facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

جمعة الشوابكة يكتب: ترامب في الرياض: شراكة تُعاد هندستها وسط تحولات إقليمية متسارعة

جمعة الشوابكة  يكتب: ترامب في الرياض: شراكة تُعاد هندستها وسط تحولات إقليمية متسارعة
القبة نيوز- في لحظة إقليمية تشهد تراجع الأطر التقليدية وصعود معادلات جديدة، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية.
تأتي هذه الزيارة في سياق لا يمكن فصله عن المتغيرات الدولية المتسارعة، وإعادة التمركز الأمريكي في الشرق الأوسط، وسعي واشنطن إلى إعادة تعريف علاقاتها مع شركائها المحوريين في المنطقة، وعلى رأسهم الرياض.

من المتوقع أن تتضمن الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الدفاعية والعسكرية، في إطار تعزيز الشراكة الأمنية بين البلدين. هذا التحرك يعكس انتقال العلاقة من نموذج "الدعم والتوريد" إلى نمط أكثر تكافؤًا، حيث تسعى السعودية إلى توطين أدوات الردع وتطوير قدراتها الذاتية في إدارة التهديدات، بما ينسجم مع رؤيتها الاستراتيجية للأمن الإقليمي.

الملفات السياسية المطروحة للنقاش تشمل عددًا من القضايا الحساسة مثل الحرب في غزة، الملف النووي الإيراني، الوضع في سوريا، الأزمة اليمنية، ودور حزب الله في لبنان. لم تعد السعودية تكتفي بدور الوسيط، بل تطرح نفسها اليوم كدولة مركزية قادرة على الإسهام في صياغة الحلول وتوجيه المسارات، انطلاقًا من رصيدها السياسي وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف.

الشق الاقتصادي من الزيارة يُتوقع أن يشهد توقيع اتفاقيات استثمارية استراتيجية، تغطي مجالات الطاقة، التحول الرقمي، الصناعات الدفاعية، والتكنولوجيا المتقدمة. هذا التوجه يعكس رغبة في تعميق الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، ضمن إطار أوسع تسعى فيه السعودية إلى تنويع شراكاتها وبناء معادلة اقتصادية متوازنة لا ترتبط بمحور واحد، بل تُدار وفقًا لمصالحها الوطنية.

اختيار الرياض كنقطة انطلاق لجولة ترامب الخليجية يحمل في طيّاته دلالات سياسية عميقة. فهو يُظهر إدراكًا أمريكيًا بأن المملكة أصبحت محورًا رئيسيًا في صياغة التوازنات الإقليمية. الزيارة ليست مجرد تأكيد للعلاقات الثنائية، بل محاولة مشتركة لإعادة قراءة الأدوار وتحديث قواعد التعاون في ضوء المستجدات.

هذه الزيارة ليست بروتوكولًا سياسيًا عابرًا، بل محطة في مسار إعادة هندسة التحالفات وتوازنات القوة في المنطقة. السعودية اليوم تتحرك من موقع الفاعل لا المتلقي، وتعيد تموضعها في النظام الإقليمي والدولي بناءً على رؤيتها ومصالحها السيادية.

هل ستكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لتحول أوسع في طبيعة العلاقات الدولية في الشرق الأوسط؟
أم ستبقى خطوة في سياق توازنات مؤقتة يجري اختبارها؟

الإجابة ستتضح في ما بعد اللقاءات... لا في عناوينها.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير