القبة نيوز - في ظل انتشار مرض السكري من النوع الثاني، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة غير الصحي، يتجه المصابون وخبراء التغذية على حد سواء نحو الحلول الطبيعية التي تُسهم في ضبط مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، وتقلل الاعتماد على الأدوية.

وبحسب خبراء التغذية ديانا ليكالزي وخوسيه تيجيرو، فإن التغذية تلعب دورًا محوريًا في علاج داء السكري، بل يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في مسار المرض. ويشيران إلى أن نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف والبروتين والمركبات النباتية يمكن أن يُعيد التوازن الأيضي، ويُحسّن الاستجابة للأنسولين، ويُقلل من خطر المضاعفات مثل أمراض القلب وتلف الأعصاب والفشل الكلوي.

إليك أبرز 4 أطعمة يُوصى بإدراجها في نظام مرضى السكري:

1. الفاصوليا السوداء (وغيرها من البقوليات)

تعتبر الفاصوليا – خصوصًا السوداء والحمراء والحمص – مصدرًا طبيعيًا للطاقة ببطء، بفضل احتوائها على كميات عالية من الألياف والبروتين النباتي.
تساعد هذه المكونات على:

• إبطاء هضم الكربوهيدرات، مما يمنع ارتفاعات مفاجئة في سكر الدم بعد الوجبات.
• تحسين استجابة الخلايا للأنسولين بفضل محتواها من المغنيسيوم.
• تعزيز الشعور بالشبع، مما يدعم التحكم في الوزن.

يمكن إضافتها إلى الحساء، أو السلطة، أو استخدامها كأساس للوجبات الخفيفة.

2. البروكلي

يُعد البروكلي من الخضراوات الخارقة لمكافحة السكري، بفضل احتوائه على:

• السلفوروفان: مركب نباتي يُحسن حساسية الأنسولين ويحمي الأوعية الدموية من التلف الناتج عن ارتفاع السكر.
• الكروم: معدن أساسي يعزز فعالية الأنسولين في الجسم.
• الألياف العالية وقلة الكربوهيدرات: ما يجعله خيارًا مثاليًا لا يُسبب اضطرابات في مستويات الغلوكوز.

تناوله مطهوًا قليلاً أو نيئًا يُحافظ على فوائده القصوى.

3. إدامامي (فول الصويا الأخضر)

إدامامي، وهو فول الصويا غير الناضج، يُعد "طعامًا خفيًا" في مكافحة السكري، لاحتوائه على:

• بروتين نباتي عالي الجودة.
• ألياف غذائية تُبطئ امتصاص السكر.
• الإيزوفلافون: مركبات نباتية تُحسن حساسية الأنسولين.
• مؤشر جلايسيمي منخفض، ما يعني أنه لا يُسبب ارتفاعات حادة في سكر الدم.

يمكن تناوله مطبوخًا كوجبة خفيفة أو إضافته إلى السلطات والشوربات.

4. التوت بأنواعه (الأزرق، الأحمر، الفراولة)

رغم حلاوته، يُعد التوت من الفواكه الآمنة لمريض السكري، لأنه:

• منخفض السكر مقارنةً بغيره من الفواكه.
• غني بالألياف والأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة تُقلل الالتهاب وتحسن التحكم في الغلوكوز.
• يُبطئ هضم الكربوهيدرات عند تناوله مع الوجبات، مما يُقلل من تقلبات السكر.

يُنصح بتناوله طازجًا دون إضافة سكر.

أطعمة إضافية مفيدة لمريض السكري

• المأكولات البحرية: خاصةً الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، الغنية بأوميغا-3، التي تُحسن حساسية الأنسولين وتقلل الالتهابات. كما أن البروتين الحيواني فيها يُبطئ الهضم ويُعزز الشبع.

• اليقطين وبذور اليقطين: يحتوي على عديدات السكاريد التي أظهرت في الدراسات قدرتها على تنظيم سكر الدم. كما أن بذور اليقطين غنية بالمغنيسيوم، الذي يُعزز وظيفة الأنسولين.

نصائح غذائية وحياتية لضبط السكري

• تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة والحبوب المكررة، فهي تُسبب ارتفاعات حادة في السكر.
• ارفع استهلاك الأطعمة الكاملة: الخضراوات، البروتينات قليلة الدهون، الدهون الصحية (مثل الأفوكادو والمكسرات).
• اشرب الماء بدلًا من المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة، فالتغيير البسيط قد يُحدث فرقًا كبيرًا.
• مارس النشاط البدني بانتظام، حتى المشي اليومي يُساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
• قلل من التوتر، فهو يؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم.

الخلاصة: الطعام كعلاج

يؤكد الخبراء أن "الطعام هو أقوى دواء"، وأن الوجبة اليومية تمثل فرصة للشفاء والتوازن. فباتباع نظام غذائي متكامل، ومراقبة مستويات السكر، والتعاون مع مختصي التغذية، يمكن للعديد من مرضى السكري من النوع الثاني تحقيق استقرار في الحالة، وتقليل الجرعات الدوائية، بل والوصول إلى ما يُعرف بـ"الانعكاس السريري" للمرض.