تشتت دولة الكيان ونذر الحرب الشاملة: بقلم الباحث المختص بالشؤون الإقليمية والدولية لافي العمارين

القبة نيوز - لم يعد خافياً على المجتمع الدولي وشعوب منطقة الشرق الاوسط ما تقوم به دولة الكيان من خرق لقواعد العلاقات الدولية الدبلوماسية، والقانون الدولي وجل الاعراف والمبادئ التي تنص عليها اتفاقيات السلام والمعاهدات بين الدول، منذ أكثر من عامين بدأت اسرائيل بتطبيق قواعدها العدائية للغير وصياغة مبرراتها حسب ما يتوافق مع مشروعها المزعوم إسرائيل الكبرى، ففي الوقت الذي تتباكى فيه اسرائيل بتعرضها للاضطهاد ضمن اقليم الشرق، هاهي تمد يدها لتتجاوز على سيادة الدول، فالمتتبع للعمليات العسكرية الاسرائيلية من حيث الامتداد الجغرافي في اقليم الشرق الاوسط سيجد بأن خريطتها تتوافق مع شعارها لخارطة اسرائيل الكبرى المزعومة
من هذا المنطلق فإسرائيل تمضي قدماً في ما تراه يحقق حلمها، كيف وهي تنفذ خطوط تخطها استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية فيما تراه مشروع الشرق الاوسط الجديد، ما حدث اليوم من ضربة عسكرية للعاصمة القطرية من الخطأ فهمه في سياق اجراءات اسرائيلية لحربها على غزة، لا بل استشعرت امريكا خطر يقضة التنين الصيني وخاصة بعد العرض العسكري الذي قامت به الصين بحضور لافت لروسيا وكوريا الشمالية، وتوجه الهند لتحسين علاقاتها مع الصين الامر الذي يخلق نظام عالمي متوازن يهدد الوجود الامريكي في الشرق الاوسط مستقبلاً، وتحسباً من امريكا للقيام ببعض الاعمال بنفسها مع دول تعتبر حليف لها ترى في اسرائيل الجندي المخلص الذي ينفذ استراتيجيتها ، أن ما يحدث من اعتداءات عسكرية على دول المنطقة من الجانب الاسرائيلي لا يمكن فهمة في سياق دفاع دولة الكيان عن نفسها
نعم ما تقوم به دولة الكيان المحتل ضمن المنطقة من عمليات عسكرية استفزازية، ستكون نتيجته ضمن محورين أساسيين :-
المحور الاول : الاعمال العسكرية في غزة والضربات السابقة على إيران، والاعتداءات المتكررة على جنوب لبنان وسوريا والتدخل في جنوب سوريا واليمن وهاهي اليوم تعتدي على سيادة دولة حليفة لأمريكا وصديقة لإسرائيل وراعية لعملية التفاوض بين جانبي حرب غزة كل ذلك يصب في صالح تحقيق الحلم الاسرائيلي المزعوم وارتكاب المغامرات الغير محسومة
المحور الثاني : ان المبررات والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل في اقليم الشرق الاوسط، هي ذاتها المحرك الاساسي لصياغة الاستراتيجية الامريكية التي تحاول توطيد ركائزها خوفاً من ازدياد التغلغل الصيني في المنطقة، والكل يعي تماماً ماذا يعني محاكاة الجيش الامريكي لتثبيت السيطرة على ربع كوكب الارض استشعاراً منها للخطر الصيني، وبالتالي تضمن اسرائيل التفوق الجوي على الاقل على دول المنطقة، وهو ما يمنحها القدرة على عمليات الاختراق لاحقا
لم تأخذ اسرائيل في الحسبان الاتفاقيات الابراهيمية التي وقعتها مع عدة دول عربية في ذات منطقة الضربة العسكرية، تجاوزت على سيادة قطر ودورها التفاوضي، ولم تتورع رغم تفاهماتها مع الجانب السوري بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي ذات السياق تعلن أمريكا بعدم علمها بالضربة العسكرية الا في اللحظات الاخيرة، مما يدلل على التنسيق الاستراتيجي بين الدولتين في تحقيق مصالحهم ولو على حساب الاصدقاء بهدف تصفية قادة حماس بحجة العائق أمام تحقيق السلام
أن العملية العسكرية في الدوحة هي انهاء لدور قطر في الوساطة مع حماس، والقضاء على آمال الوصول الى حلول سلمية رغم مبادرة ترامب منذ يومين، فهي تمضي في سياسة مواصلة الحرب في غزة لاتمام مشروع التهجير القسري، واستكشاف لجبهات جديدة على الساحة العربية لارتكاب مزيد من الاعتداءات مستقبلاً، تحت مبرر مطاردة قادة حماس وحماية أمنها
بات من الواضح ان دولة الكيان المحتل تدق طبول الحرب تحت عظمة اسرائيل الكبرى، تحاول اسرائيل الهروب الى الامام فهي لم تحقق نصراً باهرا في حربها على غزة وغاراتها على الدول العربية ولا زالت عمليات المقاومة تدك الداخل الاسرائيلي، ترى اسرائيل بضرورة تقدمها ميدانياً في المنطقة بعد اهتزاز مكانتها الدولية امام المجتمع الدولي، ما تقوم بة اسرائيل يشعل المنطقة ويسارع بمزيد من التدهور ، ويدلل على تعدد مؤشرات الحرب الشاملة لا محالة وهذه المؤشرات تسهم الارادة الامريكية في جزء كبير منها، في اطار الحفاظ على كيانها في الشرق الاوسط، في خطأ استراتيجي واضح من الولايات المتحدة الامريكية يعكس تخبطها امام تشكل تحالف دولي شرقي يناهض مشروعها في الشرق الاوسط