facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أحزاب من قصب: حين تصبح السياسة مجرد لعبة المال

أحزاب من قصب: حين تصبح السياسة مجرد لعبة المال

بقلم: المهندس سليمان نقرش المشاقبه

في عالم مليء بالتحديات، تتجلى لنا مشهد الأحزاب السياسية في دول العالم الثالث، وكأنها عروض مسرحية هزيلة تُعرض في سركٍ متهالك. هذه الأحزاب، أو لنقل "الكيانات السياسية"، لا تحمل فكراً أو مشروعاً، بل تقوم على فكرة تقاسم المناصب بشكل لا يخفى على أحد. وعندما نتحدث عن أصحاب المال الذين يشكلون هذه الأحزاب، نُدرك سريعاً أنهم لا يحملون أي رؤية مستقبلية لمجتمعاتهم.

تحت رعاية غربية، تتشكل هذه الأحزاب كفطر ينمو في الأماكن الرطبة، دون أي اهتمام بالثقافة أو التعليم. فالأحزاب التي يجب أن تكون منارات للفكر، تتحول إلى مراكز لتمويل الحملات الانتخابية، حيث يُشترى كل شيء، من الأفكار إلى الأصوات، دون أن نرى أي بادرة لمشروع إنساني حقيقي.

تُظهر هذه الأحزاب بلاهةً مذهلة، كونها تفتقر إلى أي نوع من الثقافة. فبدلاً من اعتماد الفلاسفة والمفكرين كجزء من هيكلها، نجدها تفضل أصحاب المال الذين لا يملكون إلا خططاً قصيرة الأمد تُركّز على مصالحهم الشخصية. هكذا، يصبح المجتمع بلا دماغ أو رأس، حيث تُفقد القدرة على التفكير النقدي والتحليلي، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع في جميع المجالات.

لا تتبنى هذه الأحزاب أي مشروع للنهوض بالأوطان على المستويات الزراعية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصناعية. فتصوروا معي، كيف يمكن لبلد أن يتقدم بينما أحزابه تصارع للسيطرة على المناصب فقط؟ إنها لعبة من الألقاب والامتيازات، حيث يُستبعد أي همّ إنساني أو اهتمام بمستقبل الشعوب.

تتضح تداعيات هذا الوضع بشكل جلي، فالشعوب التي تُحكم من قبل أحزاب من قصب، تصبح ضحايا للجهل والفقر، بدون أي أمل في تغييرات إيجابية. إن غياب الفلاسفة والمفكرين يعني غياب الأفكار التي يمكن أن ترتقي بالمجتمع نحو الأفضل. 

ختاماً، يتعين علينا أن نتساءل: هل سيأتي يوم نرى فيه أحزاباً حقيقية تحمل هموم شعوبها؟ أم ستبقى هذه الأحزاب مجرد كائنات من قصب، تذوب عند أول هبوب رياح التغيير؟ إن الجواب يكمن في إدراك أهمية الفكر والثقافة في بناء مجتمعات قوية ومستدامة.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير