القبة نيوز -  حين يكون الحديث عن الوطن، تتوارى الحسابات الضيّقة، وتسقط الأقنعة الزائفة، فلا يبقى إلا صوت الضمير، وصدق الانتماء، وثبات الموقف. إنّ ما نعيشه اليوم ليس مجرد تفصيل سياسي عابر، بل لحظة مفصلية في اختبار الوعي الجمعي والولاء الصادق للمبادئ التي لا تقبل التبديل أو المساومة. نُعلن، بلا تردد، وقوفنا الكامل خلف الدولة الأردنية في قراراتها السيادية، وعلى رأسها القرار القضائي بحظر كافة نشاطات ما يُعرف بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة، بعد أن أثبتت الوقائع والأدلة تورط بعض عناصرها في أنشطة تمسّ جوهر أمن الدولة واستقرارها. ما تم كشفه من محاولات تصنيع المتفجرات، وإتلاف الوثائق، والتخفي وراء شعارات خادعة، لا يُعبّر إلا عن مشروع تخريبي ممنهج يستهدف كيان الدولة ووحدة الصف الوطني، بعيدًا عن أي مفهوم ناضج للعمل السياسي أو الوطني. وهو سلوك لا يُقابَل بالمهادنة، بل بالحزم، ولا يُعالج بالتحاور، بل بتطبيق صارم لسيادة القانون. وفي هذا السياق، نستذكر قول جلالة الملك عبد الله الثاني: "لن نسمح لأي أحد أن يتعدى على أمن الوطن، ولا أن يعبث بمقدراته. فالأردنيون يدركون أن الأمن خط أحمر، والاعتداء عليه اعتداء علينا جميعاً." وإننا إذ نُثمّن عظيم الجهد الذي تبذله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، فإننا نؤكد أن حماية الأمن الوطني ليست مسؤولية المؤسسات وحدها، بل هي واجب وطني عام، يستدعي من كل أردني أن يكون على وعي تام بما يُحاك في الخفاء من محاولات زرع الفوضى والتشكيك. وقد عبّر جلالة الملك عن هذه الرؤية حين قال: "الأمن والأمان نعمتان لا تقدّران بثمن، ومسؤوليتنا جميعاً أن نحافظ عليهما بكل ما أوتينا من قوة ووعي." نجدد ثقتنا المطلقة بقضائنا الأردني النزيه، وندعو أبناء الوطن كافة إلى مزيد من الوعي، واليقظة، والانحياز التام إلى الثوابت الوطنية، ورفض كل محاولات العبث تحت أية ذريعة كانت. فالأردن لم يكن، ولن يكون، ساحة للفوضى أو مرتعًا للمؤامرات. ستبقى هويته مصانة، وسيظل أمنه حصنًا منيعًا، بقيادته الهاشمية الراسخة، وبشعبه الذي لم يعرف يومًا التراجع أو التخاذل حين يُنادَى باسمه. كما قال جلالة الملك: "هذا الوطن عزيز، ومنعته من منعتكم، وصموده من صمودكم، ومستقبله بأيديكم أنتم الشباب، أبناء الأردن المخلصين." إنه وطن لا يُدار إلا بالولاء، ولا يُحمى إلا بالانتماء... وذاك عهدٌ لا يُنكث، ولا نقبل له بديلًا