العامري يكتب : ميادة شريم... قيادة تُبنى على الثقة لا على الهيبة
بقلم - يوسف العامري
مياده شريم، اسمٌ بات يُذكر بثقة في زمنٍ تكاد تُفقد فيه معاني القيادة الحقيقية. لا ترفع صوتها، ولا تفرض حضورها بضجيج، بل تدخل القلوب ببساطة، وتستوطن العقول بوضوح رؤيتها. قيادتها ليست مبنية على الهيبة المصطنعة أو المسافة الباردة بين المُدير والمرؤوس، بل على التواضع الذي لا يُشعر أحدًا بالدونية، وعلى الشفافية التي تُذيب جدران الشك وتُنبت الثقة.
تتعامل مياده مع كل من حولها وكأنهم شركاء في الرؤية، لا مجرد أدوات لتحقيق هدف. تسمع أكثر مما تتكلم، وتفهم قبل أن تحكم. في اجتماع، لا تفرض رأيًا بسلطة المنصب، بل تُشجع على الحوار، وتحترم كل فكرة، مهما بَعُدَت عن توقعاتها. تُشعر من أمامها بأنه مُقدَّر، ليس لمنصبه، بل لإنسانيته ومساهمته.
روحيتها في العمل لا تُشبه الروح الإدارية الجافة التي تُقاس بالساعات والمهام فقط، بل تُقاس بالتأثير. تُلهم الفريق ليس بالأوامر، بل بالقدوة. حين تُخطئ، تعترف. حين يُخطئ فريقها، تقف إلى جواره لا وراءه. لا تُحمّل أحدًا وزر الظروف، بل تبحث معه عن الحل، كشريك، لا كمُراقب.
ومع كل هذا الثقل من المسؤولية، تبقى مياده بسيطة في مظهرها، صافية في كلامها، سهلة الوصول. لا تُشعر أحدًا بأنه يحتاج إلى "تصريح" للحديث معها. تبتسم بصدق، وتُصغي بعمق، وتُعامل الجميع بلغة الاحترام، حتى في أوقات الضغط الشديد.
هي ليست نموذجًا إداريًا مثاليًا فقط، بل نموذجًا إنسانيًا. تُثبت يومًا بعد يوم أن القيادة الحقيقية ليست في السيطرة، بل في التمكين؛ ليست في التفوق، بل في التواضع. في زمنٍ تُقاس فيه القيادات بالهالة، تُثبت مياده أن الحضور الحقيقي يُقاس بالفعل، وبالروح، وبأثر البساطة العظيمة.
مياده شريم، ليست فقط قائدةٌ في مكانة، بل قائدةٌ في الوعي، في الأخلاق، وفي فنّ أن تكون إنسانًا أولًا، قبل كل شيء.














