facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

حسام العطين يكتب : الفراية رجل الدولة الذي يجرؤ على فتح أبواب الإصلاح الاجتماعي

حسام العطين يكتب : الفراية رجل الدولة الذي يجرؤ على فتح أبواب الإصلاح الاجتماعي

بقلم : حسام العطين 


حين يتحدث وزير الداخلية مازن الفراية، تشعر أن حديثه ليس عابراً، بل نابع من رؤية وطنية عميقة وضميرٍ حيّ يدرك حجم التحديات التي تواجه المجتمع الأردني فطرحه لفكرة إعادة النظر في بعض العادات الاجتماعية المتجذرة جاء كصرخة وعي ومسؤولية، من رجل دولة مؤمن أن البناء الحقيقي يبدأ بإصلاح الفكر والسلوك قبل القوانين والأنظمة.


ما طرحه الفراية ليس مجرد رأي عابر، بل مبادرة شجاعة تضع الأصبع على الجرح الاجتماعي الذي طالما تجنّب كثيرون الخوض فيه، وهو عبء التقاليد والعادات التي تحولت من قيم أصيلة إلى قيود مالية تثقل كاهل الأسر والشباب.

لقد تحدث الفراية بلسان كل أبٍ مثقلٍ بالمسؤوليات، وبقلب كل شابٍ حالمٍ بالحياة الكريمة، حين دعا إلى تحرير عاداتنا من المظاهر والمغالاة، والعودة إلى روحها الأصيلة القائمة على التكافل والبساطة، مستنداً بذلك إلى القيم الدينية والإنسانية التي تدعو إلى التيسير والاعتدال لا إلى التفاخر والتكلف.

وما يجعل هذه المبادرة أكثر تميّزاً هو أنها دعوة للحوار لا للفرض، وللشراكة لا للإملاء، فهي مشروع وطني راقٍ يسعى إلى صياغة ميثاق شرف اجتماعي يشارك فيه الجميع: وجهاء العشائر، مؤسسات المجتمع المدني، والشباب، لصناعة توازنٍ جديد بين أصالة التقاليد وضرورات العصر.

إن الوزير مازن الفراية لم يكتفِ بدور الإداري التقليدي، بل تجاوز ذلك إلى دور المصلح الاجتماعي الذي يفكر بعين المواطن ويسمع بنبض الوطن فحديثه عن الزواج والعزاء والمناسبات الاجتماعية ليس تقليلاً من شأن العادات، بل تصحيح لمسارها لتكون وسيلة فرحٍ وتعزية لا مناسبة عبءٍ وتكلف.

لقد أثبت الفراية في أكثر من موقف أنه رجل المرحلة وصوت الحكمة في زمن الضجيج، لا يبحث عن الشعبية العابرة، بل عن إصلاح حقيقي يعيد التوازن للمجتمع ويحافظ على كرامة الإنسان الأردني.

فهو يدرك أن الأمن الاجتماعي هو أساس الأمن الوطني، وأن حماية المجتمع لا تكون بالقوانين وحدها، بل بإعادة صياغة الوعي الجمعي على أسس من الاعتدال والمسؤولية.

اليوم، يفتح مازن الفراية باباً جديداً في مسار الإصلاح، عنوانه الجرأة في طرح المسكوت عنه، والإيمان بأن التغيير يبدأ من الفكر لا من السلطة.

لقد وضع أمام الأردنيين خيار الكرامة والعقلانية في مواجهة ثقافة المظاهر والتكلف، ودعاهم إلى أن يكونوا شركاء في بناء مجتمعٍ أكثر وعياً واتزاناً.

وفي زمنٍ يعج بالشعارات، يثبت الفراية أن القائد الحقيقي هو من يترجم القول إلى فعل، والرؤية إلى واقع.

تحية تقدير لوزيرٍ آمن بأن الإصلاح ليس مهمة حكومية فحسب، بل مسؤولية مجتمعية تبدأ بالصدق وتنتهي بالوعي.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير