في الذكرى الـ79 للإستقلال: الأردن يواصل مسيرة الإنجاز بقيادة الهاشميين .. بقلم عارف القيسي

القبة نيوز - في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بواحدة من أبهى محطاتها الوطنية:عيد الاستقلال، الذي يُجسد لحظة فارقة في تاريخ الدولة، ويكرّس مسيرة منالحرية والسيادة والبناء والتقدم. واليوم، ونحن نحييالذكرى التاسعة والسبعينلاستقلال المملكة، نستحضر بكل فخر وعرفان الدور الريادي الذي أداه ملوك الأردن في ترسيخ الدولة وتثبيت أركانها وتعزيز مكانتها إقليميًا وعالميًا.
استقلال بُني على الحكمة والثبات
في25 أيار 1946، أقرّ المجلس التشريعي الأردني انتهاء الانتداب البريطاني، وأُعلنقيام المملكة الأردنية الهاشميةبقيادة المغفور لهالملك عبد الله الأول بن الحسين، مؤسس الدولة الأردنية وباني استقلالها. ومنذ تلك اللحظة، بدأت المملكة مرحلة جديدة من السيادة والعمل المؤسساتي، الذي ازدهر تحت راية العرش الهاشمي وقيادة ملوكها الذين تعاقبوا على خدمة الأردن وشعبه.
الملك عبد الله الأول: المؤسس ورائد الوحدة
قادالملك عبد الله الأولالأردن نحو الاستقلال بحنكة سياسية وشرعية دينية وتاريخية مستمدة من نسبه الشريف. عزز بناء المؤسسات الوطنية، وأرسى قواعد الحكم الدستوري، وسعى لتحقيقوحدة الضفتين، وأرسى قيم التعايش والتسامح في بلد متعدد الجذور والمشارب.
الملك الحسين بن طلال: باني النهضة وحارس الاستقرار
على مدى 47 عاماً، قاد المغفور لهالملك الحسين بن طلالالمملكة في أصعب الظروف الإقليمية والدولية، وسط حروب وتحديات، لكنه استطاع أن يحوّل الأردن إلى دولة حديثة بمؤسسات متطورة، وتعليم شامل، واقتصاد متماسك رغم شح الموارد.
كان الحسين صوت العقل والاعتدال في محيط مضطرب، وعُرف بحكمته في بناء جسور الحوار والدبلوماسية، كما أسس لنهضة تعليمية وصحية وعمرانية لا تزال ماثلة حتى اليوم.
الملك عبد الله الثاني: قائد الإصلاح والتحديث
ومنذ اعتلائه العرش عام 1999، يقودجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسينالأردن في مرحلة جديدة من التحديث السياسي والاقتصادي، والانفتاح على العالم.
عمل جلالته على تعزيزأركان الدولة المدنية، وتحديث المنظومة السياسية، ودعم الشباب وتمكين المرأة، وفتح آفاق واسعة للتعليم والابتكار، إلى جانب دوره المحوري فيالدفاع عن القضية الفلسطينيةوالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف.
وفي عهده، أصبح الأردن صوتًا مسموعًا في المحافل الدولية، ومركزًا إقليميًا للحوار والسلام، رغم التحديات الاقتصادية والنزاعات المحيطة.
ولي العهد: جيل جديد من الأمل
وبقيادة سموالأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، تتعزز ملامح مستقبل مشرق للأردن. يمثل سموه تطلعات الجيل الجديد، ويسهم في بناء جسر بين الإرث الهاشمي والمستقبل، عبر مبادرات شبابية، ومواقف وطنية تعكس النضج والمسؤولية.
الأردن اليوم: وطن شامخ رغم التحديات
في الذكرى الـ79 للاستقلال، يواصل الأردنيون السير على درب المجد، متمسكين بثوابتهم الوطنية، ومنتمين لوطن يحتضن التنوع، ويصون الكرامة، ويرسّخ القيم الهاشمية في العدالة والوسطية والإنسانية.
إنه عيد الاستقلال، لكنه أيضًا عيدالإصرار على البناء والعطاء، عيد دولة لم تُبنَ على الثروات، بل علىالإرادة والكرامة والولاء.
كل عام والأردن بخير، قيادةً وشعبًا، ودامت رايته خفاقة في سماء المجد والسيادة.