فادي السمردلي يكتب:بناء جيش إعلامي أردني ضرورة وطنية لمواجهة الذباب الإلكتروني

القبة نيوز- في عصر تتشابك فيه الجغرافيا الرقمية مع السيادة الوطنية، وتتحول فيه وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات معارك غير مرئية، لم يعد من الممكن تجاهل التهديد المتزايد الذي يشكّله الذباب الإلكتروني والمواقع الإخبارية المشبوهة على استقرار الدول وأمنها المجتمعي وبالنسبة للأردن، فإن هذه الحرب الرقمية تأخذ أبعادًا أكثر تعقيدًا، حيث يتعرض بشكل دوري لحملات تشويه منظمة تهدف إلى ضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وتشويه صورته داخليًا وخارجيًا، في محاولة لتمرير أجندات مشبوهة تُخفي خلفها أطماعًا أو أهدافًا سياسية وإعلامية مغرضة.
الذباب الإلكتروني ليس مجرد مجموعة من الحسابات المزيفة تنشر شائعات عشوائية، بل هو نتاج غرف عمليات افتراضية تعمل بمنهجية دقيقة على خلق رأي عام زائف، وتضخيم قضايا محددة، واختلاق أزمات نفسية في وعي المواطن وهذه الحملات تعتمد على سرعة الانتشار والتكرار، وتوظّف الخوف، الغضب، والتشكيك، كأدوات لبث الفوضى، مما يجعلها قادرة على النفاذ إلى المجتمعات، خصوصًا في اللحظات الوطنية الحرجة، مثل الأزمات الاقتصادية أو التحولات السياسية.
ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة إلى بناء جيش إعلامي وطني أردني، لا بالمعنى العسكري، بل بوصفه منظومة رقمية شاملة، تتكامل فيها مهارات الإعلاميين والمختصين الرقميين والنشطاء الوطنيين، وتستند إلى قاعدة صلبة من القيم والمصداقية والمهنية جيش قادر على الرصد والتحليل، والإنتاج الإعلامي السريع، والتفاعل الإيجابي المنظّم، بحيث لا يُترك المجال للمحتوى المضلل أن يستفرد بالعقول أو يملأ الفراغ في الساحة العامة.
هذا الجيش الإعلامي يجب أن يعمل ضمن إطار مؤسسي منظم، يتعاون فيه القطاع الإعلامي الرسمي، والجامعات، والمؤسسات التكنولوجية، ونشطاء المجتمع المدني، بهدف تطوير أدوات كشف الحسابات الوهمية، وتدريب كوادر شابة على مقاومة التضليل الرقمي، وتفعيل آليات الرد المدروس الذي لا ينجرف وراء الاستفزاز، بل يعتمد على الحقيقة والصياغة الذكية كما ينبغي أن يُرفَد بمحتوى إعلامي وطني عصري، يُخاطب المواطن بلغته، ويقدّم المعلومة بأسلوب سهل، ويعزز الانتماء بهدوء لا بالشعارات.
الرد على الشائعة لا يعني فقط نفيها، بل يتطلب تفكيك بنيتها، وكشف مصادرها، وتحليل دوافعها، ثم تقديم رواية مقابلة أقوى، تُقنع وتُحصّن وهذا لا يتحقق إلا إذا كان لدينا جيش رقمي واعٍ، يُدرك كيف يعمل خصوم الحقيقة، ويتقن كيف يصنع رأيًا عامًا مضادًا، يعيد تصويب النقاشات العامة إلى مساراتها الصحيحة.
إن الذباب الإلكتروني اليوم أخطر من أي وقت مضى، لأنه لا يهاجم فقط، بل يُشكّل وعيًا بديلاً، ويسيطر على العناوين، ويزرع الشك في كل ما هو رسمي ولذلك، فإن ترك الساحة الرقمية مفتوحة من دون دفاع، يشبه ترك حدود الوطن من دون حراسة والوعي، كما السيادة، لا يُحمى إلا بجنود يعرفون حجم الخطر، ويملكون العدة والمهارة لصدّه.
