facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

"عُمان عبر العصور".. ندوة ضمن معرض عمان الدولي للكتاب

عُمان عبر العصور.. ندوة ضمن معرض عمان الدولي للكتاب

القبة نيوز - سلطت ندوة عقدت مساء أمس الجمعة، الضوء على الجذور الحضارية العميقة للسلطنة، وإسهامها البارز في مسيرة الحضارة الإنسانية، قدمها المفكر العماني سيف المسكري.

وقال المسكري ضمن البرنامج الثقافي "سلطنة عمان ضيف شرف معرض عمان الدولي للكتاب" في ندوة حملت عنوان "عمان عبر العصور: تاريخ الحضارة والتواصل"، وأدارها حسن المطروشي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، إن عمان عرفت منذ 5000 عام، وأن المهتمين يمكنهم استكشاف تاريخها في سجلات ملوك سومر وأكاد، وأسفار العهد القديم، والنقوش اليمنية القديمة، والكتابات الكلاسيكية، مشيرا الى أن عمان عرفت تاريخيا بأسماء مثل: ماجان، كادي، ومزون.

وأشار الى إسهامات عُمان في مجالات متعددة، أبرزها الإنتاج الفكري، إذ قدمت رموزا خالدة مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي، واضع علم العروض وصاحب معجم "العين"، والفقيه جابر بن زيد الأزدي، ومدونات ضخمة مثل "قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة" لجميل بن خميس السعدي، الذي قارب 91 مجلدا.

وقال، إن عُمان عرفت بالتعدين وتجارة العبور والتصدير، وتميزت منشآتها الزراعية بنظام الأفلاج (القنوات) العريق والصامد، مؤكدا أن للملاحة البحرية فرادتها وتميزها في التاريخ العُماني، مستشهدا بنقش سرجون الأكادي (القرن الثالث قبل الميلاد) الذي أشار إلى رسو سفن ماجان في ميناء أكاد.

وأضاف، إن نص التطواف حول البحر الإريتري (القرن الأول الميلادي) وصف سواحل عُمان تحت اسم "عمانا" (التي يرجح أنها صحار)، مبينا أن أرض مزون كانت غنية بالنحاس والخيول وكانت تصدر اللبان.

ونوه الة أن العُمانيين في العصر الإسلامي أجادوا استخدام الرياح الموسمية وبنوا سفنا كبيرة مثل "الداو" (سفن تقليدية)، مشيرا إلى أن الجغرافيين المسلمين مثل الاسطخري وصفوا عُمان بأن أهلها ملاحون تجار يركبون البحر إلى الصين والسند، وازدهرت موانئها مثل صحار، التي وصفت بأنها أعظم مدن العرب على البحر.

وتوقف المسكري عند الملاح العماني الأشهر أحمد بن ماجد (القرن الخامس عشر الميلادي)، الملقب بـ"أسد البحار"، والذي ترك تراثا علميا ضخما مثل كتاب "الفوائد في أصول علم البحر والقواعد"، لافتا إلى أن البرتغاليين اقتبسوا نظام "كارتاز" أي التصريح، من الكلمة العربية "القرطاس".

واستعرض عهد دولة اليعاربة (1624–1749)، التي أزالت الاحتلال البرتغالي، ولعبت دورا في "إحداث التمازج" بين مقدرات الداخل والساحل العُماني، ونجحت في بناء قوة بحرية اعتمدت في بدايتها على أسر السفن البرتغالية واقتباس التقنيات الأوروبية.

كما وصف دولة البوسعيديين بأنها دولة بحرية تجارية، إنْ لم تكن إمبراطورية تجارية، إذ بلغ الأسطول العماني ذروة قوته في عهد سعيد بن سلطان (1804–1856)، وامتدت ممتلكات الدولة بين بندر عباس وزنجبار، لافتا الى أن سفينته الشهيرة "سلطانة" رست في نيويورك عام 1840، وكانت عُمان بذلك ثاني دولة عربية تقيم علاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وكان المطروشي أكد في مستهل الندوة أن "عُمان بلد حضاري ضارب في القدم"، أنجب العديد من القادة والمفكرين والأدباء والشعراء، وأن الشعر يمر عبر البوابة العُمانية، لأن العَروض تأسس على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، إمام اللغة الذي يعد من الرموز العُمانية في الحضارة العربية.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير