مقدار ما تستحق من الأهمية، وتولوا المسؤولية على قدر أهل العزم، فعاش المواطن الأردني حياة الأمن والأمان دون أن يشعر بما يغلف وطنه من محيط ملتهب على مدار العشرات من السنين.
ومن هنا فإن لكل مرحلة من مراحل مواجهة الصعوبات والتحديات يقف ولاة أمرنا بالمرصاد أمام كل جائية ورائحة وجائحة، ونظرا لما شهدته المنطقة من أحداث وتجاذبات كبيرة في الآونة الأخيرة أطل علينا سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله المفدى بخبر إعادة خدمة العلم لإعداد جيل واع ومنضبط يمتلك القدرة على مواجهة تحديات المستقبل وما يمكن أن يستجد من أحداث.
فقد أدركت القيادة الحكيمة أهمية الاستثمار في طاقات الشباب وإعدادهم ليكونوا مواطنين فاعلين وقادرين على خدمة وطنهم، ومدركين كذلك لما يمكن أن يتربص به من أخطار. وتأتي خدمة العلم باعتبارها منصة تجمع ما بين التدريب العسكري والمهارات المهنية؛ مما يجعلها أداة أساسية لترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية.
عدا عن أنها تمنح الشباب فرصة للانخراط في بيئة منظمة تسهم في تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، وهي خطوة لا شك ستكون محورية في دعم التنمية الوطنية الشاملة، وتنتج جيلا مسلحا بالمعرفة والانضباط والمهارة؛ مما يطور مهارة العمل ويزيد في عجلة الإنتاج.
وفي سياق هذه الرؤية الوطنية برزت إسهامات سمو الأمير الحسين بن عبد الله من أجل تشكيل الفكر المستنير لدعم الشباب ودراسة حاجاتهم ومعاينة قضاياهم وتنمية البنية المعرفية والمهارية لديهم، فالمنتسبون إلى هذه الخدمة الجليلة الشريفة يمرون ببرنامج عسكري يهدف إلى تعزيز الانضباط وتقوية اللياقة البدنية وتربية الروح المعنوية وتعزيز مبدأ الالتزام، دون أن ننسى أن لهذه الخدمة دور في غرس القيم الراسخة، وفي توجيه الشباب نحو المثل العليا، وبناء الشخصية المتوازنة القادرة على تحمل المسؤوليات، عدا عن خلق البيئة التي تحفز على التعاون والتعاضد بين الشباب من مختلف المحافظات والبيئات، وهذا يسهم في تعزيز التنوع والانفتاح وتقبل الآخر بوصفه شريكا في بناء الوطن وإعلاء رايته الخفاقة.
حمى الله الأردن أرضا وسماء وشعبا وقيادة، وأدامه الله مأوى وملاذا للأمن والأمان، إنه نعم المولى ونعم النصير.