في الختام، لم تعد مواجهة هذه الحملات خيارًا، بل أصبحت واجبًا وطنيًا، يقع على عاتق الجميع الدولة، الإعلام، النخبة، والمواطن فالحرب على الوعي لا تقل خطرًا عن أي مواجهة أمنية أو سياسية، ومن لا يملك جيشًا إعلاميًا في هذا العصر، يترك وعي شعبه في مهبّ الريح
الذباب الإلكتروني ليس مجرد مجموعة من الحسابات المزيفة تنشر شائعات عشوائية، بل هو نتاج غرف عمليات افتراضية تعمل بمنهجية دقيقة على خلق رأي عام زائف، وتضخيم قضايا محددة، واختلاق أزمات نفسية في وعي المواطن وهذه الحملات تعتمد على سرعة الانتشار والتكرار، وتوظّف الخوف، الغضب، والتشكيك، كأدوات لبث الفوضى، مما يجعلها قادرة على النفاذ إلى المجتمعات، خصوصًا في اللحظات الوطنية الحرجة، مثل الأزمات الاقتصادية أو التحولات السياسية.
ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة إلى بناء جيش إعلامي وطني أردني، لا بالمعنى العسكري، بل بوصفه منظومة رقمية شاملة، تتكامل فيها مهارات الإعلاميين والمختصين الرقميين والنشطاء الوطنيين، وتستند إلى قاعدة صلبة من القيم والمصداقية والمهنية جيش قادر على الرصد والتحليل، والإنتاج الإعلامي السريع، والتفاعل الإيجابي المنظّم، بحيث لا يُترك المجال للمحتوى المضلل أن يستفرد بالعقول أو يملأ الفراغ في الساحة العامة.
هذا الجيش الإعلامي يجب أن يعمل ضمن إطار مؤسسي منظم، يتعاون فيه القطاع الإعلامي الرسمي، والجامعات، والمؤسسات التكنولوجية، ونشطاء المجتمع المدني، بهدف تطوير أدوات كشف الحسابات الوهمية، وتدريب كوادر شابة على مقاومة التضليل الرقمي، وتفعيل آليات الرد المدروس الذي لا ينجرف وراء الاستفزاز، بل يعتمد على الحقيقة والصياغة الذكية كما ينبغي أن يُرفَد بمحتوى إعلامي وطني عصري، يُخاطب المواطن بلغته، ويقدّم المعلومة بأسلوب سهل، ويعزز الانتماء بهدوء لا بالشعارات.
الرد على الشائعة لا يعني فقط نفيها، بل يتطلب تفكيك بنيتها، وكشف مصادرها، وتحليل دوافعها، ثم تقديم رواية مقابلة أقوى، تُقنع وتُحصّن وهذا لا يتحقق إلا إذا كان لدينا جيش رقمي واعٍ، يُدرك كيف يعمل خصوم الحقيقة، ويتقن كيف يصنع رأيًا عامًا مضادًا، يعيد تصويب النقاشات العامة إلى مساراتها الصحيحة.
إن الذباب الإلكتروني اليوم أخطر من أي وقت مضى، لأنه لا يهاجم فقط، بل يُشكّل وعيًا بديلاً، ويسيطر على العناوين، ويزرع الشك في كل ما هو رسمي ولذلك، فإن ترك الساحة الرقمية مفتوحة من دون دفاع، يشبه ترك حدود الوطن من دون حراسة والوعي، كما السيادة، لا يُحمى إلا بجنود يعرفون حجم الخطر، ويملكون العدة والمهارة لصدّه.
في الختام، لم تعد مواجهة هذه الحملات خيارًا، بل أصبحت واجبًا وطنيًا، يقع على عاتق الجميع الدولة، الإعلام، النخبة، والمواطن فالحرب على الوعي لا تقل خطرًا عن أي مواجهة أمنية أو سياسية، ومن لا يملك جيشًا إعلاميًا في هذا العصر، يترك وعي شعبه في مهبّ الريح