facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

العمارين يكتب : العلو الأكبر وسياق التهديد الاستراتيجي الاسرائيلي

العمارين يكتب : العلو الأكبر وسياق التهديد الاستراتيجي الاسرائيلي
القبة نيوز - بقلم الباحث المختص بالشؤون الإقليمية والدولية لافي العمارين 

على ما يبدو أن الوهم الذي يعيشه رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال عملياته العسكرية في حرب غزة على مدار سنة ونصف، وسيطرة عملياته في سماء إيران لمدة 12 يوماً، وضرباته المتتالية في الجنوب البناني والسوري، نقلت العقلية الإسرائيلية الى مرتبة أعلى من الخيال العقائدي والتاريخي، نعم أن تصريحات نتنياهو تكشف حقائق المشروع الإسرائيلي المستقبلي في المنطقة العربية، المشروع الحلم التي قامت الصهيونية بالتغني به على مر عصور التاريخ، بهذه التصريحات حول ضم اراضي من الضفة الغربية والاردن ومصر وسوريا ولبنان،  نعود لما ورد في كتاب الله القرآن الكريم الايه رقم (24 ) من سورة النازعات عندما انكر فرعون الوجود الالهي وهو ما يعيد تكراره نتنياهو من استكبار في الارض 

نعم هاهو نتنياهو ينكر الدعوات الدولية والاقليمية والمواقف على جميع الصعد، وضارباً بها عرض الحائط، متجاوزاً العقائد والاعراف الدولية، لابل أخذته العزة بأن يجعل من نفسة الهة الشرق الاوسط، لم يدرك نتنياهو بأن نجاح عملياته العسكرية على الجبهات مردة عدم تكافؤ القوة العسكرية، لم يخض الجيش الاسرائيلي معاركة الحديثة مع جيوش اخرى ، لقد بنى انتصارته على ضربات خاطفة في مناطق سيطرة عصابات ايرانية قدمت له المبررات على طبق من ذهب وبدعم لا متناهي من أصدقائه في الغرب 

تجاوز نتنياهو سيادة دول المنطقة الى مخاطبة شعوبها كما هو في تصريحاته لشعب ايران حول المياه وكرامة الشعوب ومخاطبته لطوائف وأقليات في المنطقة العربية، لقد نصب نفسة قائداً مستلهماً لهذه الفئات التي يخاطبها بصيغة الاستكبار والغطرسة، لقد اودى الوضع المأزوم الذي يعاني منه نتنياهو وتوالي المواقف الدولية التي تزيد من عزلة دولة الكيان وتأزم الوضع الداخلي للدولة الى هروبه الى الامام، مستخدما الفاظه المنتقاة في تصريحاته في محاولة منه لإقناع الداخل الاسرائيلي بأنه مخلص دولته من الاخطار والتهديدات المحيطة التي تهدد وجود دولة الكيان حسب ادعائه 

على الجانب الاخر من الخطأ الفادح للامة الاسلامية والعربية ان تنظر الى تصريحات نتنياهو بانها لا تتجاوز الحلم والهروب من واقع تعيشه دولة الكيان، فالحقائق تؤكد وجود حلم المشروع المستقبلي القائم على العقيدة والتاريخ، نعم دولة الكيان تملك الاستراتيجيات والخطط لهذا المشروع، كيف وقد بنيت دولة الكيان على هذا المعتقد واعتبرته الاستراتيجية الكبرى التي تحكم العالم من خلاله، هاهي مؤشرات التقدم العلمي والعسكري والاقتصادي لدولة الكيان تصب في هذا السياق الاستراتيجي، لا بل استطاعت بقدراتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية تجاوز القانون الدولي والمواثيق الاممية 

ان مجريات الاحداث تشي بأن دولة الكيان بدأت منذ زمن بتنفيذ حلم نتنياهو لابل نتنياهو ينفذ حلم إسرائيل الكبرى، بغض النظر عن مسميات هذا الفكر الصهيوني فأن دولة الكيان تقدمت الى مراحل صعبة وحاسمة من ما تزعمه دولتها الكبرى، هاهي اسرائيل تتقدم في تنفيذ خططها وهي حريصة كل الحرص على التفوق العسكري وخاصة المجال الفضائي وسلاح الجو، وقد مهدت بعض المناطق الرخوة عسكرياً في الشرق الاوسط لصياغة نجاحها العسكري، تعي تماما دولة الكيان مدى صعوبة المواجهة العسكرية المباشرة على كافة التشكيلات العسكرية، فلجأت الى التصريحات الموجهة اعلامياً كاستراتيجية تفتيت وتشتيت الرأي العام العربي في الوقت التي قد تكون هذه التصريحات عامل حشد ضدها

لقد بلغ العلو الاكبر أشده لدولة الكيان، وهو ما ينذر بأنها تجر المنطقة بأسرها الى منزلق لا رجعة فيه، تتجاهل دولة الكيان انها وصلت الى منعطف بداية نهايتها التاريخية، ينظر نتنياهو ما يصب في مصلحته دون شعبة، الى ما يبقيه على رأس السلطة على حساب دول المنطقة وشعوبها، لكن يبقى السؤال  كيف تواجه الامه والدول العربية هذا المخطط الذي تراه دولة الكيان حقيقة ونحن ننظر الية كحلم ؟؟  

    
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير