facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

150 مليون وظيفة جديدة .. الذكاء الاصطناعي يغير قواعد سوق العمل

150 مليون وظيفة جديدة .. الذكاء الاصطناعي يغير قواعد سوق العمل
القبة نيوز- يشهد سوق العمل العالمي تحولاً جذرياً نتيجة لتطورات الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي بدأ يلعب دوراً أساسياً في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.

من بين هذه التغيرات، أصبح من الواضح أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط محركاً للتغيير التكنولوجي، بل أصبح أيضاً لاعباً رئيسياً يعيد تشكيل فرص العمل وتحدياته.

خلال القمة العالمية للحكومات التي جرت في دبي قبل أيام، أكد أحمد بن سليمان الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، أن أحدث تقرير توقع أن عدد الوظائف التي سيستحدثها الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 150 مليون وظيفة، وعدد الوظائف التي ستختفي سيبلغ 90 مليوناً، وأن صافي الوظائف عام 2030 سيبلغ 78 مليون وظيفة جديدة.

سوق العمل

في الماضي، كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة تهدد الوظائف التقليدية، لكن اليوم بات واضحاً أن هذا المجال يتطلب وظائف جديدة ومتخصصة.

التقنية بدأت تؤثر بشكل ملحوظ على الوظائف التي تتطلب العمل اليدوي أو المهام الروتينية مثل تلك في قطاعات النقل، الخدمات المالية، وبعض الصناعات التحليلية.

على سبيل المثال، مع تطور السيارات الذاتية القيادة، ستنخفض الحاجة إلى سائقي الشاحنات، لكن في المقابل ستظهر وظائف جديدة مثل مهندسي الروبوتات وفرق الدعم الفني لهذه الأنظمة المعقدة بحسب (McKinsey).

التحديات والفرص

وفقًا لمؤسسة «برايس ووترهاوس كوبرز»، فإن نحو 38% من الوظائف في الولايات المتحدة مهددة بسبب الأتمتة في العقد المقبل.

لكن هذا التحدي يعكس أيضاً فرصة كبيرة في تطوير المهارات والوظائف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

لذا، تحتاج الحكومات والشركات إلى التكيف مع هذه التحولات عبر الاستثمار في برامج تدريبية متطورة وفتح قنوات تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة مثل تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.

وظائف جديدة

ولا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي على استبدال الوظائف، بل يساعد في خلق فرص جديدة تتطلب مهارات متقدمة.

أبرز هذه المجالات تشمل تحليل البيانات الضخمة، تطوير البرمجيات الذكية، وتصميم أنظمة الأمان الإلكتروني.

على سبيل المثال، توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية أدى إلى ظهور وظائف جديدة في مجالات مثل تطوير الأنظمة الذكية للتشخيص والعلاج، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة الطلب على المتخصصين في هذا القطاع.

من هذا المنطلق يبرز دور الحكومات والشركات في الاستعداد للمستقبل، حيث تعتبر الحكومات والشركات الكبرى في العالم من اللاعبين الرئيسيين في تشكيل المستقبل المهني.

وعلى الرغم من أن بعض الدول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية قد بادرت بتنفيذ برامج حكومية تسعى لتطوير المهارات الرقمية، فإن العديد من الشركات بدأت بالفعل في تبني استراتيجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتها.

الشركات مثل «أمازون» و«تسلا» تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها، مما يؤدي إلى توفير وظائف جديدة تتطلب مهارات متخصصة في البرمجة وتحليل البيانات.

الذكاء الاصطناعي يعد بتغيير كبير في ملامح سوق العمل، إذ يمكن أن يحل محل بعض الوظائف التقليدية، ولكنه يفتح في الوقت نفسه مجالات وفرصاً جديدة تتطلب مواكبة التطورات التكنولوجية. وبالرغم من التحديات التي قد يواجهها العاملون في القطاعات التقليدية، فإن المستقبل يحمل آفاقاً واعدة لأولئك الذين يتبنون التعليم والتدريب المستمر في مجالات الذكاء الاصطناعي.

من الضروري أن نكون مستعدين لهذا التحول الكبير من خلال تبني السياسات التعليمية المناسبة وتحفيز الابتكار في بيئة العمل.

ويبقى السؤال المطروح: كيف يمكن للمجتمعات والحكومات تحقيق التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية وحماية الوظائف التقليدية؟
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير